قرأت هذا الكتاب منذ مدة. كانت فترة ساراماغو بحق، رواية " العمى " نص مدهش وغريب. ولا أعتقد بأنه يمكن فهمه دون الرجوع لساراماغو نفسه. فالظاهرة العمى التي تصيب المجتمعات تباعاً، لتقود الناس في أقذر المراحل، من السكن في مجمعات مغلقة، والفتك بالبعض واستغلال الجنسي البشع، كل هذا على مرأى من إمرأة واحدة لم تصب لسبب ما بالمرض.
ليس هناك اي تفسير.
عالم حليبي يجتاح الجميع.
ساراماغو نفسه، رجل ملحد، في احدى لقاءاته أخذ ياحدث عن الديانات، وكان متعصباً بشكل يدعو للدهشة، شيوعي أحمر مثل الدم، وقد قال بأنه لن يؤمن بوجود رب، سألوه وإن كان هناك أمل في التراج والعودة للكنيسة أثناء الموت، قال بحسم لو حدث أن طلبت المغفرة أثناء الإحتضار فذلك ليس أنا.
الرجل أعلن مرة عن علاقته بالألهة الأنتى. وإن الإله الذكر هو ما يسبب الألم للبشر، ولكن العالم الذي ترك الديانات الإنثوية لا يرى الحقيقة هم غائبون إرادياً وبلا تفسير فيما سمى بالإهتداء في التاريخ المسيحي والإسلامي واليهودي.
الديانات السماوية.
النص يحمل رموز عالم ساراماغو، لست ضليعاً في الأمر وقد يكون الأمر كله توهم. لكن هذه الراوية من وجهة نظري سخرية كبيرة من عالم المسيحي أجمع. وأعتقد بأن الدولة البرتغالية كانت تود منح جائزة كبرى للكاتب لولا تدخل جهات مسيحية كنسية لحيلولة دون ذلك.
بعض الكتاب تتسلل برقة.
أمنح الرواية خمس درجات إذ إنها لا تقل عن كتابات دوستويفسكي وماركيز في شيء، بل قد تفوق الإثنين في جبروت الناعم للأفكار الجافة والجامدة.