اقتباسات نيرفانا أبو زيد

تمر السنوات وتتبدل المشاهد، وتبقى صورته كما قُرّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى..

‫ رضوى عاشور

كيف لكَ أن تتغاضى عن مقامي في قلبك..

‫ حتى وإن صَغُرَ

‫ أن تَفر من صورتي المحاطة بذاكرتك

‫ وصوتي الحاضر الكائن فيك..

‫ من يوم اللقاء؟

‫ كيف لك أن تُعطي لقيودك الحق

‫ ورغبتي الملحة التي قاومتها بشدة..

‫ في التشبث بيدك وعدم إفلاتها

‫ وكلمتك لي حين الوداع..

‫ بالبقاء والتواصل الدائم

‫ ونظرات عيني التي ظلت عالقة بوجهك..

‫ إلى أن ضاع واختفى

‫ ربما لا يُسعفني المكان..

عن حبٍ اهتدى به قلبي وثبت ‫ وحين غاب ضَلَّ من بعده. ‫ وتاه في دروبِ العاشقين ‫ وكأن الوجوه من حولي باتت كلها أنت. ‫ وطريقي بات منك وإليك. ‫ فلا مهرب منك إلا إليك ‫ ولا ملجأ لقلبي إلا في قلبك.

أينك

كان وجوده ولو في البُعد يمنحها أمنًا..

‫ يبدد ما يخامر نفسها من الخوف

‫ وكانت النظرة إليه بألفِ عامٍ من الحب.

الآن يُجدر بي أن أخبرك يا خليلي الغائب بأني

‫ أحببتك كما لم يُحب أحدٌ من قبلي أو من بعدي..

‫ كما لو أنني وحدي من آمن بدين العشقِ..

أنا المُعذَّب بأمرٍ من الحبيب..

‫ دونما أسباب

‫ وماذا إذا اشتاق الفؤاد؟

‫ ودَمَت العيون من الفراق

‫ وتوجَّعت الرُّوح

‫ وهزلت من الحنين لرؤياك

‫ وماذا عني؟

‫ لا أعلم.. لا أعلم شيئًا..

من أجلك سطرت سريالاتٍ من الحب

‫ و في مرفأ حبك..

‫ رسوت لأنتظر مجيئك المحتوم

‫ يا حُلمًا كان بالأمس، وحقيقة اليوم أنت

‫ لم يسع القلب حبُّ إلا حبّك..

‫ ولم يُسمع للعشق صوتٌ إلا ليناديك

وأُمَنِّى سواد العين باللقا

‫ وليس للقائنا ميعاد

‫ أبلغ سلامي لبشيرنا

‫ فلن أجد منك بمردودٍ للسلام

‫ فيغضب منك الهوى ثائرًا

‫ ويأبى القلب عنك المتاب

‫ فأعود إلى أعتاب عشقك

‫ راضية بشحيح الحب..

وبعض اللقاء

في عيدِك الثالث والعشرين ‫ كلُّ عامٍ وأنت ذاتك غائبي القائم قرب الفؤاد ‫ كل عامٍ وأنا ذاتها الحبيبة. ‫ الغارقة في الفقد ولوعة الشوق ‫ كل عام ودقات ساعتي في مثل هذا اليوم. ‫ تشير ببشارة تمام الحضور رغم الغياب.

مثلك تمامًا أعاني قضية وطنٍ

‫ أُصيبَ بالجراح.. أُصيبَ بِالصَّمَمِ

‫ لست وحدك.. مجرد رقم

‫ بل نحن جميعًا أرقامًا في مذكرة وطن

‫ فمنها من لُطِّخ بالدماء

‫ ومنها من كُبـِّل باﻷصفاد

فـيا نورس الشاطئ البعيد ‫ أعلمُ مدى قوتك. ‫ فهيا بنا نصافح اﻷيام معًا ‫ لنتخطى سويًا كل القيود. ‫ التي اعترتنا عنوة ‫ كأننا خُلقنا من رحم الظلام لنرى النور معًا ‫ وأعلم أنني أرتقبُ منك وعدًا بالنهوض مجددًا ،

فعدني

الليل يعلم ساكنِيه..

‫ فمنهم المكلوم

‫ ومنهم الفاقد.. ومنهم العاشق

‫ حتى إذا غاب أحدهم..

‫ علم حينها بأن كل يعقوب..

‫ اهتدى ليوسفه

‫ فمتى سأهتدي إليك يا يوسفي؟

أينك؟

‫ فبربك كم يلزمني من الوقت؟

‫ لأجعل قيد المسافات

‫ يتحول ﻷنهار حب..

‫ لا تنضب رغمًا عن الغياب

‫ يا أنت.. لا زلت هنا قادرة على الكتابة

يقرؤونك في حبري.. في أوراقي..

‫ في زخَّات مدامعي التي تأبى الصمود

‫ فأبني فوق تناهيد فؤادي الجسور..

‫ فأعبر بحورًا تلو البحور

بربك تكلم..

‫ طمئنِّي.. فلم أعد أحتمل

‫ عاجزةٌ مسلوبة اﻹرادة

‫ محطمة الفؤاد والروح والجسد

‫ لا أستطيع فعل شيء..

فاكتب لي..

‫ بعدد ما غبت عني وغبت عنك

‫ وَصِفْ لي أثر العذاب..

‫ بخطوطٍ متعرجةٍ وأخرى صمَّاء

‫ فيا ليتني أنا المبتلاةُ بدلًا منك..