كرة القدم.. الساحرة المستديرة...
عشقي لكرة القدم كان له التأثير الأكبر على شخصيتي وعلى قرارتي...
بدأت قصتي مع كرة القدم بتاريخ 10/2/2006...
كانت المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا 2006 في مصر.. على ستاد القاهرة الدولي.. بين مصر وساحل العاج...
كان والدي مضطراً للخروج من المنزل في ذلك اليوم وفي ساعة المباراة وأخبرنا أن نشاهد المباراة حتى نعلمه من سيفوز.. وفعلاً جلست أنا وأختي التي تصغرني بسنة نشاهد المباراة.. انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي.. ثم الثاني كذلك.. زاد حماسنا أنا وأختي.. بدأ الشوط الإضافي الأول وانتهى أيضاً بتعادل سلبي والثاني كذلك.. لتبدأ المرحلة الحاسمة بضربات الحظ الترجيحية... فازت مصر 4-2... خسر رفاق دروغبا وفرح رفاق أبو تريكة.. اعتلى عصام الحضري المرمى وجلس عليه من الأعلى... كان فرح حسن شحاته غامراً ... فاز أحفاد الفراعنة للمرة الخامسة بكأس الأمم الإفريقية!
من ذلك اليوم وأنا أشاهد المبارايات...
تعرفت على الليغا الإسبانية: ريال مدريد: زيدان، بيكهام، روبيرتو كارلوس، رونالدو، كاسياس، راؤول، راموس... برشلونة: ديكو، إيتو، رونالدينو، ميسي الصغير، بويول، المدرب فرانك ريكارد بشعره الأسود المنكوش...
أتلتيكو مدريد وفرناندو توريس الصغير، فياريال الغوصات الصفراء مع فورلان... خفافيش فالنسيا مع ديفيد فيا وفيسنتي روديغيز.. أتلتيكو بلباو.. ديبورتيفو لاكرونيا... إسبانيول.. وغيرهم
شاهدت الكالشيو الإيطالي: السيدة العجوز.. يوفينتوس مع دل بييرو، بوفون، إبراهيموفتش، تريزيغيه، كانافارو، موتو...
الميلان: الروزونيري فريق بيرلسكوني.. كاكا.. باولو مالديني.. إنزاجي.. شيفشينكو..
إنتر ميلان: نيراتزوري.. ذئاب روما مع توتي.. لاتسيو.. نابولي.. سيينا.. باليرمو وغيرهم
وانتقلت إلى إنجلترا... تشيلسي دروغبا ولامبارد وروبن.. أرسنال أرسن فينغر وهنري وفان بيرسي.. ليفربول جيرارد.. شياطين مانشستر يونايتد.. أبناء العجوز فيرجيسون.. كرستيانو رونالدو.. الجولد بوي روني.. فان نستلروي وفان دير سار...
انطلقت في ذلك الصيف بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا...
كنت أشجع التانغو الأرجنتني.... واجه المنتخب الأرجنتيني المانشفت الألماني في ربع النهائي
تقدم الأرجنتينيون بهدف المدافع روبيرتو أيالا في الدقيقة 49... وسيطر المنتخب الأرجنتيني على مجريات اللقاء وأجهض محاولات الألمان بالوصول لمرماهم... في الدقيقة 75 على ما أذكر.. ارتكب المدرب بيكرمان الخطأ الذي أودى بالمنتخب بإخراجه لاعب الوسط ماسك اللعب في وسط الملعب خوان رومان ريكلمي... هنا أيقنت بأن فوز الألمان بات قريباً! وفعلاً ما انحلت الدقيقة 80 حتى سجل المهاجم ميروسلاف كلوزه هدف التعادل... هنا شعرت بأن قلبي توقف... كنت وقتها قد بلغت السادسة عشر من عمري مؤخراً... شرعت بالبكاء... وصلت المباراة إلى الأشواط الإضافية واستمرت النتيجة بالتعادل... عندما جاء دور ضربات الترجيح لم أستطع مشاهدتها أبداً وتواصل بكائي... فازت ألمانيا وخسرت الأرجنتين... لم أنم في تلك الليلة من الحزن والدموع....
جاءت المواجهة المرتقبة في نصف النهائي بين إيطاليا وألمانيا...
كانت مباراة ممتعة فعلاً بتعليق الرائع عدنان حمد الحمادي بصوته الحماسي.. استمر التعادل السلبي في الشوطين الرئيسيين.. ضرب الإيطالي غاتوزو الألماني بالاك...
انتقلنا إلى الأشواط الإضافية... في الدقيقة 119 سجّل فابيو غروسو هدف إيطاليا الأول... وفي الدقيقة الإضافية للشوط الثاني سجل دل بييرو الهدف الثاني من هجمة مرتدة سحقت الألمان.. وطموحات كلينسمان... واذكر في تلك الليلة لم أنم من شدة الفرح وأنا أصرخ: فايبو غروسو أوليه!
أهداف اللقاء:
****
يبدو أنني سأنفعل كثيراً في حال لو استمريت بالكتابة عن كل مباراة شاهدتها :D
---------------
كرة القدم بين الشمس والظل...
هذا الكتاب يستحق أكثر من 5 نجوم بأسلوبه الساحر الجذّاب ...
كل من يحب كرة القدم يجب أن يقرأ هذا الكتاب...
سرد ساحر لتاريخ كرة القدم وكل المونديالات وأبرز الأحداث والأهداف والأساطير حتى عام 1994.. بيليه، غارينشا، زيكو، روماريو.. مارادونا، كيمبس، أوزيبيو، اندرادي، فاريلا.. روسي، باجيو، بيكنباور، مولر, تشارلتون، كرويف، فان باستن، رود خوليت، كلينسمان، روماريو....
أكثر ما أضحكني جملة: "مصادر حسنة الاطّلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو بات وشيكاً، وأنه سينهار خلال ساعات.".... التي تظهر في بداية كل سنة!
يحتوي على الكثير الكثير من القصص والأهداف.. حتى شعرت بأنني أسمع صوت الجماهير خلف الكلمات... وصوت موسيقى السامبا وراء وصف الأهداف...
سحر في سحر في سحر... الساحرة المستديرة... التي ستبقى متربّعة على عرش الرياضات.. وتنتج الأساطير وتصيغ التاريخ... وترسم الفرح.. توحد الأمم والشعوب.. وتُبكي الملايين.....
حالياً لم أعاد أتابع سوى البطولات الكبيرة ككأس العالم أو كأس أمم أوروبا فقط.. فالاحتكار وتجارة الملايين والمليارات وأمبراطورية الفساد "الفيفا".. أفقد كرة القدم سحرها الأصيل
<