اقتباسات هاروكي موراكامي

لكنَّك حين لا تسعى إلى أيِّ شيء، تصبح خفيفًا وحرًّا كالفراشة. كلُّ ما عليك فعله هو أن تفتح راحتَيْك وتُطلق لهما العنان، وسوف تتدفَّق الكلمات منك من دون عناء.

أمَّا الروائيُّ فيرى أنَّ «حياة الراحة» مرادفةٌ لـ«انحسار الإبداع»، ذلك أنَّ الروائيِّين أشبه بالأسماك؛ يموتون إن لم يستمرُّوا في السباحة.

والحقَّ أقول إنَّ الكتابة لم تكن بالنسبة إليَّ مصدر شقاءٍ قطّ، ولم أجد نفسي (لحسن الحظّ) عاجزًا عن الكتابة. ما فائدة الكتابة أصلًا إن لم تستمع بها؟ فأنا لا أستوعب فكرة «شقاء الكتابة». أعتقد أنَّ الروايات لا بدَّ أن تخرج في تدفُّقٍ عفويّ.

للشعارات قدرةٌ على رفع المعنويات واستثارة النفس، لكنَّها إن لم تكن مشفوعةً بقوَّةٍ أخلاقيَّة، تصبح محض ابتهالٍ من كلامٍ فارغ.

يمكنكَ أن تعيش في هناءٍ وسعادةٍ من دون أن تكتب رواية، بل إنَّ تلك الحياة قد تكون أسهل. أولئك الذين تأخذهم أقدارهم إلى كتابة روايةٍ إنَّما يفعلون ذلك مضطرِّين، وبعد ذلك يستمرُّون. وبوصفي روائيًّا زميلًا، أرحِّب بهم بذراعَيْ

ذلك أنَّ الروائيِّين أشبه بالأسماك؛ يموتون إن لم يستمرُّوا في السباحة.

‫ حين أسمع عن صداقةٍ بين كاتبَيْن، ينتابني شيءٌ من التحفُّظ. لا شكَّ في أنَّ هذه العلاقات قد تحدث، بيد أنَّ الصداقة الحميمة الحقَّة في هذه الحالة لا يُكتب لها عمرٌ طويل. فالكُتَّاب في أساسهم سلالةٌ أنَويَّة، شديدة التنافس والاعتداد بنفسها، فما إن تضع كاتبَيْن في مكانٍ واحد، حتى تخرج (على الأرجح) خائب الأمل. صدِّقوني، فقد عايشتُ هذا الأمر أكثر من مرَّة.

حين أسمع عن صداقةٍ بين كاتبَيْن، ينتابني شيءٌ من التحفُّظ. لا شكَّ في أنَّ هذه العلاقات قد تحدث، بيد أنَّ الصداقة الحميمة الحقَّة في هذه الحالة لا يُكتب لها عمرٌ طويل.

❞ أمَّا الذي جعلني أبدأ في التفكير فكان أمرًا تافهًا، تمامًا كما تنشأ الأشياءُ الأهمُّ في هذا العالم من بدايات صغيرة ❝

«انجبي عددًا من الأطفال يسمح لهم بتلقي تعليم جيد وإلا سوف لن تكوني قادرة على تعليم ولو واحدًا منهم بشكل جيد».

يمكن أن تكون مفتونًا كليًا بشيء ما في دقيقة، تكون راغبًا في التضحية بكل شيء ليكون ملكًا لك، لكن بعد مرور وقت قصير، أوبمجرد أن تغير وجهة نظرك قليلًا، حتى تصاب بصدمة تلاشي هذا الوهج بشكل مفاجئ كليًا. ما الذي كنت أتطلع إليه؟

كلٌّ منَّا يعيش وهو يحمل سرًّا لا يستطيع البوْحَ به لأحد.

كانت كلماتنا قصيرةً مثل أمطار الطريق في ذروة الصيف حين تتبخَّر في لمح البصر من سطح أرضِ الواقعِ الجافَّة.

مهما كانت الغيوم متلبِّدة وقاتمة فاللَّون الفضِّيّ يتلألأ على جانبها الخلفيّ.

«يُبنى الجدار في الأصل لحماية الإنسان. ولكنَّه يُستخدم أحيانًا لحبس البشر. فالجدار الشامخ المتين يسلب البشر المحبوسين قواهم. سواءٌ جسديًّا أم معنويًّا. ثمَّة جدرانٌ بُنيت من أجل ذلك الغرض تحديدًا».

قد تكون الشيخوخة حدثًا مُفاجئًا بالنِّسبة للإنسان أكثر من الموت نفسه. ربَّما كان حدثًا يفوق توقُّعات الإنسان. يتَّضح له في أحد الأيَّام فجأةً أنَّ انعدام وجوده أصبح أفضل من وجوده بالنِّسبة لهذا العالم، بيولوجيًّا، وكذلك اجتماعيًّا!

«إنَّ المحنة تأتي دائمًا. المحنةُ فرصةٌ جيِّدة لصنع تحوُّلٍ في مسار الحياة. وكلَّما كانت المحنةُ قاسيةً كانت مُفيدةً لك».

‫ «إن لم أنهزم وينكسر فؤادي».

«في أيِّ شيءٍ جانبٌ مضيء. ومهما تلبَّدت الغيوم وأظلمت، فالجهة الخلفيَّة منها تتلألأ بلونٍ فضّيّ

«يحدث هذا أحيانًا. يختطف شيءٌ ما الزمن منَّا، ويُعطينا شيءٌ آخر غيره. والأمر الهامّ هو جعل الزَّمن حليفًا».

ربَّما تكون تلك هي المرَّة الأولى التي أراها تبتسم. ابتسامةٌ تشبه غيومًا كثيفة انشقَّت نصفَيْن، وتسرَّبَ من بينها شعاع ضوءٍ أنارَ قطعة أرض.