اقتباسات مصطفى لطفي المنفلوطي

إن اليوم الذي أشعر فيه بخيبة آمالي، وانقطاع حبل رجائي، يجب أن يكون آخر يوم من أيام حياتي، فلا خير في حياةٍ يحياها المرء بغير قلب، ولا خير في قلب يخفق بغير حب.

فكل ما أطمع فيه من جمال هذا العالم وزخرفه رفيق آنس بقربه وجواره، وأجد لذة العيش في الكون معه، والسكون إليه،

مضى الليل إلا أقله، ولم يبقَ إلا أن تنفرج لمة الظلام عن جبين الفجر، ولا أزال ساهرًا قلق المضجع، أطلب الراحة فلا أجدها، وأهتف بالغمض فلا أعرف السبيل إليه.

كن كما تشاء، وعش كما تريد، فستنقضي أيام شبابك وستنقضي بانقضائها أمانيك وأحلامك، وهنالك تنزل من سمائك التي تطير فيها إلى أرضي التي أسكنها، فنتعارف بعد التناكر، ونتواصل بعد التقاطع، ونلتقي كما كنا.

إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم غير أشقياء؛ لأنهم يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء، أما أنا فشقيةٌ؛ لأني لا أعرف لي دواءً فأعالجه، ولا يوم شفاء فأرجوه.

كل أسباب العيش حاضرة لدي،

يقولون إن فصل الربيع فصل الحب، وإن العواطف تضطرم فيه اضطرامًا فتأنس النفوس بالنفوس، وتقترب القلوب من القلوب، وتمتلئ الحدائق والبساتين بجماعات الطير صادحةً فوق زواهر الأغصان وجماعات الناس، سانحة بين صفوف الأشجار، أما أنا فلا أصدق من كل هذا

وأعجب ما أعجب له من أمر نفسي أنني أبكي على غير شيء، وأحزن لغير سبب، وأجد بين جنبي من الهموم والأشجان ما لا أعرف سبيله ولا مأتاه، حتى يُخيل إليَّ أن عارضًا من عوارض الجنون قد خالط عقلي، فيشتد خوفي

كأنني أفتش عن شيءٍ، وما أفتش إلا عن نفسي التي فقدتها ولا أزال أنشدها، فإذا نال مني التعب أويت إلى أشجار الزيزفون في الحديقة لأستريح في ظلالها قليلًا،

يبدو انها رائعة سوف اقرأها بالتأكيد لأنني احب اعمال مصطفي لطفي المنفلوطي🙂

''انت حياتي التي لا حياة لي بدونها'' ماجدولين

وا رحمتاه لكِ! لقد مات كل شيءٍ فيها إلا قلبها وشعورها، وليتهما ماتا معها، فإنه لا يعذبها شيء مثل خواطرها وأفكارها!

لقد أحبَّته من حيث لا تدري؛ فإن الخوف من الحب هو الحب نفسه

فجئتُ كما تراني أودعها الوداع الأخير، وأواري جثتها التراب، وما أنا بالسَّالِي عنها، ولا بالذائق حلاوة العيش من بعدها حتى ألحق بها.»

الحب الطاهر الشريف الذي يشرق على القلوب الحزينة فيسعدها،

قد استطعت أن تكون شقيًّا، فلِمَ لا تستطيع أن تكون سعيدًا؟»

حسبنا يا صديقي من الشقاء في هذه الحياة ما يأتينا به القدر، فلا نضم إليه شقاء جديدًا نجلبه بأنفسنا لأنفسنا!

عرفت أن الوجوه مرايا النفوس، تضيء بضيائها وتظلم بظلامها،

ان الذين يعرفون اسباب آلامهم واحزانهم غير اشقياء، لأنهم يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء

ثم نال منه التعب فقام إلى سريره ونام نوما هادئا لذيذا حلم فيه أحلاما ما رأى مثلها بعد ليالي طولته الجميلة.

فمدّ يده إليها ذاهلا لا يعلم ماذا يُراد به، ثم مضت ومضى بنظراته على آثارها حتى اختفت آخر طية من طيات ردائها الأبيض، فجمد في مكانه ساعة لا يتحرك ولا يلتفت، كأنما يتخيل أنها لا تزال جالسة بين يديه، فلما سمع خفق بابها دار بعينيه حول نفسه يمنة ويسرة، فعلم أنه جالس وحده.

🌼🥺🥺🌼