البنت الصغيرة التي لا تشبه يارا فيروز في شئ على الإطلاق كانت عائدة إلى بيتها، جميلة حالمة، تحتضن كتبها كعادة كل البنات الحالمات، دقت الباب لم يفتح أحد، دقت بعنف, وجنون أيضا لم يفتح أحد.
حين اضطرت لاستعمال مفتاحها الشخصي فاجئها رأس أبيها تحت قدميها, وحين مدَّت بصرها أكثر كانت أشلاء العائلة كلها مبعثرة بالمكان, والدماء تُشكِّل خطوطا مكتوبة بلا معني، جدير بمشهد كهذا أن يمحي ذاكرة بأكملها, ويقف بالزمن تماما, وجدير به أيضا أن يذهب بالكلام إلى اللامكان, ويتركها حزينة خرساء للأبد لكن هذا لم يحدث، بالأصل هي عادت للبيت لتضع شريطتها الحمراء- تجعلها أكثر جمالا, وإثارة - تفادت الأشلاء, والدماء قدر استطاعتها، دخلت حجرتها النظيفة، وضعت شريطتها الحمراء, وانطلقت تبحث عن حبيب جديد.
ذاكرة رحيل > اقتباسات من كتاب ذاكرة رحيل
اقتباسات من كتاب ذاكرة رحيل
اقتباسات ومقتطفات من كتاب ذاكرة رحيل أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
ذاكرة رحيل
اقتباسات
-
مشاركة من المغربية
-
هاك حبيبي قمراً لم يسقط بعد، وجهاً بسماء حرة يعبرها اﻷطهار قبيل الفجر ثلاثاً وثلاثاً قبل الاستشهاد، هاك حبيبي وجه بلادي، وجعاً بعيون اﻷطفال يمرون أمام الدهر طويلاً و جنيناً ضوئياً يعبر رحم الخوف ذات ميلاد.
النائمة تلهو قليلاً، تجمع ثمر الكرز من بستان طفولتها، و تمرر أطراف أصابعها على وجه الشمس قليلاً، هاك حبيبي آخر مكاتيب الشمس: الماضي أسناني الساقطة، و الحاضر عطن الأيام الحبلى بمساءكم، واﻵتي حصان ضوئي يخشي سياط مسائكم.
كل الحكايا كانت تؤدي حتماً إلى فقدانه، إلى اشتعال حروب جديدة على حافة كل وطن جديد تبتدعه، و كل حلم على حافة التصوف كانت تشتهيه. كل الحكايا كانت تبشر دوماً بوجه قبيح تعود إليه آخر كل نوم وفقد جديد مرسوم بكل طريق.
هي كانت تحبه..... ألهذا كان عليها أن تفقأ عين الحكايا؟
مشاركة من المغربية -
لا تسألني الآن أن أتجلى في حضرتك أنثى تستحيل شعراً، وألواناً وعطوراً، إنني منذ اختناق الحمامات في المدى أدور بدُّفي في الزارات وفي الحانات أُسبِّح بالموت، وآيات الرحيل. أيها النوراني لك أتلو صلاتي علِّي أتحرر من هذا الجسد، السجن لك أبحر في موجات الطهر عسى الله أن يغفر لي ما تقدم، وما تأخر من ذنبي لك أهتك ستر الروح فيوضاً من حريتي ومجوني، وأُرنِّم عمري طلاسم لا يفهمها سواك، تتمنطق كلماتي، وتسقط مصلوبة على حافة أوراقي فتضيع صلاتي سدى، وأبقى أنا.... أنا.. أنا الموغل في حزني، الموغل في رحيلي، الموغل في إثمي وغربتي أبقى شاهد عصري على حافة المهزلة، وأرى وجهي بكل الوجوه فتقتلني الرصاصة مرتين، ويفر الكون أمامي يحجب وجهه المحروق عن أعين الأقمار، ويلملم أطفاله العراة، ونسائه المبقورين..
مشاركة من المغربية -
حين ترتبك السماء هكذا نكون نحن الأرضيون في حيرة كبرى من أمرنا، يلتبس الليل، والنهار، ويتساقط دعاؤنا فوق رأسنا زخاتٍ زخات، عيوننا الآن لا يغريها البكاء، والأحزان كذلك ستضل قطعًا طريقها في الصعود إلى الله لأن السماء الآن مرتبكة جدًا، والأحلام لا تستطيع أن تدَّعي أنها رؤى، ولا مساحة من النوم تصلح الآن لأضغاث الأحلام لذلك فحين ترتبك السماء هكذا نصبح في حيرة كبرى من أمرنا!
مشاركة من المغربية -
سأتركك الآن تلهو وحيدًا، جميلًا، وضاحكًا. أسمع صوت الصحراء، والهواء، ولقاءهما المحموم دائمًا، صوت وحشتك الذي لم تدركه بعد. تضحك كثيرًا أنت، وأنا أرقبك عن بعد، وراءك، أمامك، حولك.
سيحاولون حمايتك كثيرًا، يوم وُلدت أخفوك عن العيون ثلاثة أشهر كاملة، وللآن ترتدي خرزتك الزرقاء. لا أحد يحبك مثلي، أكم مرة حاول النمل القضاء عليك، ونفضته بعيدا عنك برفق بالغ ؟؟!!
حرارة الشمس أيضًا أصابتك بهلوسات عدة، ظننت حينها أنك تراني، ظننت أيضًا أنك أحببتني لكنك فزعت لمجرد رؤيتي، لا تقلق.. لم أغضب منك .
مشاركة من المغربية
السابق | 1 | التالي |