نبذة عن الكتاب
صادر التيار السلفي المتشدّد مجتمعاً وديناً ودولة. أما التيار المعتدل فقد فشل في تلبية طموحات الجمهور، وعجز عن مواجهة التحديات الراهنة.
يتناول الكتاب نشأة السلفية الجهادية في المملكة العربية السعودية، مروراً بالعلاقة الشائكة مع مشروع الدولة، وصولاً إلى مرحلة المواجهة الصريحة، فانتشار العنف القاعدي وتجلياته من نيويورك إلى أفغانستان والعراق وغيرها.
كانت الدولة، لفترة طويلة، تجتزئ المشكلة، ولهذا جاءت الحلول مجتزأة ولا تلامس القضايا الجوهرية. والخطر اليوم مزدوج: تشويه وظيفة الدولة نفسها، وتعميق الانقسام الاجتماعي.
السلفية الجهادية في السعودية > اقتباسات من كتاب السلفية الجهادية في السعودية
اقتباسات من كتاب السلفية الجهادية في السعودية
اقتباسات ومقتطفات من كتاب السلفية الجهادية في السعودية أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
السلفية الجهادية في السعودية
اقتباسات
-
مشاركة من Muhammed
-
أما البعد الجوهري في هذه المسألة فيدور حول قدرة الدولة على نسج الفئات الاجتماعية في رابطة عليا تكون أساساً لتشكيل قاعدة الوحدة المجتمعية، وصولاً إلى تحقيق فكرة تطابق حدود الدولة مع حدود الأمة، حيث تكون سيادة الدولة تمظهراً وتعبيراً عن سيادة المجتمع الذي تنظّمه الدولة عبر آليّات قانونية ودستورية.
مشاركة من Muhammed -
في واقع الأمر، إننا نواجه خطراً مزدوجاً: الأول يكمن في تشويه وظيفة الدولة ذاتها، بما هي صيغة توافقية تُفضي إلى حفظ المصالح العمومية، وتحقّق قدراً أعلى من الانسجام الداخلي، والآخر تعميق الانقسام الاجتماعي عبر آليّة الدولة، التي يُفترض أن تكون إطاراً لتعايش مشترك ومتكافئ بين فئات المجتمع، والأهم أنها خيار تعاقدي يخلص إلى ترتيب صفوف المجتمع على خط استواء
مشاركة من Muhammed -
ولا يمكن إعادة إنتاج نموذج الخلافة الراشدة في عصر الدول بتعقيداتها المؤسسية المحكومة بشبكة واسعة من الأفراد. فلا النظام القضائي في عصر الصحابة مماثل للنظام القضائي الحالي، ولا مؤسسة الحكم في عصر الصحابة نظيرة لمؤسسة الحكم الحالية، فضلاً عن أن ظروف وتحدّيات وحاجات ومشكلات المجتمعات المعاصرة تختلف تماماً عن عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
مشاركة من Muhammed -
النموذج المقابل، كما عبّرت عنه وثائق التيار الوطني بشقّيه الإسلامي المعتدل والليبرالي العلماني، هو الدولة المدنية القائمة على أساس مبدأ المواطنة الكاملة، كشرط لتحقيق المساواة بين الجميع، وتحرير السياسة من الحق الإلهي أو الحق الخاص/الفردي أو الفئوي، وإشاعة الحرية السياسية كأساس للديمقراطية، والتعددية، والمشاركة في القرار، والتمثيل السياسي المتكافئ
مشاركة من Muhammed -
في العقد الأخير من القرن الماضي أفصح الاتجاهان الكبيران في السعودية، الوطني الليبرالي والديني السلفي، عن نموذجين للدولة المنشودة، كمقترح تصحيحي لنموذج الدولة السعودية القائمة. أعلن التيار الديني السلفي سنة 1992 من خلال وثيقة تفصيلية بعنوان «مذكِّرة النصيحة» عن الصياغة النهائية لدولته الدينية المنشودة.
مشاركة من Muhammed -
وهذا المبدأ نفسه هو الذي يجعل السياسة دنيوية محضاً، وليس كما تقتضي السيادة بدعوى الإلهية التي تتوسّلها طبقة مسلّحة بمزاعم دينية، وترى في نفسها خصائص ليست في المخلوقين، وتنظر إلى من عداها كقطيع تائه يجب أن يساق إلى حيث الرشد والهدى. وهنا تبدو المفارقة الكبرى بين نموذجي الدولة الدينية والدولة المدنية، حيث تتحقق عبر مبدأ السيادة الشعبية المساواة والحرية، فيما يتحقق عبر دعوى السيادة الإلهية الجور والاستبداد.
مشاركة من Muhammed -
توصّل توماس هوبس في مؤلفيه الشهيرين «الدولة» (صدر عام 1642) و«ليفيثيان» (صدر عام 1651) إلى أن السلطة المدنية نتاج مجتمع دنيوي، كما عدّ المجتمع المدني حالة سياسية اجتماعية اصطناعية، نافياً عنها الصفة الدينية. وقد خصّص كتابه الثاني لتوجيه نقد لاذع لفكرة «الحق الإلهي»، وأطلق على الدولة القائمة على أساسها لقب «ليفيثيان»، رمز الشر في الكتاب المقدّس
مشاركة من Muhammed -
أما الدولة الدينية فتستحوذ على المحكومين في الدنيا عبر دعوى إعداد الخلق لمرحلة أخرى، الدار الآخرة. أي أن الدولة الدينية تحمل رسالة أخروية، وليس من مهماتها أن يعيش الناس أكفاء ينعمون بالخير الدنيوي، بل يجب أن تحمل الناس على الامتثال لأوامر السلطة، باعتبار أن ذلك جزءٌ من الامتثال لأوامر الشرع والدين حتى وإن جاء ذلك على حساب مصالحهم الدنيوية
مشاركة من Muhammed -
في البعد التكويني للدولة، تقوم الدولة المدنية على تعاقد اجتماعي فيما تقوم الدولة الدينية على عقيدة، والأولى يشترك فيها طرفان هما الحاكم والمحكومون، أما الثانية فليس فيها سوى طرف واحد، غالباً ما يؤسّس دولته على زعم التفويض الإلهي، حيث يكسو الحاكم سلطانه معنى من خارجه كيما يكسبه شرعية.
وفي نقطة الافتراق عند هذا المبدأ التكويني بين التعاقد الاجتماعي والعقيدة الدينية تكمن كل الترتيبات المندرجة تحتهما، بدءاً من الحقوق والوجبات وانتهاءً بأغراض الدولة الكبرى. وفي ضوء ذلك ندرك أن الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الدولة المدنية مؤسّسة على مبدأ المواطنة، بما تقتضيه من المساواة بين المحكومين. أما في الدولة الدينية، بحسب المنظور السلفي، فالحقوق مؤسسة على الالتزام الديني، ما يجعلها موقوفة لثلّة المؤمنين الملتزمين بعقيدة دينية محددة، ويكون التساوي نقيض منصوصات ومُمليات العقيدة هذه. وهنا يحدث أول وأكبر تشويه للدولة حين تختلط بمدّعيات دينية تُفقِدُها أغراضها الأولى التي نشأت من أجلها
مشاركة من Muhammed -
في البعد التكويني للدولة، تقوم الدولة المدنية على تعاقد اجتماعي فيما تقوم الدولة الدينية على عقيدة، والأولى يشترك فيها طرفان هما الحاكم والمحكومون، أما الثانية فليس فيها سوى طرف واحد، غالباً ما يؤسّس دولته على زعم التفويض الإلهي، حيث يكسو الحاكم سلطانه معنى من خارجه كيما يكسبه شرعية
مشاركة من Muhammed
السابق | 1 | التالي |