اقتباسات حنين الصايغ

شعرت برغبةٍ في البكاء. الرغبة في البكاء كانت تأتي من كوني أريد شيئًا. يا لعذوبة أن نريد شيئًا بقوَّةٍ وتهبنا الحياة فرصةً لنخطو ولو خطواتٍ صغيرة في اتِّجاهه!

شيءٌ ما يتحرَّك في المرأة حين ترى امرأةً أخرى تعاني، شيءٌ ما يوقظ أنثى الذئب المتوحِّشة في أعماقها فيستيقظ تعاطفها وتتحرَّك أمومتها، حتى لو لم تكن قد أنجبت من قبل.

❞ النساء بعد الأمومة يصبحن أُمَّهات فقط، والرجال بعد الأبوَّة يبقون رجالاً. ❝

❞ تقول الروائيَّة والفيلسوفة آيريس مردوك «إنَّ الحبّ هو الإدراك الصعب بأنَّ هناك شيئًا آخر حقيقيًّا غيَّر ذواتنا». الحبّ إذن هو من يُعيد الصورة المشوَّهة إلى طبيعتها، الحبّ إذن هو الطريق إلى حقيقة الآخر. ❝

أظنّ أنَّه خللٌ فظيعٌ في اللغة أن يرتبط فعل التضحية بكلمة «ضحيَّة». أنا ضحَّيت لأسمو، لأكون، لأنتصر، لأتحرَّر. لا تقلقي عليَّ.. أنا لست ضحيَّةً. أنا عاشق».‏

‫‏***‏

البيوت في النهاية تصبح امتدادًا لما نختبره فيها.‏

صرت أُسقِط موقفي من نفسي على جميع من ألتقي بهم وكأنَّ صوتي الداخلي الذي لا يكفّ عن تحطيمي لا يكفي.‏

❞ وهناك ثلاثة معايير لقياس تقدُّم أيّ مجتمعٍ قبل المعايير الاقتصاديَّة، وهي: كيف يتعامل هذا المجتمع مع المرأة، كيف يربِّي أطفاله، وكيف يتعامل مع أقلِّيَّاته العرقيَّة والدينيَّة» ❝

لن أكذب وأقول إنَّ الوجع لم يعد هناك. بل هو حاضرٌ بشدَّة، ولكنْ فهمي له، تقبُّله، وإجلاسه في صدر دار روحي جعله أليفًا ورقيقًا.

الألم. هذا الشعور الدائم الذي يتملَّكني وكأنَّني في مأزقٍ أو في كابوسٍ لا ينتهي، وكأنَّ حياتي فخٌّ أستيقظ منه في كلِّ صباح حتى أسقط فيه مجدَّدًا.

ولكنَّني بدأت أتعوَّد على وجودها وعلى صراعي المستمرّ كي ألبِّي احتياجاتها. هكذا، اختبرت الأمومة. اختبرتها كسباقٍ مع طاقتي المتبدِّدة، كمحاولاتٍ متكرِّرةٍ لتجنُّب البكاء، كمقاومةٍ مستمرَّةٍ للسقوط على ركبتيَّ والصراخ «لم أعد قادرةً لينجدني أحدكم».‏

❞ كيف أبني جسرًا فوق نهر الألم لأعبر إليك سالمة؟ ❝

❞ فالكبار يا صغيرة يفقدون قلوبهم في زحمة الأشياء في دواخلهم. يكبر الجسد ويزداد القلب تيهًا في عتمة النفس.. ولكنَّني سأهبكِ هذا الخيْط، وسأذكِّرك دائمًا أنَّ في الجانب الآخر منه، في الجانب البعيد، سيكون قلبكِ، وأنَّ في قلبكِ ستجدين الله والحبّ ❝

❞ كنَّا نحيك الأشياء معًا، وبعد أن أنهينا تقطيب الدمية، رحنا نصنع لها غطاءً من عدَّة قطعٍ من القماش. كانت الحياكة وكأنَّها هي الغاية وليست سبيلاً لصنع الأشياء. كنَّا نُحيك ونحن صامتتان. أقصّ لها خيطًا أو أمرِّره بخرم الإبرة عندما تعجز ❝

❞ إنَّها مرحلةٌ جديدة يا صغيرتي. سيتَّسع الأفق بشكلٍ مخيف. سيعبر البحر من خلال قلبك الصغير لأعوام. ستسكنك حيرة الأعاصير لأعوامٍ أخرى… وسوف تصادقين الموج وتتعلَّمين أن تستخدمي الملح العالق في حلقك لتلعقي جراحك… ولكنْ بعد ذلك ستصبحين بخير، ولن يكسرك ❝

❞ كما سيقول لي صديقٌ أميركيٌّ بعد سنواتٍ طويلةٍ you play dead to stay safe‏.

⁠‫‏«تتظاهرين بالموت من أجل تفادي الألم». ولكنْ هل حقًّا نستطيع أن نتفادى الألم؟‏ ❝

❞ إلى ابنتي‏

⁠‫‏اعذريني لأنَّني لم أكن أبدًا بكاملي معك.‏

⁠‫‏أنا أربِّيكِ يا صغيرتي وأربِّيني،‏

⁠‫‏سامحيني…‏ ❝

‫‏إهداءٌ منفصل‏

‫ ‏لكَ‏

‫ ‏في صمتك‏

‫ ‏وبوْحك‏

‫ ‏ونزْفك‏

‫ ‏لصدقك وندرتك،‏

‫ ‏لالتقائنا‏

‫ ‏كقطرتَيْ مطرٍ‏

‫ ‏تتسابقان على زجاج نافذةٍ‏

‫ ‏لتنصهرا في لحظةٍ‏

‫ ‏بعنف اصطدام الكواكب‏

‫ ‏وسلاسة التحام الغيوم،‏

‫ ‏لكلِّ هذا…‏

‫ ‏أكتب

❞ رأيت أُمِّي تطعم روحها للأمومة على مرِّ السنوات، ولكنَّ الأمومة لم تكتفِ بروحها، بل نالت من صحَّتها أيضًا ومن بريق عينيْها ومن حبّها للحياة. ❝

❞ هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره. ❝