- كل عشرة بينه وبين المحبوب قصيرة مهما طالت..
يعرف كيف يكون محباً آمناً ومحبوباً خائفاً، إنه يدنو كلما نأى، وينأى كلما دنا.. ويشتهي حالتيه وموضعيه في نفس الوقت.
رأيت رام الله > اقتباسات من كتاب رأيت رام الله
اقتباسات من كتاب رأيت رام الله
اقتباسات ومقتطفات من كتاب رأيت رام الله أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
رأيت رام الله
اقتباسات
-
سألني المذيع في مقابلة أجريت معي في مقر الإذاعة الفلسطينية في رام الله.
- ألسنا شعبًا معجزة؟ شعبًا مختلفًا؟ وطنًا مختلفًا؟
قلت له:
- مختلفون عن من بالضبط! وعن ماذا؟! كل الشعوب تحب أوطانها وكل الشعوب تحارب في سبيلها إذا اقتضى الأمر. الشهداء يسقطون من أجل قضاياهم العادلة في كل مكان.
المعتقلات والسجون مكتظة بمناضلي العالم الثالث، والعالم العربي في طليعتها. لقد عانينا وقدمنا تضحيات بلا حد. لكننا لسنا أفضل ولا أسوأ من الآخرين. بلادنا جميلة وكذلك البلدان الأخرى، علاقة الناس بأوطانهم هي التي تصنع الفروق، فإذا كانت علاقات نهب ورشوة وفساد تأثرت بذلك صورة الوطن.
مشاركة من المغربية -
بعدها عرفنا أن الشرطة اعتقلت كل المعتصمين، وساقتهم في العربات إلى السجن.
كان الطلاب والطالبات ينظرون من نوافذ الناقلات بأعينهم، التي أعياها السهر اليومي المتواصل، وإرهاق النوم على كراسي القاعة، إلى شوارع القاهرة النائمة في ذلك الفجر الخاسر والحزين، ينثرون من النوافذ قصاصات من الورق، كتبو عليها ثلالث كلمات: (اصحي يا مصر)
مشاركة من المغربية -
الطقس شديد الحرارة على الجسر. قطرة العرق تنحدر من جبيني إلى إطار نظارتي، ثم تنحدر على العدسة. غبش شامل يغلل ما أراه، وما أتوقعه. وما أتذكره. مشهدي هنا تترجرج فيه مشاهد عمر انقضى أكثره في محاولة الوصول إلى هنا. ها أنا أقطع نهر الأردن. أسمع طقطقة الخشب تحت قدمي. على كتفي اليسرى حقيبة صغيرة. أمشي باتجاه الغرب مشية عادية. مشية تبدو عادية. ورائي العالم، وأمامي عالمي.
مشاركة من المغربية -
هل هناك من امتحن إنسانيته الفردية؟ إنسانيته هو بالذات؟
أعلم كل شيء عن لا إنسانية وظيفته؛ إنه جندي إحتلال وهو في كل الأحوال في وضع مختلف عن وضعي، خصوصًا في هذه اللحظة. هل هو مؤهل للإنتباه إلي إنسانيتي؟ إنسانية الفلسطينين اللذين يمرون تحت ظل بندقيته اللامعة كل يوم؟.
مشاركة من المغربية -
فإذا بنا نسمعه يقول: إننا نتعرض لنكسة.
ثم يضيف أنه سيتنحى تمامًا ونهائيًا (قالها بفتح النون ولاتزال ترن في أذني هكذا: نهائيًا) عن كل مناصبه الرسمية إلخ.
قفزت فورًا من الصالة إلى الباب إلى الشارع. وجدت نفسي واحدًا من ملايين البشر الذين قفزوا في نفس اللحظة إلى عتمة الشوارع وعتمة المستقبل.
متى خرجت هذه الملايين؟ أنا خرجت بعد انتهاء الخطاب مباشرة وربما قبل انتهائه، لقد خرج الجميع في اللحظة نفسها إذا، في لحظة تكون المعرفة بما حدث لهم.
مشاركة من المغربية -
أخيراً! ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر، الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثين عاماً من الغربة.
كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمّة بأكملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟
كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر وكل ذلك الموت؟ كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ والخيام وأحزاب الوشوشة الخائفة؟
مشاركة من المغربية -
هذا الذي ولد على نهر النيل في مستشفى الدكتور شريف جوهر في القاهرة لأب فلسطيني بجواز سفر أردني وأم مصرية، لم يرى من فلسطين إلا غيابها الكامل وقصتها الكاملة.
عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر. وعندما أحضرته رضوى معها للقاء بي في شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهراً. وصار يناديني:
- عمّو
أضحك وأحاول أن أصحح له الأمر:
- أنا مش عمّو يا تميم. أنا بابا .
فيناديني:
- عمّو بابا.
مشاركة من المغربية -
غمزة
غمزة من عينها في العرس
وانجن الولد!
وكأن الأهل والليل
وأكتاف الشباب المستعيذين من الأحزان بالدبكة
والعمات والخالات والمختار
صاروا لا أحد
وحده التلويح
في مندسله، يرتج كل الليل
والبنت التي خصّته بالضوء المصفى
أصبحت كل البلد
مد يمناه على آخرها
نفض المنديل مثنى وثلاثًا
ركب الجن على أكتافه ثم رماهم وانحنى
ركب الجن على ركبته ثم رماهم واعتدل
قدم ثبتها في الأرض لمحًا
ورمى الأخرى إلى الأعلى كشاكوش وأرساها وتد
كلما أوشك أن يهوي على سحجة كف
جاءه من سحبة الناي سند
يلقف العتمة كالشهوة من أعلى بروج الليل
حتى ضوء عينيها تمامًا
يعرق الصدر وشعر الصدر من ميلاته يمنى ويسرى
ثم يسري عرق الظهر عموديًا تمامًا
والقميص الأبيض المبتل حتى حزام الجلد
خلى فقرات الظهر تحصى بالعدد
غمزة أخرى ولو مت هنا
غمزة أخرى ولو طال انتظاري للأبد!
مشاركة من المغربية