اقتباسات أحمد مهنى

كل النساء قد تتشابه بمساحيق التجميل والمؤثرات لكن ليس كل النساء تتشابه في جمال شخصياتهن وأصالة أفعالهن.. وكل الرجال قد تتشابه في قوة بنيانهم وشياكتهم بالتمارين والبذات المشدودة، ولكن ليس كل الرجال يتشابهون في حسن أخلاقهم ورجاحة عقولهم..

في عصر الوجبة كل شيء ليس له علاقة بالشبع ولكن له علاقة بالنهم، بالشراهة، بالمقارنة بالآخرين، كل شيء يتحول من صورته الأساسية ووظيفته التي صُنع من أجلها إلى صورة استهلاكية بها الكثير من المفاخرة الكاذبة، وكأن الحياة العادية انتهت وأصبحنا في زمن الإكسترا صوصًا، حتى إن الطعم الأصلي للأشياء لم يعد معروفًا من كثرة الإضافات التي نستخدمها مع كل شيء.

ولم يعد يكفي أن تكون موظفًا أمينا ومتقنًا في عملك، ولكن أصبح عليك أن تكون موظف كومبو، موظف يعمل تحت ضغط لساعات إضافية، وربما يبيت في العمل ويتعدد المهام المطلوبة منه ومطلوب منه أن يتحدث الإنجليزية بطلاقة في بلد عربي يتعامل فيه مع عملاء عرب ويعمل مع زملاء يتحدثون العربية، ولكن هذه هي مواصفات وجبة العمل.

لقد طغى إنسان المادة في البحث عن اللذة فأصبحت حياته مثل معدته كلما سعى لإشباعها أصابه التخمة ثم دفعه الشره إلى المزيد من التخمة فرأينا كل أشكال الانحرافات والتجارة في الانحرافات وتقنين الانحراف..

تظل علاقة الإنسان بالقدر بها محاولات الإنسان للفهم واستغراب الإنسان مما يحدث، وتعجب البشر من أقدارهم؛ لأن حقيقة الأمور محجوبة عنهم، ويظل القدر شيئًا يصعب الصبر عليه؛ لأن الإنسان ليس له قدرة الصبر على ما حُجب عنه!

أزمة كبيرة أن نحب قبل أن نكتشف أنفسنا ونكتشف من نحب.. قبل أن نعرف حقيقة ما نحن عليه، وحقيقة ما نسعى إليه وما نتمناه وما نفهمه عن أنفسنا واحتياجاتنا.. لأننا عندما نحب قبل اكتشاف أنفسنا، نقع في فخ المشاعر ثم نتفاجأ بعد ذلك بالعقل يئن!

في طريقنا للبحث عن الحب أحيانًا نتخيل الحب هو السعادة الكبرى، لكن الواقع أن الحب هو اللذة المؤقتة، لكن الشعور بالسعادة شعور أهدأ وأعمق وأطول عمرًا

على الإنسان أن يدفع ضريبة الأشياء الضارة التي أحبها وسمح لنفسه بالتعلق بها.

لذة الأكل ساعة، لذة الضحك ربما ساعات، لذة الحب شهور، لذة الجنس أوقات، لذة النجاح أيام، لذة الفرح لحظات، كل لذة مؤقتة، وكل اطمئنان دائم.. تخبرنا الحياة أن عمر المتعة قصير وعمر الاطمئنان أبدي!

ما بال القلب يدق بلا حساب ثم يشتكي إذا دق العقل بالفكر والهم عند الحساب!

حتى الأشياء الحزينة يهمني تذكرها؛ لأنها مرت ورحلت وأحب أن أشعر بالامتنان أنها لم تستمر.

هل تعرفين أن غدر الذكريات أشد قسوة من الموت، أن تخونك ذاكرتك فتنسى تفاصيل حياتك مع من تحبهم؟!

قد يصبح من الأنسب التكيف مع فكرة أننا سنتعلق بأشخاص وأشياء ثم تمر الأيام ونفقدهم لأسباب متعددة مفهومة أو غير مفهومة، لكن ذلك سيحدث حتمًا ولا مفر.. وكما سنفقد أشخاصًا سنفقد أيضًا أمنيات.

وبعض الأسرار لا يجب أن تخرج أبدًا خارج الذات، ربما لا يجب أن نتذكرها مرة أخرى، تلك الأسرار التي تمثل سقطات في تاريخنا!

نحن نقع في فخ الخذلان مع الأشخاص القريبين؛ لأننا نحن الذين انتظرنا منهم أمورًا كثيرة، ربما أكثر من اللازم، وربما أكثر من المفروض في اللحظة الحالية.. أزمة التوقعات التي اختلقناها هي التي صنعت الخذلان، نحن الذين نخذل أنفسنا.

ينتظر الإنسان لأنه في بعض الحالات يكون من الحكمة أن تنتظر.. ولكن إذا كان ولابد فلنجعل الانتظار صبرًا جميلًا، فليكن الصبر وسيلة للخروج للنور وليس استسلامًا للظلام.

هناك باعث في النفس يميل إلى تعلق القلب بحدوث أمر ما أجمل من الواقع حاليًّا، وذلك الأمر سوف يصلح كل شيء يومًا ما.. هذا الباعث يدعو النفس للتعلق بفكرة خيالية حالمة تحلق في سماء اللاواقعية، باعث يهمس في أذنك بأن عليك فعل الأمور المعتادة البسيطة وانتظار شيء سيحدث، أو شخص سيظهر وستتغير كل حياتك للأفضل بعدها.. وهذا هو الانتظار السلبي العجيب الذي لا يتسق مع أي منطق..

لحظة امتلاك الشيء تمر بشكل خاطف، نبرع نحن البشر في انتظار الأشياء، لدرجة أن هناك هوسًا يصيب الناس يمكن تسميته "هوس الانتظار".

❞ سلامًا على أرواح من سبقونا ونفوسهم، وسلامًا على نفوسنا المتعبة وأرواحنا المثقلة.. إلى أن نلتقي جميعًا في دار المستقر. ❝

لا أؤمن بقانون الجذب بالمعنى الحرفي له، أؤمن أكثر بقانون السعي والنتيجة.