العمى > مراجعات رواية العمى

مراجعات رواية العمى

ماذا كان رأي القرّاء برواية العمى؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

العمى - جوزيه ساراماجو, علي عبد الأمير صالح
أبلغوني عند توفره

العمى

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    عمل عظيم..

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    .

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية العمى رواية إفتراضية تتحدث عن نوع من العمى الأبيض الذي اصاب معظم سكان البلاد بإستثناء إمراة واحدة. والسؤال هو لماذا هذا العمى أبيض وليس أسود كما هو شائع ؟

    هل يمكن إعتبار هذا العمى ببياضه بمثابة ثورة بيضاء او انتفاضة على الواقع المزري ،هم برفضوا البقاء تحت نير الظلامية والمستقبل الأسود القاتم ويتوقوا الى صفحة بيضاء من حياتهم ملؤها الأمل والنقاء والأبيض بهذا المعنى هو التخلص من النقيض وإشارة الى ولادة ثانية أو بداية جديدة للناس بعد كل ما تعرضوا له من مهانة وذُل قبل إستعادة بصرهم وبصيرتهم مجددا ليبدأوا حياة خالية من أي مظهر من مظاهر القهر والإستبداد؟..فالعمى ليس فقدان البصر بقدر ما هو فقدان البصيرة والرؤية، والإستسلام لكل ما هو مفروض من تدابير وإجراءات وأساليب عيش صعبة ، المعنى الحقيقي لكلمة العمى هو إنعدام أبسط مقومات العيش الكريم من ماء، كهرباء، طعام، طبابة، فرص عمل وغيرها .

    تبدأ الرواية بفقدان شخص بصره، تصيبه حالة العمى الأبيض والتي بدأت عدواها تنتقل للأخرين، وإذا إعتبرنا ان هذه الحالة هي محاولة إعتراض او أنتفاضة على ما هو قائم نستطيع أن نفهم الإجراء البديهي من قبل الحكومة التي لجأت مباشرة الى ما يشبه الإعتقال الجماعي لهولاء المنتفضين (العميان) وأيضاً من تتوقع ان ينضم إليهم او تنتقل إليه هذه العدوى بما يشبه الإعتقال على الشبهة.

    رواية ليست غريبة عنَّا فهي تلامس حياتنا، تدور أحداثها في مكان أو مدينة وختى في بلد لا يحمل اسما ً، حتى شخوصها أشير إليهم بألقابهم وأوصافهم،الطبيب، زوجة الطبيب، الكهل ذو العين المعصوبة، الفتاة ذات النظارات السوداء،الطفل،العجوز ما يجعلها تحدث في كل زمان ومكان، وإذا ما حاولنا إجراء بعض الإسقاطات نسجل الآتي :

    1-ألسنا عميانا عندما نقبل ان تمارس علينا شتى أنواع القهر والحرمان.

    2- ألم نوضع في المحجر كما وضع العميان، ولكن محجر الطائفية والمذهبية والمناطقية وصرنا عن قصد او غير قصد ننصاع دون أن نناقش لما يمليه علينا صاحب الشأن كن خلال مكبرات الصوت والمهرجانات الخطابية.

    3- أليست مطلق حكومة أو السلطة في تخبطها بإدارة الشأن العام وعدم قدرتها على إجتراح الحلول الممكنة والمناسبة للأزمات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية والبيئية، ألا ينطبق عليها ما ورد في الرواية على لسان أحد العميان " لا أعتقد أن هنالك حكومة وإن وجدت فسوف تكون حكومة من العميان تحاول أن تحكم العميان، أي بكلمة أخرى إنه عدم يحاول تنظيم العدم."

    4- إنعدام الأمن وترنح النظام العام ألا يفسح المجال أمام الغوغائيين والإنتهازيين حتى لو كانوا ينتمون الى البيئة او الطبقة الإجتماعية ذاتها، يكفي ان يكونوا أنتهازيين وأصحاب مصالح ضيقة حتى يمارسوا على شركائهم في المجتمع ما مارسه العميان السفاحين مع بقية أقرانهم. لقد تمت المتاجرة بلقمة العيش التي هي حق مكتسب لكل فرد مقابل مصادرة مدخراته وإنتهاك الحرمات في أبشع انواع الإبتزاز المعنوي والجسدي. فحين تعم الفوضى ويختفي أي أثر للنظام، تصبح الغاية تبرر الوسيلة وتطفو الغريزة . وعندما ينقاد الإنسان لغرائزه يصبح أعمى، وإن لم يكن العمى بالمفهوم الحسي، بل العمى الفكري والأخلاقي، كما تقول زوجة الطبيب : "لا أعتقد أننا عمينا بل أعتقد أننا عميان يرون، بشرأً عمياناً، يستطيعون أن يروا لكنهم لا يرون".

    5-أليست النفايات التي ملأت الشوارع والمنازل كما جاء في الرواية هي نفسها أزمة النفايات التى نعاني منها ولم نعرف لها حلاَ. أليست حالة الشوارع تزداد سوءاَ والقاذورات خلال ساعات العتمة تأتي وكأنها من الخارج، ألا يأتون ليلا ليفرغوا شاحناتهم المحملة بالنفايات على مختلف أنواعها؟

    6- الجانب الديني، في رمزيته تمثل في أحدى الكنائس حيث وضعت على أعين القديسين عصابة، في إشارة ربما الى ان الإله الذي يرى هذا العمى في البشرية ويرى الفساد والظلم والمظلومين في الأرض، دون أن يحرك ساكنا، هل يجب ان يبقى مبصراً او ان كل هذه الفظائع والإرتكابات التي يندى لها الجبين حتى الإله ربما يخجل من أن يراها. وهذا ما أشير إليه في الرواية " ما دام العميان لا يستطيعون رؤية الصور، يجب ألا تكون الصور قادرة على رؤية العميان بالمقابل".

    من جهة أخرى وبالرغم من كل هذه المعاناة يبقي الوازع الدين مسيطرا على البعض من العميان وبفطرتهم أبدوا حزنهم وإستنكارهم لمن قام بهذا الفعل الشنيع وإنتهك المقدس وتغطية أعين التماثيل.من فعل ذلك فقد إقترف أسوأ تدنيس للمقدسات إنه الإنسان الأكثر تطرفا يدخل إلي هنا ليعلن أن الله الكلي القدرة ليس جديرا بأن يرى.

    7- عندما يرفض البعض مقاومة السفاحين العميان خوفا من الموت بإطلاقات نارية عشوائية من مسدس العصابة الوحيد، و يطلب من غيره فعل المقاومة لكي يحل الأزمة هو منتهى السلبية والخنوع.

    امام حالة العمى التى إستفحلت، بقيت زوجة الطبيب مبصرة، لتكون الشاهد على ما توؤل إليه الأمور عندما ترى الاستبداد والاستغلال والسرقة والزنى. والقوي يأكل الضعيف. والنساء تضطر الى الإذعان لأصحاب السلطة للحصول على لقمة عيشهن وعيش أزواجهنّ. والمساكين على حافة الطريق، مصابون بأمراض شتى. كل هذا الفساد في المجتمع والناس لا تحرك ساكناَ يؤكد مقولتها "لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى، بل نحن عميان من البداية. حتى لو كنا نرى.. لم نكن حقا نرى فالأعمى السيء ليس ذاك الذي لا يرى، وانما الذي لا يريد أن يرى.

    بالرغم من المناخ المأساوي للرواية إلا انه لا بد من توصيف بعض شخصياتها،فزوجة الطبيب لم تتركه عندما أصيب بالعمى وتظاهرت بالعمى للبقاء بجانبه، وبالرغم من احتفاظها ببصرها لم تمارس الإستعلاء والإبتزاز لشركائها في المحجر بل كانت الدليل والمرشد لهم، إحتفظت بإنسانيتها وإحترمت الموتى منهم بإصرارهاعلى دفنهم بالطريقة اللائقة، إنتقمت لنفسها ولزميلاتها بقتل زعيم السفاحين المغتصبين. أضف الى هذا رفقها بالحيوان وعطفها على كلب الدموع.

    أما صاحبة النظارة السوداء، فلا ندري ماهية الظروف التي جعلتها مومساً، ولكن تعلقها بأسرتها وسعيها لمعرفة مصير والديها دليل على ان في داخلها شيء من الطيبة تجلت أيضا في إحتضانها للطفل الأحول كبديل عن أمه، وعندما شعرت ان الاعمى اللص يحاول التحرش بها انتفضت لكرامتها ورفسته رفسة أودت بحياته.

    بإختصار إن رواية العمى هي للمُبصرين فقط.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "أعمى يقود أعمى"

    قراءة في رواية العمى

    لخوسيه ساراماجو

    " لا أعتقد أننا عمينا،بل أعتقد أننا عميان، عميان يَرَوْن ،بشر عميان يستطيعون أن يروا لكنهم لا يَرَوْن "

    خوسيه ساراماجو

    لم تتحرك سيارته رغم الضوء الأخضر ، تعالت الأصوات من حوله : تحرك !

    صرخ بهم : لم أعد أرى ، لقد عميت ! إنني أعمى !

    بهذا المشهد يستفتح ساراماجو روايته ( العمى)، مباشرة بدون مقدمات يأخذنا الى قلب الحدث، حالة العمى المفاجئ تنتقل كعدوى مرضية بين المواطنين باستثناء زوجة طبيب العيون !!، تتخذ ( الحكومة) إجراءات احترازية، فتجمع المصابين ، او من قد يحملون العدوى في مستشفى مهجور للامراض العقلية، تتخذه ( محجرا صحيا) يخلو من كل الشروط الانسانية للحياة، فخوفا من انتقال العدوى ، سيتولى العميان خدمة أنفسهم بأنفسهم، و تتلا شروط هي أشبه بعقوبات من قبل الجنود الذين يتولون حراسة المحجر..فعلى العميان ان يأتوا لتسلم صناديق و حصص الطعام التي لا تكفي أصلا ، و التي لا يَرَوْن و لا يعرفون مكانها في ساحة المشفى!

    وعليهم ان يتكيفوا لقضاء حاجتهم في مراحيض مهجورة تنبعث منها رائحة نتنة، ولا حاجة للحديث عن الماء البني الصدئ الذي تنزه صنابير معدنية مهترئة.

    ومن عاجلته منيته، فعلى العميان دفنه!!

    الرجل الأعمى الأول و زوجته ،الفتاة ذات النظارة السوداء ، الطفل الاحول ،الكهل ذو العين المعصوبة ،طبيب العيون و زوجته التي ادعت العمى لترافق زوجها! ...الرجل الذي سرق الأعمى الاول حين حاول مساعدته..

    هم أول المحتجزين في تلك المكرهة الصحية، باسم المصلحة العامة!

    على امتداد صفحات الرواية الثلاثمئة و ثمانين صفحة، لا تجد اسما واحدا لأي من شخصيات الرواية، فحالة العمى العام قد سلبت الأسماء وظيفتها ،

    " ما اسمك؟

    - لا يحتاج العميان الى اسم، فأنا صوتي و كل ما عداه لا يهم"

    الصوت هو تحقيق لإثبات الذات في منظومة الوجود، فلا تتحقق إنسانية الفرد الا عندما يملك ( صوتا) و رأيا خاصا به، عندما ينسلخ من عقلية القطيع ...

    وحدها زوجة طبيب العيون من نجت من الوباء، وحدها من تحملت رؤية قذارة المكان و انحطاط الكرامة الانسانية، سعيا للبقاء، وحدها من شاهدت الجندي المكلف بالحراسة يقتل رجلا اعمى لانه تجاوز الحد المسموح له البقاء فيه و طالب بشئ من الرعاية الصحية ليوقف نزف فخذه، بعد ان طعنته الفتاة المومس ذات النظارة السوداء، بعد ان تحرش بها و هو اعمى!

    لم يعمد ساراماجو الى رسم صورة مثالية لمجتمع العميان ذاك ، فالصورة المعهودة عن الاعمى مشرقة تدفع الى التعاطف معه!

    لكن بما أن العمى الذي تعالجه الرواية ، يتعدى حالة العمى البصري، ليكون عمى بصيرة و قيم و كرامة، عمىً يبرر الظلم بدعوى استمرارية النظام!

    التعامي عن منظومة القيم الانسانية حيث يبرر القتل و انتهاك الحقوق حتى في مجتمع العميان نفسه ، لتترك جثة رفيقهم تتحلل و لا تجد من يتكرم عليها بدفنها، فلا وقت لديهم، فهاهم في ركن قُصي في غرفتهم، يتباحثون فيما بينهم، ان كان من الاولى ان يدفنوا زميلهم، اما يتناولوا غداءهم !! لترجح كفة الخيار الثاني !!

    تلقي السوداوية بظلالها على احداث الرواية، معرية النفس البشرية، حين تسود ( الأنوية ) وتصبح المكيافلية سيدة الموقف ، حين يتحول مجتمع العميان في المصح، الى مجتمع اسبدادي ،يتحكم فيه مجموعة من ( البلطجية العميان) و يفرضون ضرائب على الجميع بعد ان استولوا على حصص الطعام!

    ولم يكتفوا بذلك ، فطالبوا بالنساء!!

    قد يكون مشهد الاغتصاب الجماعي ، من اقسى مشاهد الرواية، ولكن ما يفوقه اشمئزازا تبرير باقي العميان المستضعفين، لارسال نسائهم الى المتنمربن العميان، لا يهم الثمن الذي سيقدمونه ، المهم ان تمتلأ معدتهم بالطعام!! وحدها زوجة الطبيب المبصرة، من دافعت عن النسوة المغتصبات، فتلوثت يداها بدماء زعيم العصابة، بعد ان قتلته بمقص كان في حقيبتها، لكن قتله لم يوقف الظلم، فانتقل المسدس الذي كان بحوزة الزعيم، الى كفيف اخر فرض سطوته، بإطلاق الرصاص جزافا ، فكانت مجزرة بين العميان!

    تبدو المفارقة ، غاية المفارقة من موقف باقي الرجال العميان، الذي توعدوا من تجرأ على قتل الزعيم الذي اغتصب نساءهم ، لان فعلته ( قلقلت أمن و استقرار المصح) و حرمتهم من حصتهم في الطعام !!!

    العمى ان تفقد انسانيتك لتفهم موقفهم، " يجب أن تعمى هي ايضا كي تفهم أن الناس يتعودون اي شئ لا سيما عندما يكفون عن كونهم بشر "

    لقمة العيش هي الهم الاول في مجتمع العميان ،ذاك الذي لا يفترق ابدا عن مجتمعنا!

    الرواية بكل الرمزية التي تحملها بين طيات صفحاتها، ما هي الا نقد صارخ لحالة الضياع القيمي و الاخلاقي، نقد سياسي لحالة عمى القانون ، و استبدادية الأنظمة الشمولية التي تجرد الفرد من ذاتيته الفردية،و يصبح جزء من ( القطيع) لا يرى الا ما يُراد له رؤيته، ولا يتبنى من الفكر الا ما يملى عليه!! حالة عمى فكري و انساني!!

    الأنظمة الشمولية لا قيمة للفرد فيها ، يتشابه الجميع، هم مجرد رقم كما في رواية جورج اورويل ١٩٨٤ .. او هم عميان بلا اسماء كما هم في روايتنا هذه ، الخوف هو من يقود الجموع ( قد يسبب الخوف العمى و في اللحظة التي عمينا فيها، أعمانا الخوف ، وسوف يبقينا الخوف عميانا)

    لكن الطوفان ان عّم ، فلن يرحم احدا، لا رؤساء و لا مرؤسين.. .فالعمى قد عمَّ الجميع !!

    بيد ان ساراماجو بعد ان اجرى صنوف المعاناة ، كمرحلة تطهر روحي و نفسي لمجتمع العميان، قد أعاد البصر للجميع في نهاية روايته ... فمازال يؤمن بالانسان ..يؤمن بالامل

    ( فالعمى هو ايضا ان تعيش في عالم انعدم فيه الأمل )

    رائدة نيروخ

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كانت هذه الرواية أوّل لقاءٍ لي مع الكاتب جوزيه ساراماغو، قرأتُها منذ زمنٍ مضى في ليلة أرقٍ مُضنية، إذ ليس من السهل أن تقرأ رواية ديستوبيا عن عمىً يهيمن على مدينة دون أن يُضنيك هذا المدلول بشواهده المُحزنة وواقعه الكابوسي الأليم.

    والآن وبعد مُضي حوالي عشرين عاماً على تلك القراءة الأولى عاودتُ قراءتها مرّةً أخرى فاسترجعني ذلك الألم المخزون في الذاكرة، وغمّني فَرَقٌ من أن تحلّ علينا مثل هذه الرزايا فتكشف لنا وجوه الناس على حقيقتها!! وواقع الحال أن نالنا -في سورية- ما هو أبشع وأشنع؛ حربٌ لارحمة فيها ولاهدنة دامت أزيدَ من عشر سنوات، وقد أيقظت هذه الحرب طاقاتٍ إجراميةً كانت كامنة عند كثيرٍ من الناس خانوا وطنهم وخرجت منهم شراسةٌ تجهل كلّ اعتدال بعد أن حسبناهم غلطاً أنّهم معيارُ الخير والفضيلة.

    في الرواية يُصابُ سائقٌ بعمىً مُفاجِئٍ عند إشارات المرور، فتنطلق أبواق السيارات من خلفه تستحثّه على المسير؛ حتى إذا درُوا بالمصيبة التي حلّت به يتطوّع أحد الرّاجلين مرافقته إلى البيت، لكنّه يحتفظ بمفتاح السيارة ليسرقها فور نزوله!

    ينتقل هذا العمى الطارئ إلى زوجة الرجل، وإلى سارق السيارة، وإلى طبيب العيون الذي ذهب الأعمى ليكشف على بصره عنده، وإلى الممرّضة، وإلى بقية المُراجعين المرضى، ومنهم إلى غيرهم ضمن متواليةٍ أشبه بالعدوى الفيروسيّة دون أن تُعرف آلية انتقاله وأسبابه، ولم يُعرف لِمَ هو عمىً يجعلُ المصابَ يرى بياضاً مُطبقاً لا سواداً يطمس عينيه!!.

    وقبل أن تُعلن الدولة عجزها عن احتواء الداء، رأت أنه من الأجدر بها احتواء المرضى أنفسهم كي لاتزداد عدوى العمى انتشاراً بين الناس؛ فزرَبَت المعيان ومُخالطيهم في مشفىً للمجانين ووضعت آليّة عملٍ كي لايُزاحم العميانُ غيرهم من مشرفي المشفى والجند الذين يتولون الحراسة فيعدونهم بالداء عن غير قصد؛ وهنا تبدأ الرواية أروع فصولها وأكثرها إيلاماً.

    تعاملت الدولة مع العميان كقطيعٍ من البشر، أما العميان أنفسهم فقد فشلت كل محاولات تنظيم بعضهم بعضاً، ثم مالبثت أن خرجت الغوغائية والحيوانية الكامنة في داخلهم. كان أوّل ما فقدوا من بشريّتهم النظافة والإيثار، صاروا يتغوّطون أينما اتفق، ويستأثرون بالطعام ولو بقي غيرهم جائعاً. فقدوا حياءهم إزاء بعضهم وتنكّروا لكلّ فضيلة. وفي هذه المنظور أضع لكم نقاطاً ورؤىً تستحق الوقوف والنقاش:

    يصوّر الكاتب إجرامية الدولة تجاه العميان رأباً لصدعٍ كبيرٍ يجتاح الأمة، رغم أنّه ألمح غير مرّة إلى أنّ الدولة لم تتوانَ عن إمدادهم بالطعام والدواء والمنظفات. أرى من وجهة نظري أنّ تصرّف الدولة محمود العاقبة طالما هدفه الصالح العام، وهل كان الأصوب أن تتجاهل الحكومة داءً مستطيراً يعمّ الناس دون أن تتخذ إجراءً منطقياً!! من المؤكد أنّ ساراماغو استخدم ذكاءه الروائي لكسب تعاطف القارئ مع جملة المصابين لا مع النظام الحاكم رغم براءة هذا النظام من كل ما حصل، وهذه براعةٌ أحبّها منه لأنها تطرح في النصّ مزيداً من العمق والتحليل وهو الغرض الأول من كلّ عملٍ أدبيٍّ يحترم قارئه.

    امرأةٌ واحدة وكلبٌ يبقيان مبصرين بعد أن تعمى الدولة كلها وتنقلب إلى غابةٍ يسكنها الوحوش، وهما وحدهما (المرأة والكلب) يحافظان على معانٍ من الخير والرأفة والإحسان لدرجة أن الكلب يكفكف دموع الباكين ويواسيهم حتى أسماه الراوي “كلب الدموع”!!. أيُّ معنى يريد أن يوصله الكاتب هنا؟!

    ربما أبرّر همجية بعض البشر وهم في محنتهم تلك، أليس تصرفهم الغوغائي منبعثٌ من صون الحياة والخوف من الموت، هل يمكن لبشريٍّ أن يُبقي على خصاله الحميدة وهو في مستعمرةٍ من العميان يتناوشون كسرة الخبز وبينهم وبين الموت جوعاً خطوات؟.

    يُلمح الكاتب إلى أنّ عمى العين حدثٌ طارئٌ لكنّ عمى البصيرة دائمٌ مستحكم، وهو عمىً مستخفٍ يخرج إلى العيان عند فقداننا أدنى نعمةٍ كنّا اعتدنا عليها، وهي إشارةٌ بالغة الأهمية إلى هشاشة السمة الأولى للإنسانية.

    ترك الكاتب شخصيات الرواية وأماكنها دون مسمياتٍ محدّدة، بل إنه صرّح في متن النص أنّ الأسماء هنا لا داعٍ لها، فالشخصيات رغم بشريتهم سينقلبون إلى حيوانات؛ والحيوانات لا تتعرّف ببعضها بعضاً إلا بالصوت والرائحة وكذلك العميان في هذه الرواية.

    تحتفظ الرواية بكثيرٍ من المعاني، وربّما قرأ غيري في النص ما لم أقرأ؛ لذلك أعيرُ قلمي لمن قرأ هذا العمل أن يكتب لنا ما استبصرته حصافته وخلاصة رأيه.

    صدرت الطبعة الثالثة من نسختي العربية عن دار المدى عام 2013 وتقع في 318 صفحة من القطع المتوسط، وقد قارنتُ خلال القراءة ترجمتين مختلفتين (علي عبد الأمير صالح عن منشورات الجمل، ومحمد حبيب عن دار المدى) فوجدتُ أنّ ترجمة محمد حبيب أفضل وأبلغ. وبالمجمل هي رواية جميلة رغم سوداويتها، كأنّما بالكاتب ينعى الفضيلة والأخلاق البشرية بهذه المرثيّة الروائية الرائعة. وهي مسك ختام قراءات هذا العام.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    بمهارة فائقة يخلق سارماغو في قارئه عالماً من التشويش والاضطراب كما روايته. إنه يحاول أن يجعل عملية القراءة أكثر صعوبة، تداخل بين السرد والحوار بطريقة صعبة، ليجعل القارئ يعيش نفس تجربة شخصياته المصابة بالعمى.

    منذ البداية يضع سارماغو قارئه في قلب الحدث دون تمهيد. تتوقف سيارة أمام شارة مرور حمراء، لكن سائقها يبدأ ليرى العالم أبيض تماماً، وعندما تفتح شارة المرور، لا يستطيع الرجل التحرك، لأنه لا يرى شيئاً أمامه، ويدخل الشارع بحلقة من التساؤل وردود أفعال متباينة، لقد أصبح أعمى فجأةً. يتبرع أحد الأشخاص بإيصال الرجل إلى المنزل، فيقود السيارة، وعندما يوصله إلى المنزل، ونتيجة اضطراب الرجل الأعمى، ينسى مفاتيح سيارته مع الرجل الذي أوصله، فيسرق الأخير السيارة وينطلق. تتوالى الأحداث ضمن هذه الصورة، انتقال حالة من العمى الحليبي المباشر كفيروس بين الأشخاص .. اللص، العاهرة، الطفل، طبيب العيون. ونتيجة اتساع وسرعة هائلة لعدوى العمى، يبدأ الحجر على المصابين بمشفى مجانين فارغ لحماية ما تبقى، إنه قرار سيادي لنظام دولة.

    الشخص الوحيد الذي لا يُصاب بهذا المرض السريع، هي زوجة الطبيب التي تمثل دور العمياء للبقاء مع زوجها، وفي ذلك المكان المنعزل، فإنها الوحيدة التي تبقى مبصرة.

    تتحول تدريجياً البلاد إلى حالة من العمى الكلي والفوضى العميقة. عميان ينتفضون ليتحرروا من لعنة القمع على مستواهم البشري المفرط بإنسانيته. وفي النهاية يستعيد الجميع أبصارهم تدريجياً، لينهي سارماغو روايته بجملته : (لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشرٌ عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون).

    بإيجاز يمكن تلخيص العمل العبقري على هذا النحو، وبرغم الرمزية العالية التي استخدمها سارماغو، وما تحتويه من جانب بشري ونفسي، فإني سأحاول نقاش مسألة لم يتطرق لها سارماغو بشكل مباشر في روايته، وهي كيف يتحول الإنسان إلى حشرة بنظر القانون لمجرد تحول طبيعته من حالة إلى حالة.

    السؤال المخفي الذي أرتاد كل سطر بالرواية من خلال الأحداث، وهو ما يضرب رأس القارئ، بعيداً عن إنسانية الشخصيات ورغبتهم بإيجاد طريقة تأقلمية مع حالاتهم الجديدة، هو كيف تعامل القانون الاجتماعي والسياسي مع حالة العمى من منظور حماية النظام لنفسه ضد الاجتياح المفيرس ؟.

    العزل، هو جوهر الرواية الذي يُجابه بتغير بنية ما داخل مجتمع، إنه إقصاء من نوع مخيف تحت بند تشريحي للحفاظ على الأمن ضد الفوضى التي يمكن أن تجتاح الجميع. إدخالهم في بنية مكانية وتركهم لمصيرهم القائم على معرفة مكان دون ان يبصروه. يُصوّر سارماغو من خلال سلوك الشخوص العميان مع زوجة الطبيب المبصرة، كيف يتعاملون مع بعضهم، وتحويل المجتمع الصغير إلى نوع من التوحّش للسيطرة على إمكانية الحياة المتقوقع في عميه.

    في أحد المشاهد الاكثر إيلاماً، يركز سارماغو على تصور السعي للمعلبات والطعام بين بعضهم، وكيف يتحول فئة من العميان عن طريق السلاح إلى مسيطرين ومستغلين للجنس مع النساء وتقديم الطعام مقابل أشياء يمكن أن تباع. في ذلك المشهد، وفي الجانب الخفي من القانون، هناك قانون اجتماعي أصغر داخل المشفى، مقابل قانون أكبر يتوجب فيه حماية الإنسان، لكنه يقف متفرجاً، لحماية نفسه من انتشار العدوى.

    فهل يمكن وصف ذلك النظام بالعادل حقاً ؟.

    إن النظام بقانونه الأساسي أباح عزل الإنسان بطريقة مؤلمة وقمعيّة. فليس المهم ما يمكن تداركه، أو إيجاد حلول بقدر ما هو تقزيم الفرد بانتقاله إلى حالة غير طبيعية.

    القانون يحمي الإنسان في الحالة الصحيّة، لكنه سيتحول إلى وحش يبتلع الجميع في الحالة غير السوية. تلك عبارة سارماغو ببعدها السياسي المخفي.

    بعد انتشار الفوضى وفراغ المدينة، يهرب مجموعة من العميان بقيادة الزوجة المبصرة، وتبدأ عملية استعادة البصر تدريجياً. لكن أين اختفى النظام والقانون مرة جديدة. لا يأتي سارماغو على أي ذكر لهم، لكن تجربة العمى وبعد ذلك الفوضى، هي السؤال العميق الذي أشاد به الكاتب. لقد سقط النظام والقانون الذي حوّل الإنسان إلى حشرة لا قيمة لها، وهو السبب في استعادة البصر.

    إن رواية سارماغو بكل أبعادها الرمزية هي باب مختلف لإعادة النظر في فهم القانون الذي يحكم الناس، القانون الذي لن تُعرف حقيقته إلا في حالة الشدِّة. لا وجود لنظام أو قانون يمكن أن يعامل الإنسان إلا كحشرة مقيتة عندما يشعر بتهديد نفسه، أداة قمع متمرسة ومفترسة، تُسقط أي بند إنساني في سبيل بقاءها.

    يمكن القول أن تلك التجربة الروائية قدّمت منظوراً جديداً في فهم العالم ليس لفن الرواية فحسب، بل لفهم العالم الذي نعيش به، إن كان بأسلوب سارماغو المباشر بمنحاه الإنساني كشخوص أو الأسئلة المخفية حول القانون والنظام الذي يحكم الناس.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    إن جالك الأعمى .. خد عشاه .. مش هتكون أحن من اللي عماه.

    مثل شرقي

    هذا هو ما حدث حرفيا في الرواية.

    و هكذا هم الأوغاد في كل زمان و مكان. فهو سيأخذ عشاء الأعمى و الأعمى لن يستطيع شيئا حيال ذلك و يبرر النذل لنفسه هذا التصرف بأن الله خلقه أعمى و قسى عليه و لن أكون عطوفا عليه أكثر من خالقه.

    بمثل ذلك المنهج المعوج سارت سلوكيات العميان طوال الأحداث إلا قلة قليلة منهم رأت – و يا لها من كلمة في غير سياقها – أنه يجب عليهم الحفاظ على أخلاقهم فهم في النهاية فقدوا أعينهم لا انسانيتهم.

    إن كنا غير قادرين على العيش ككائنات بشرية فدعونا على الأقل نفعل كل ما بوسعنا كي لا نعيش كالحيوانات تماما.

    حياة جديدة تبدأها مدينة عميت بالكامل فلا ماء و لا كهرباء و ��ا سيارات و لا أمن و لا أمان. حتى الغذاء الموجود هو بقايا ما تم تصنيعه و لا يحتاج لمزيد من الجهد حتى يكون قابلا للأكل.

    من الآن فصاعدا سوف لن نعرف من نكون. حتى أننا لن نتذكر أسماءنا. ثم ما نفع الأسماء لنا. إذ إن الكلب لا يميز كلبا أخر. أو يعرف الكلاب الأخرى من الأسماء التي تطلق عليها. فالكلب يعرف برائحته و بالطريقة نفسها يعرف الكلاب الأخرى. و نحن هنا مثل سلالة أخرى من الكلا��. يعرف أحدنا الأخر من نباحه أو كلامه. أما بالنسبة للصفات الأخرى. الملامح. لون الأعين أو الشعر. فلا أهمية لها و كأنها غير موجودة.

    في البداية يعهدون للجيش بإدارة الأزمة فيلجأ الجيش لعزل المصابين بالعمى عزلا صحيا في معسكرات مغلقة ثم يستفحل الأمر فيصاب الحراس أيضا ثم يتوغل الداء في المدينة فلا يبقى و لا يذر.

    يكفي بالنسبة للجنود أن يتلقوا أمرا كي يقتلوا و آخر كي يموتوا.

    و يقال في التراث الشعبي

    أنا عبد المأمور

    يا لها من جملة غريبة. إنه ليس حتى عبد الآمر بل هو عبد المأمور. فالمأمور أيضا مأمور و قد اتخذ اسمه و سمعته و صيته و صولجان ملكه من تنفيذه للأوامر لا من إصدارها.

    يتحكم الخوف في الجميع و يسود منطق الطاعة و لو على حساب المنطق و يظن الناس أن الظلم مقدمة للتنمية و الرخاء لا كما قال ابن خلدون الظلم مؤذن بخراب العمران

    قالت الفتاة ذات النظارة السوداء: قد يسبب الخوف العمى.

    لم أسمع ابلغ من هذه العبارة. و لا وجود لعبارة أبلغ منها. كنا عميانا تماما. و في اللحظة التي عمينا فيها أعمانا الخوف. و سوف يبقينا الخوف عميانا.

    قل لأعمى أنت حر. افتح له الباب الذي كان يفصله عن العالم. و قل له ثانية: اذهب فأنت حر. لن يذهب. سيبقى في مكانه وسط الطريق. هو و الآخرون. مرعوبين لا يعرفون أين يذهبون. في الواقع لا مجال للمقارنة بين العيش في متاهة عقلانية و هذه على وجه الدقة هي مشفى المجانين. و بين الإقدام على مغامرة بلا يد مرشدة. أو كلب برِسن. في متاهة المدينة حيث لن تفيد الذاكرة شيئا لأنها لن تستطيع أكثر من استحضار صور الأمكنة. و تعجز عن استحضار الطرقات التي توصل إليها. كان بوسع العميان أن يشعروا و هم واقفون أمام المبنى المشتعل بكلًيته. بسفع هبات الحرارة الحية على وجوههم. و تقبلوها كأنها شيء ما يؤمن لهم الحماية. تماما كما كانت الجدران من قبلها. سجنا و ملاذ في آن معا. تجمعوا بعضهم إلى بعض. تراصوا كقطيع. لا يريد أي منهم أن يكون الخروف الضال. لأنهم يدركون ألا راعي هناك ليبحث عنهم.

    المعجزة الوحيدة التي نستطيع تحقيقها ان نستمر في العيش.

    أقول لك مقدما أنت لا تعرف ما يستطيعه الناس. عليك بالانتظار. أن تمنحهم وقتا. فالزمن هو الذي يحكم. الزمن هو المقامر الآخر قبالتنا على الجانب الآخر من الطاولة. و في يده كل أوراق اللعب. و علينا نحن أن نحزر الأوراق الرابحة في الحياة. حيواتنا.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    العمى هو فقدان الادراك البصري و هو عادة "عمى أسود " لكن العمى الذي يتحدث عنه جوزيه في روايته هو " عمى أبيض حليبي " يصيب سكان المدينة فجأة و هم بصدد القيام بأعمالهم اليومية. إصطاد العمى أول شخص و هو ينتظر إشارة المرور لينتقل إلى زوجته و الطبيب و مرضى العيادة ، تقرر الحكومة وضعهم في حجز صحي لمنع انتشار الداء أكثر ، و مع زيادة عددهم يبدأ الجانب الحيواني بالظهور ليتحول المكان إلى قرف و قذارة .يزداد عدد العميان فتبدأ مشاكل توزيع الطعام و تظهر عصابة تحرمهم من الأكل القليل المتواجد . بشجاعة كبيرة من زوجة الطبيب " المبصرة الوحيدة " تقتل رئيس العصابة ثم تحرق إحدى النساء المحجر ليفر الكل منه . يعم الفساد في المدينة بعد ان عمي كل سكانها و يبدأ الكل البحث عن الطعام في همج ، و أثناء بحث المبصرة عن الطعام تزور الكنيسة فتجد كل التماثيل مغطاة أعينها بأوشحة بيضاء أو مطلية بلون أبيض و في النهاية يستعيد سكان المدينة بصرهم واحدا تلو الآخر .

    إختار الكاتب موضوع حساس جدا ، و وضح هذا في تحول المجتمع الانساني الى مجتمع حيواني اثناء فقدان احدى الحواس . أسلوبه كان ممل لأنه استمر بوصف نفس المكان و المشهد مرارا و تكرارا الى جانب ذلك توجد بعض المقاطع أثارت الاشمئزاز في نفسي لشدة مبالغة جوزيه في الوصف ، و فكرة عدم استعمال الأسماء راقت لي و كانت مناسبة .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    3.5

    بدأت القصة برجل يفقد بصره عند إشارة المرور فجأة وكان عماه أبيض على خلاف العادة وبانتقاله وذهابه للطبيب اكتشفوا فيما بعد أنه عمى معدي وفقد الجميع بصرهم بالتدريج ومن خشيتهم حجزوا كل المصابين في مصحة للمجانين وعزلوهم تماما عن العالم الخارجي وأصبحوا في عالم آخر جديد، تساعدهم المرأة الوحيدة التي لم تفقد بصرها وترى العديد من الأشياء حتى تتمنى لو أنها أيضاً عمياء، تسبب العمى في أن يصبح الإنسان شيئا آخر غيره أقرب للحيوان في معيشته وكأنهم بفقدهم لبصرهم فقدوا أي صفة يملكونها تمد للإنسانية بصلة!

    تشعر أن المدينة انقلبت غابة ولم يعودوا هم من كانوا سابقا، إلا مجموعتنا التي تحتوي على سبعة أشخاص من مختلف الأعمار تساعدهم زوجة الطبيب وتصف لهم الواقع المزري الذي وصلوا إليه، فما نهاية هذا العمى؟

    ..

    وصف الكاتب كل شيء كأنه يعلم بما يشعر الشخص الأعمى وتعمق في ذلك ليصلك الإحساس، تميزت الرواية بعدم ذكر أي اسم لأي شخصية ظهرت وكان ردهم ما الفرق فكلنا عميان.

    أكثر شيء مزعج هو عدم وجود فواصل والأحداث مستمرة وكأنها يومياتهم فلا تستطيع أن تقف عند نقطة معينة.

    .

    .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية العمى

    للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو

    عدد الصفحات 379

    خيل لنا دائما ان ما يراه الاعمى هو السواد.. لكن ابطال رواية العمى رأوا البياض!!

    من الروايات الرائعة التي تشد القارء لها من بدايتها فاحداثها متسارعة وتخطف الانفاس .

    لا ادري ما الذي اوحى لجوزيه تفاصيل هذه الرواية وكيف استطاع تصوير الاحداث كما لو انها حصلت في ارض الواقع !

    وما اعجبني اكثر هو اثباته من خلال مجريات الرواية ان نذاله الانسان وحيونته وتجبره سيبقى موجود حتى لو اصابنا العمى جميعاً !!

    ويتركك تفكر .. ماذا لو..

    كل من في الارض اصابهم العمى الا انت؟؟

    ان تكون المبصر الوحيد في عالم لا يوجد فيه الا العميان..

    الكثير من التشويق في رواية العمى الحائزة على جائزة نوبل للادب عام 1998

    كما صدر للرواية فيلم بعنوان Blindness عام 2008

    #Aseel_Reviews

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    و أي شيء يُكتب ؟

    هل أروي ذلك الزمن الذي استغرقته مني بضع و ثلاثمائة صفحة على مدار شهرين خلال 6 جلسات!!

    هل أروي التعب و أكتب الانتفاضة التي صنعتها الرواية في نفسي حول الكون!!

    إنها عريّ الحياة ...

    هذا وصفها ... و هذا ما فعله جوزيه ... أخرج لنا هذه الحياة من سترها و وضعها على حقيقتها ... و وضعنا أمام حقيقتنا ... نحن البشر!!

    حقا ... نحن عميان مبصرون ... يا زوجة الطبيب ...

    اقرؤوها ... بتعبها ... اقرؤوها بلون البياض البشع في عيون العميان ... و اقرؤوها بقذارة الإنسان و وحشية البشرية و طمع الحيّ ... حتى يبصر حين موته أن لا شيء يستحق ... و اقرؤوها بنقائكم حين تكونون آدميين بحق ...

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    لو أننا نمعن التفكير قبل القيام بأي فعل ، في النتائج المترتبة عليه ، نروزها جيداً ، نفكر أولاً في النتائج الفورية ، ثم المحتملة ، بعدئذٍ الممكنة ، وأخيراً تلك التي يمكن تخيلها ، فلن نخطو أبداً عند النقطة التي تتوقف عندها محاكمتنا الأولى ، فالخير والشر المتأتيان من كلماتنا وأفعالنا متكافئان ، إذ يستمر أحدهما في اتساق معقول وطريقة متوازنة ، خلال الأيام اللاحقة وربما إلى مالا نهاية ، في حين لا نكون موجودين لنرى نتائجه لنهنئ أنفسنا عليها أو نعتذر . في الواقع هناك من يعد هذا الكلام مغالاة في مسألة الخلود .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    من أبرز أعمال الروائي البرتغالي جوزيه ساراماجو الأدبية. تتحدث الرواية عن وباء غامض يصيب إحدى المدن، حيث يصاب أهل هذه المدينة بالعمى فجأة، مما يخلق موجة من الذعر والفوضى ، التي تؤدي إلى تدخل الجيش من أجل السيطرة على الأوضاع، ولكن الوضع يزداد مأساوية حين يتخلى الجيش على الحشود العاجزة والواهنة..

    * الكتاب جميل والأسلوب جيد ، استمتعت جداً بها وتحمست لمشاهدة الفلم بيد أن الفلم عادةً لا يحوي تلك التفاصيل الموجودة في الرواية ..

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    • إن الضمير الأخلاقي الذي يهاجمه الكثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضاً ، هو موجود وطالما كان موجودا ً، ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع ، حيث لم تكن الروح أكثر من فرضية مشوشة . فمع مرور الزمن والارتقاء الاجتماعي أيضاً والتبادل الجيني ، انتهينا إلى تلوين ضميرنا بحمرة الدم وبملوحة الدمع ، وكأن ذلك لم يكن كافياً ؛ فحولنا أعيننا إلى مرايا داخلية ، والنتيجة أنها غالباً تظهّر من دون أن تعكس ما كنا نحاول إنكاره لفظياً .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    إن الضمير الأخلاقي الذي يهاجمه الكثير من الحمقى وينكره آخرون كثر أيضاً ، هو موجود وطالما كان موجودا ً، ولم يكن من اختراع فلاسفة الدهر الرابع ، حيث لم تكن الروح أكثر من فرضية مشوشة . فمع مرور الزمن والارتقاء الاجتماعي أيضاً والتبادل الجيني ، انتهينا إلى تلوين ضميرنا بحمرة الدم وبملوحة الدمع ، وكأن ذلك لم يكن كافياً ؛ فحولنا أعيننا إلى مرايا داخلية ، والنتيجة أنها غالباً تظهّر من دون أن تعكس ما كنا نحاول إنكاره لفظياً .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    " النفس البشرية غامضة عميقة القاع "

    هل نعيش في عالمٍ أعمى ام نحن عميان لا نرى الحقائق كما هي

    نُزيف الحقيقة حتى لو كانت واضحة كحد السيف لقطعة اللحم وينفجر الدم منه كنافورة لا تنقطع

    رواية رمزية المضمون تحوي مجتمع كتبه لنا ساراماغو وشخصيات لا تحمل اسماءً حتى يدخلك في الحدث

    لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشر عميان يستطعيون أن يروا، لكنهم لا يرون

    يبقى السؤال ؟ متى سنستيقظ من عَمانا ؟

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    الفكرة تحفة والتفاصيل مرعبة ولكن الترجمة وتنسيق الكتاب صعبة جدا احيانا كنت اضطر إلى قراءة بعض الفقرات من نسخة أخرى ترجمة محمد حبيب لفهم بعض الفقرات غير المنطقة بالنسبة لى وكنت أجد انها مترجمة بشكل خاطئ فى هذه النسخة والعكس صحيح

    الرواية تحتاج إلى كثير من التركيز من أجل تخيل الأحداث وفهم تلميحات الكاتب فى بعض الفقرات التى لم يوفق الكاتب إلى ترجمتها بالشكل الصحيح

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية أنهكتني خلال قراءتها بسبب قدرة ساراماغو على زرع القارىء داخل خيوط وحبكة الرواية بأسلوب متفرد في السرد. استطاع أن يبرز أحاسيس العميان خلال الصراع الذي تحتم عليهم مواجهته من أول صفحات الرواية. قد تكون النهاية مفاجئة وغير مرضية لكثيرين، إلا أنني وجدتها منطقية وحتمية.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون