اقتباسات خيسوس مارتشامالو غارثيا

تنشر البشريةُ عنوانًا جديدًا كل نصف دقيقة، مئة وعشرين عنوانًا كل ساعة، أكثر من ألفين وثمانمئة كل يوم، أكثر من ستة وثمانين ألفًا كل شهر بينما يطالع القارئ المُتوسِّط طوال حياته ما تُصدِره سوق النشر في أقل من ثماني ساعات

ومن جهة أخرى، فلقد صدر ستة وثلاثون مليون كتاب خلال الأعوام الخمسين الأخيرة.

طوال المئة عام التي أعقبَت اختراع الطباعة، نُشِر ما يقرب من خمسة وثلاثين ألف عنوان، بمُتوسِّط ثلاثمئة وخمسين عنوانًا كل عام، أي كتاب واحد كل يومٍ بالتقريب.

بعض الكتب هكذا، ضرورية كالدواء، كالبلسم، كالدهان:

بطريقة ما، تحتفظ الكتبُ بغريزةٍ قديمة تليق بالأدغال، وبنزعةٍ إلى التفرُّق تعترض سبيل النظام. أيأتي العنوان قبل المُؤلِّف؟ أم يأتي الموضوع قبل العنوان؟ أم يأتي المُؤلِّف قبل الموضوع؟

الكتب تتحدَّث عنا. عن شغفنا واهتماماتنا. فالكتبُ تعيِّن حدودَ عالَمنا، وتشير إلى تلك التخوم المبهمة، غير الملموسة، تخوم الأرض التي نسكنها.

«بمكتباتهم يُعرَف الناس»، هكذا يقول البعض. وأنا على يقين من صحة ذلك. و«البيتُ هو المكان حيث يحتفظ المرء بكتبه»، كما كتب ريتشارد فرانسيس برتون،

هناك مكتبة هائلة مهيبة مِن الكتب المنسية، لا تلك التي نسيتُها أنا وحدي، على كثرتها، بل الكتب التي نسيها العالَم بأسره (لا بدّ أن تكون هناك مكتبة كهذه في مكان ما).

الكاتبة الفرنسية مارغريت يورسنار، فلقد قالت في إحدى المرات: «إن إعادة بناء المكتبة من أنسب الطرائق للتعرُّف بصاحبها».

فترى محفوظ يقول: «أعطاني صديقٌ روايةً بوليسية، منذ هذا اليوم لم أتوقف عن القراءة».

القُرَّاء بالعربية، الذين أودّ أن أرحِّب بهم ترحيبًا مفعمًا بالامتنان، فعسى أن يجدوا في هذه الطبعةِ السحرَ الذي يحملنا إليه الأدبُ أحيانًا، ذلك الذي يجعلنا سعداء مرة أخرى كالأطفال. كما يُسعِدنا أن تكون لنا أسطورة، طبعًا! جزيل الشكر!