تدمر....
يسمعون حسيسها...يخيل لمن سمع هذا الإسم أنها رواية تحمل بين دفاتها مشاعر مرهفة بالمشاعر الجياشة عن قصة حب عنيفة بين عاشقان علق كل من هما بالآخر يخيل له انه سيجرب احساس من أحاسيس الهيام وانه سينبض له القلب من جديد لمجرد رسالة تصل أحد الطرفين ...مهلا هذا صحيح كل ما يخيل إليك من العنوان صحيح كله لكن بطريقة مختلفة وفي عالم آخر وعشق من نوع ثان ليس عشق شابان مهووسان بل هي قصة شغف أبوية وقصة محبة بين أم ووليدها وبين أخ وأخيه وقصة حياة بين زوجة وزوجها هي رواية سطر على أوراقها تجربة كتبت بالدماء قبل الحبر على حيط في أحد مهاجع سجن تدمري سطرت في الجانب المظلم من الحياة حين تسلب الإنسانية قبل الحرية حين تسلب قهرا من بين أهلك وتترك ورائك طفلة لم تبلغ الحلم بعد وأم لم تشبع من فلذة كبدها وأنثى لم يسنح لها أن تكتب قصة عشقها ...وحين تأخذ من لب الحلم وترمى على طرف الكابوس ليس لشيئ إلا لأن هناك من طغى في الأرض وأعطى لنفسه الحق في أن يسلبك منك ويسلبك من كل شيئ ولا يكتفي ولن يكتفي حتى يراك قد فقدت نفسك ونسيت إنسانيتك وذهبت ماهيتك لتهمة لا تعرفها ولم توجد من الأصل ...أنت الآن بين براثين سجن تدمر في الجانب المظلم من الحياة حيث لم يخطر على بالك يوما أنه توجد وحوش بشرية على هيئة بشر حياتك رهن إشارتها قد تعذب لمجرد تكدر مزاج أحدهم ويريد تعديله بصوت العذاب ويروي عطشه من دماء جروحك ... يقال أنك تفقد صديقا مع كل كتاب جيد تقرأه هنا ستشعر بالفقد مع كل نكبة يمر بها إياد مع كل كل وخزة وكل محطة ستعيش على انك إياد وستدرك أن للحياة جانب ثان ليس الذي عهدته