اقتباسات أحمد مهنى

‫ ربما لو اكتشفنا نسختنا الجديدة وأحببناها، وشعرنا بالامتنان للأشياء البسيطة الجميلة التي نعرفها ونمتلكها، ربما لو توقفنا عن الاستسلام لثقافة الوجبة المقدمة والتي يجب أن نلتهمها كلها، وقررنا أن نأكل فقط حتى نشبع وليس حتى تنتهي الوجبة، أن نحب فقط حتى نحترم أنفسنا في العلاقة وليس حتى فناء أنفسنا في العلاقة، أن نتعلق بالأشياء حتى ننتفع منها لا حتى نتفاخر بها، ربما حينها سنتخلص من التخمة ونشعر بالشبع الحقيقي للمرة الأولى.

❞ الحرب التي بدأت بالنصل ثم المدفع والصاروخ والحقنة صارت الآن حرب فلسفة، والذي يستطيع فرض فلسفته على الآخر سيضمن زيادة المنتمين إلى الكهف الذي يمثله، سيضمن أن تكون قبيلته هي الأقوى؛ وبالتالي يضمن البقاء والسيطرة. ❝

الأقدار التي كتبها الله علينا مثل أعمارنا، لون بشرتنا وهيئتنا الجسمانية، الأرزاق المادية والأرزاق المعنوية، الصحة والمرض.. هناك أقدار ليس لنا تدخل فيها، لم يختر أحد أن يولد سليمًا أو مريضًا، غنيًّا أو فقيرًا، ذو عين سوداء أو زرقاء.. تلك أمور مفروضة علينا، لا تعيبنا ولا تميزنا.. هي مجرد صفة.. أما اختياراتنا في الحياة تلك هي ما يجعلنا ما نحن عليه، اختياراتنا في الحياة هي حقيقة هويتنا، وتلك الاختيارات هي التي تكتب لنا، هي التي يعرفها الله مسبقًا وتُكتب في سجل أعمالنا، وهي ما يميز كل شخص ويحاسب عليه كل شخص.

‫ ما معنى أن تصرفاتنا مكتوبة واختياراتنا مكتوبة؟

‫ يعني أنها مسجلة، ولا يعني أنها مفروضة علينا، يعني أنها موثقة، ولا يعني أنها مملاة علينا.. موثقة لأن الله سبق علمه علمنا وسبق وجوده وجودنا وبالتالي عرف قبل أن نعرف، وعرف قبل أن نوجد لأن حاضرنا ماضٍ عنده ومستقبلنا ماضٍ عنده..

❞ ⁠‫- سني هو عدد السنوات التي عشتها، أما عمري فهو أثر السنوات وإحساسي بتلك السنوات.. هناك سنة بعشرة، وسنة باثنتين ❝

❞ ولكن لماذا لا تكشف لنا الحكمة في كل مرة؟

⁠‫- لأننا سنتحول في تلك الحالة من عبيد لله، إلى عبيد للفهم، سيتحول الإيمان بالله إلى الإيمان بكشف الحكمة، وحقيقة الإيمان أن نؤمن بالغيب، وإلا لتحول الأمر إلى كشف حساب دائم مع ❝

❞ للقدر تصاريف كثيرة مختلفة، كشفها لنا القرآن في قصة سيدنا موسى مع الخضر، أزمة القدر مع الإنسان أن القدر سابق العلم ومتحكم في المصائر بشكل لا يتماشى مع قدرة العقل على الإدراك.. لذلك يقف الإنسان متسائلًا: لماذا يحدث ذلك؟ ❝

❞ علينا أن ندرك ألاعيب العقل معنا لنعرف كيف نتحكم في مشاعرنا ولا نتركها تسيطر علينا. ❝

❞ لذة الأكل ساعة، لذة الضحك ربما ساعات، لذة الحب شهور، لذة الجنس أوقات، لذة النجاح أيام، لذة الفرح لحظات، كل لذة مؤقتة، وكل اطمئنان دائم.. تخبرنا الحياة أن عمر المتعة قصير وعمر الاطمئنان أبدي! ❝

❞ قاطعتني ليلى بسؤال مهم: ولكن لماذا تتعامل مع الأديان باعتبارها فلسفة؟

⁠‫- الفلسفة هي رحلة الإنسان في البحث عن الحكمة، عن القيم، عن الجمال، عن الحق، عن الحقيقة.. ما رأيك، إلى أي درجة تتسق الفلسفة مع الأديان؟ كلاهما رحلة بحث عن ❝

❞ فكانت الإجابة في كلمة واحدة "اقرأ" وهي الكلمة التي بدأ بها القرآن.. لأن في الأمور الفكرية هناك قاعدة فلسفية تقول بأن البحث عن الإجابة في حد ذاته إجابة، ❝

❞ ظل كل شيء في الشرق حائرًا حتى ظهرت الأديان السماوية، وكان لها أثر السحر على إنسان ذلك العصر، لأنها بجانب خلق حالة التوازن النفسي فقد قدمت إجابات منطقية يمكن للعقل إدراكها وفقًا لإمكانياته عن خالق هذا الكون وعن طبيعة النفس ❝

❞ احتلال يرتدي رابطة عنق أنيقة ويضع برفانًا بدلًا من الملابس العسكرية وروائح البارود.. احتلال يمنحك الدواء بعد أن سرب لك الڤيروس ولم يمنحك المعرفة لكي تنجو. ❝

❞ القهوة تمنحنا القدرة على الكلام.. هي لغة عالمية كالموسيقى، لا يهم أن نفهم لغة بعضنا لكن يمكننا الاستماع إلى الموسيقى معًا أو شرب القهوة. ❝

❞ تبدأ المواعيد بارتباك ثم تتحول إلى ونس مقيم ينير كل شيء، هكذا تعلمنا من خبرة الحياة وحكايات وأمثلة السابقين.

⁠‫أقرب الناس لك ربما كنت تستغربهم يومًا ما.. ولا تبدأ حبال الود والقرب إلا بالتخلي عن الجمود ومحاولات مد الصلة.. إنما القرب ❝

صرنا نهتم بأن يرانا الآخرون سعداء معًا أكثر من حقيقة هل نحن سعداء معًا فعلًا أم لا! ولأننا أصبحنا نهتم بعدد المتابعين وعدد الإعجابات أكثر من اهتمامنا بجمال أن نترك أثرًا طيبًا ولو لشخص واحد فقط في الحياة.

حتى نتعلم أن اختيارات الله نافعة وصالحة وأجمل من توقعاتنا وأنها تنجينا، حتى لو كان ظاهرها العذاب والألم

وعندما نحب قبل أن نكتشف من نحبهم نسمح لأنفسنا بالتورط في مشاعر تسيطر علينا ثم نكتشف أمورًا نرفضها، نكتشف حقائق مؤرقة بعد التورط في المشاعر فيصبح الرجوع موترًا وحزينًا والاستمرار مربكًا ومرهقًا، ويتحول ذلك المنتصف الذي نحن فيه إلى ورطة وجحيم مستعر..

أزمة كبيرة أن نحب قبل أن نكتشف أنفسنا ونكتشف من نحب.. قبل أن نعرف حقيقة ما نحن عليه، وحقيقة ما نسعى إليه وما نتمناه وما نفهمه عن أنفسنا واحتياجاتنا.. لأننا عندما نحب قبل اكتشاف أنفسنا، نقع في فخ المشاعر ثم نتفاجأ بعد ذلك بالعقل يئن!

لسبب ما كلما اقتربت الأشياء يقل زمن بقائها.. لحظة امتلاك الشيء تمر بشكل خاطف، نبرع نحن البشر في انتظار الأشياء، لدرجة أن هناك هوسًا يصيب الناس يمكن تسميته "هوس الانتظار".