البنت الصغيرة التي لا تشبه يارا فيروز في شئ على الإطلاق كانت عائدة إلى بيتها، جميلة حالمة، تحتضن كتبها كعادة كل البنات الحالمات، دقت الباب لم يفتح أحد، دقت بعنف, وجنون أيضا لم يفتح أحد.
حين اضطرت لاستعمال مفتاحها الشخصي فاجئها رأس أبيها تحت قدميها, وحين مدَّت بصرها أكثر كانت أشلاء العائلة كلها مبعثرة بالمكان, والدماء تُشكِّل خطوطا مكتوبة بلا معني، جدير بمشهد كهذا أن يمحي ذاكرة بأكملها, ويقف بالزمن تماما, وجدير به أيضا أن يذهب بالكلام إلى اللامكان, ويتركها حزينة خرساء للأبد لكن هذا لم يحدث، بالأصل هي عادت للبيت لتضع شريطتها الحمراء- تجعلها أكثر جمالا, وإثارة - تفادت الأشلاء, والدماء قدر استطاعتها، دخلت حجرتها النظيفة، وضعت شريطتها الحمراء, وانطلقت تبحث عن حبيب جديد.
ذاكرة رحيل > اقتباسات من كتاب ذاكرة رحيل > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب