اقتباسات أحمد بهجت

كنت ساذجًا… لم أكن أعرف أن مهمة المدارس تخريج وحوش كالغابات تمامًا، لكنهم وحوش يتحركون طبقًا لخطة مدروسة وخرائط وأنابيب اختبار… ومثل القضاء الداهم أو الزلزال المزلزل يأتي الامتحان فيلتهم مَن يلتهمه من الوحوش التي يربونها في المدارس..

❞ هل وقعت في حب البحر منذ هذا العمر، أم أن لهذا

الحب تاريخًا سابقًا يرجع إلى الأيام التي كان فيها عرشه على الماء؟

⁠‫مضيت أحدق في البحر في سهوم.

وقال لي: إنما تأخذ أجرك ممن أصبحت له أجيرًا.

⁠‫وقال لي: إن عملت لي من أجلي فذاك لي..

⁠‫وإن عملت لي من أجل غيري فذاك لغيري.

ومن المدهش أن كل خلية كانت تعرف طريقها رغم أن الدنيا ظلام مطبق، ثمة عمل لا يتوقف في بطن أمي، وهكذا رأيت يد الرحمة الإلهية وهي تعمل من وراء ستار قوانين معقدة متشابكة لا تضل أبدا ولا تخطئ ولا تنسى.

قال المفسرون: إن الموتة الأولى كانت في أصلاب الآباء قبل الخلق، والحياة الأولى هي الحياة الدنيا، ثم يموت الناس في الدنيا، وهذه هي الموتة الثانية، ثم يحييهم ربهم يوم البعث والقيامة، وهذه هي الحياة الثانية.

ردد آدم كلمات التوبة فجفَّت بحار حزنه وانطفأت نيران ندمه… وعاد يستشعر الفرح الإلهي مرة أخرى.

⁠‫عاد يقترب من الله تعالى… وأصدر الله تعالى أمره بالهبوط إلى الأرض… لم يعد آدم يحس الاغتراب… لينزل إلى الأرض… ما دام قريبًا من الله فسيان أن يكون في الجنة أو على الأرض.. تتحول الأرض إلى جنة إذا كان الإنسان فيها قريبا من الله.

لا تبتئس يا آدم.. كان في علم الغيب أنك ستأكل وتعصي… لولا عصيانك ما نزلت إلى الأرض.. أنت تنزل نزول كرامة لا نزول إهانة.. خلقت الأرض لك من قبل أن تخلق، وكذلك أنبأ ربك الملائكة من قبل أن تخلق.

أحس أنه يهوي… وينزل ويهبط… ويبتعد عن الله. أدرك أنه يقف في زمان المعصية لا زمان البراءة. وعلى أرض الخطيئة لا أرض الجنة.

إن كل عجائب الحياة الإنسانية مَدِينة بالوجود للحظة نسيان بشري كان الخالق يعلم أنها واقعة.

الجنّة .. هي زمن الحب الجميل الذي لا يحمل هم تغييرات المحبوب أو تحولاته… لا شمس فيها ولا زمهرير، لا حر ولا برد.

أعطني جنة من أنهار الخمر واللبن والعسل، أعطني كل الحور العين في الجنان، أعطني نعيم الطعام والشراب وقل لي: إن الله غاضب عليك… ستتحول الجنة إلى جحيم، وسيصير اللبن سُمًّا، والعسل عَلْقمًا والخمر نارًا في الجوف… وسيتحول حب الحور العين إلى خيانات؛ ولذلك أعترف أن الجنة ليست مكانًا وإنما هي زمان القرب من الله، هذه حقيقة الجنة… الجنة هي زمن الدهشة والبراءة. ❝

فهم الملائكة أن آدم يعرف أسماء الأشياء، ويملك القدرة على الرمز للأشياء بأسماء. ويملك موهبة العلم والاكتشاف والاختراع والإبداع، وذلك سر اختياره لعمارة الأرض..

⁠‫قدرته على التعلم والمعرفة والإبداع.

كان الملائكة لا يعرفون حكمة استخلاف آدم..

⁠‫رغم ذلك، لم يكد أمر السجود يصدر إليهم حتى سجدوا، وهذه حقيقة الإيمان… أن يطيع الكائن حتى لو كان لا يفهم الحكمة.

بهذه الإشارة إلى علمه المحيط وعلمهم القاصر، أدرك الملائكة أن هذا المخلوق الجديد ـ رغم عصيانه وسفكه للدماء ـ سوف يحقق حكمة عليا لا يدريها غير الله ..

إن الملائكة يتصورون بفطرتهم البريئة، وكونهم رموزًا للخير المطلق، أن الغاية المطلقة لوجود الكائنات هي التسبيح بحمد الله وتقديسه، وما دام هذا المخلوق الجديد سيخرج على هذا الإطار فما حكمة استخلافه..

عرفت حقيقة جوهرية يوم أُخذ العهد علينا، وأدهشني أمر آخر تمامًا. عرفـت لمـن أنتمي… عـرفت عبد مَن أنـا… وبهـذه المعرفة صرت سيدًا من سادة الكون قبل أن أعرف الكون أو أُخلق فيه..

هل تجيء الأشياء طائعة إلا إذا كانت عاشقة …

❞ لقد أمر الله الكون أن يكون حضورًا من العدم، طائعًا

أو مكرهًا، هنالك سجد الكون بين يدي الطاعة، وولد العشق يومذاك.

⁠‫لا إكراه هناك..

⁠‫بُني الكون كله على الحب، وخُلق الإنسان من الحب.

انتقلت طائعًا راضيًا يدفعني الحب.

لا أسمـع شرًّا… لا أرى شرًّا… لا أقول شرًّا… وأيضًا لا أفعل شرًّا. بريء كالمياه… كالنجوم، والشمس، وزهور الحقول المعطرة..