اقتباسات هاروكي موراكامي

الذاكرة شيء مضحك

كانت الجبال تكتسي بخضرة عميقة مشرقة، و قد غسلها رذاذ المطر المتساقط من غبار صيف النهار .

أزمنةٍ مضت ، أصدقاء ماتوا أو اختفوا، مشاعر لن أذوقها مرة أخرى.

يحمل كل يوم جديد لي انطباعا مختلفا. كمثل أننا نريد تصوير شيء ما، فتوضع علبة سجائر إلى جواره لتوضيح حجمه الحقيقي؛ لكن علبة السجائر الموضوعة إلى جانب الصور في ذاكرتي تتمدد و تتقلص كما تقتضيه الحالة النفسية الآنية. لا أعرف السبب وراء تغير كل شيء وكل حدث في ذاكرتي باستمرار؛ بل وحتى تلك المقاييس التي يفترض أن تظل ثابتة تتغير تجاوبا مع تلك التغييرات ربما....

الإنسان ينسى أحيانا ما يفترض أنه يحفظه، ويتذكر فجأة مايفترض أنه نسيه، وخاصة عندما يواجه الموت الذي اقترب منه حثيثا...

كل إنسان تأتيه لحظة في حياته تحتم عليه تحولا جريئا، ولا يجب إفلات تلك الفرصة أبدا، بل يجب القبض عليها بصلابة. ففي هذا العالم، ثمة من يستطيع الإمساك بها وثمة من لا يستطيع....

إذا كان قتل الفكرة لا يسبب أي تغيير، فأي عالم هذا؟ وأي معنى كانت تحمله تلك الفكرة؟

إن الهواء والحب والمثالية أمور في منتهى الأهمية، ولكن لا يمكن للإنسان أن يحيا بها فقط....

لدي الكثير مما أفكر فيه. كتب يجب قرائتها، موسيقى يجب الاستماع إليها. بيانات يجب جمعها و تحليلها. كي أمرن دماغي، كما قلت لك، ثم أقوم أيضا بالتمرينات الرياضية، وأتدرب على عزف البيانو للترويح على النفس. و بالتأكيد، علي القيام بأعمال البيت. ليس لدي وقت للملل...

إن الطبيعة تقدم جمالها بالمساواة، للغني والفقير بلا أي تمييز بينهما. مثل الوقت... لا، ربما هذا لا ينطبق على الوقت. فالأثرياء بأموالهم يستطيعون شراء وقت زائد.....

ثمة أحداث في التاريح من الأفضل تركها في غياهب الظلام. فليس بالضرورة أن تتفوق النظرة الموضوعية على النظرة الشخصية. وليس بالضرورة أن تزيل الحقائق الأوهام...

يفترض أن يكون هناك إنسان يستطيع على الأقل أن يعتاد قطع الرقاب، فللإنسان قدرة التعود على أمور كثيرة. وبصفة خاصة، إن وضع في ظروف قاسية، بل ربما يتعود على ذلك بسهولة شديدة غير متوقعة...

الزمن سيحل كل المشاكل. الزمن عظيم جدا بالنسبة للأشياء التي لها شكل. الزمن غير متاح دائما، لكنه في حالة وجوده يظهر نتائج جيدة، لذا ما عليكم سوى الانتظار...

من العجب أن ترى تفاصيل بيتك من مكان بعيد. كأن تتأمل الذي كنت تسكنه في الماضي من العالم الٱخر بعد أن تموت بالفعل ( لا تدري حقا ماذا حدث، ولكنك تجد نفسك أصبحت مع الأموات). إنه المكان الذي كنت تنتمي إليه لفترة طويلة، لكنه لم يعد مكانك. إنه مكان تعرفه بألفة و حميمية، لكنك فقدت إمكانية العودة إليه. ...

ثمة عدد من الأمور في هذه الحياة لا يمكن للمرء شرحها جيدا، وكذلك هناك أمور لا يجب شرحها. خاصة في الحالات التي إن شرحتها تفقد أهم ما فيها حالا

ما الزمن أصلا؟سألت نفسي هذا السؤال! إننا نقيس مرور الوقت من خلال حركة عقارب الساعة، وفقا لراحتنا. ولكن هل هي الطريقة الملائمة حقا؟ وهل يمر الزمن بهذا الشكل في اتجاه محدد بدقة و انتظام؟ أليست الحقيقة أننا وقعنا في ظن خاطيء كبير؟

ما أزال أذكر بوضوح أول ليلة قضيتها دون نوم، کُنت

وقتها قد عانيت من کابوس.. کابوس قاتم، مزرق، خلف

في إحساسآ عميقآ بالكآبة، رُغم أني نسيت محتواه . أذكر

أني أفقت فجأة في اللحظة الأكثر خطرآ وإرعابآ، عند

نقطة اللاعودة...

كل مابقي لدي هو خلفية ، مشهد خالص، ليس في واجهته أحد.

ناوكو لم تكن هناك، ولم أكن أنا هناك أيضاً. أين بإمكاننا الاختفاء؟ وكيف حدث مثل ذلك الأمر؟ كان يبدو كل شيء مهماً في استعادته حينئذ، ناوكو و الذات التي كُنتها، والعالم الذي كان بين يدي حينئذ. أين ذهبت هذه كلها؟

مثل ظلال تطول في ظلمة الغسق. أفترض يوماً ما أن الظلال ستبتلعها الظلمة