اقتباسات لويز هاي

الامتنان لا يشفي الأمراض وحسب، بل إنه يعيد الشباب إلى الجسم. وإذا راودتك الشكوك للحظةٍ واحدةٍ، فعليك أن تنظر في وجه شخص دمرته سنواتٌ من الشعور باليأس، فسيبدو لك هذا الوجه منهكًا ومتعبًا. ثم انظر في وجه شخص عاش حياته وهو يشعر بالامتنان، وسترى أن هذا الوجه مشرق

إن شعورك بالامتنان حتى قبل أن تتلقى النعم - هو الشيء الذي يحدث المعجزات.

وأخيرًا، إن الشعور بالامتنان يأتي من خلال موقفنا من تلقي الهبات. فهذا النوع من التقدير هو الذي يجعل حياتنا ذات معنىً وقيمة. فعندما لا نقوم «باستلام» الهدية بتقدير كاف فكأننا لم نتلقى شيء.

فما أريد توضيحه هو أن ما تقدمه للناس لا يقاس بمستواه المادي فقط ولكنه يتمثل بكل شيء يمكن أن تقدمه ويكون نابعًا من قلبك وروحك لشخصٍ آخر دون أن يتوقع منك ذلك. فالامتنان الذي تتلقاه يأتي من شعورك أنت بالامتنان لمن حولك.

إن الحياة لا تعني العزلة عمن حولك والعيش متقوقعًا داخل نفسك، ولكنها تعني مشاركة الآخرين من خلال الحب والسلام. فالشعور بالامتنان يأتي من تقديم يد العون للآخرين،

‫عامل نفسك دومًا باعتبارها ثمينةً ونفيسةً، ولا تقدر بثمن وتستحق الحب. فالامتنان هو الملاذ الذي يسمح لنا بالحب العميق.

أعتقد أن الامتنان هو الطريق للوصول إلى أعماق أنفسنا. ففي كل صباحٍ ومساء أتفكر في الحياة لبرهة من الوقت ثم أعرب عن شكري لهبة الحياة ومحبتي لكل ما فيها. وأقدم شكري لكل ما لدي ولكل ما تعلمته. وأعرب عن شكري لأن كل ما تمنيت تحقيقه يبدو وكأنه قد تحقق بالفعل.

ينقذنا الامتنان من تسلسل الأحداث المؤلمة، حيث أنه يجعلنا ننظر بطريقة أعمق وأفضل إلى حياتنا وإلى الناس من حولنا. فنادرًا ما يكشف لنا المظهر الخارجي الحقيقة بل يحجبها عنا. فالامتنان يثري ويعمق النظرة المشرقة للحياة؛ حيث أنه يسمح لنا برؤية المزيد.

قال لي ذات مرة صديقي العزيز لازاريس: «إن الحياة هبةٌ ووظيفتنا في هذه الحياة هي أن نتعلم كيف نتقبل هذه الهبة». وبالنسبة لي، الحياة هبة، والامتنان هو المغناطيس فيها

الامتنان هو أن تمشي الهوينى وأن تسمح لجميع حواسك بالتفتح وتأمل العالم من حولك. وأن تشعر بتأثير هذا الوعي على شعورك وكيف ستعيش اللحظة القادمة في حياتك.

فما نحييه في عقولنا ينعكس سريعًا على سلوكنا مع الآخرين. فالإحساس العميق بالامتنان يرتقي بحياتنا وحياة هؤلاء الذين نتواصل معهم.

وكلما زاد تعبيرنا عن امتنانا لله لنعمه التي أسبغها علينا، سواء كانت هذه النعم كبيرةً أو صغيرة، تعمق تآلفنا مع تلك الذات الإلهية المطلقة، وزاد وعينا بحبه الذي ينعم به علينا. كما تكرمنا القوانين الإلهية بوفرة تغمر حياتنا عندما نعترف ونقدر العاطي، الذي بفضله ننعم بالنعم الروحية والمادية. فكم هو مرضٍ أن تميز الخير في كل لحظة وفي كل تجربة، وأن تنظر إلى العاطي بقلب ممتن.

تذكر: لا يمكن أن تكون ممتنًا وغير سعيد في الوقت نفسه!

‫لذلك أدعوك لتخصيص دقيقة يوميًا، لتكون ممتنًا لما لديك، ولكل ما ليس لديك. كن ممتنًا على كل ما تملكه، ولكل ما لا تملكه.

الامتنان مثله مثل التسامح الذي يحرر مانحه في البداية. فالامتنان يحررنا من سجن البغضاء والانتقام الذي نزج أنفسنا فيه في بعض الأحيان. ويمثل تفكيرنا الدائم في أخطاء الماضي قضبان هذا السجن، ولا يذيب هذه القضبان إلا ذلك الامتنان غير المشروط. ولا يقتصر دور البغضاء على حبسنا في دائرة مفرغة من الشعور بالإشفاق على أنفسنا فقط، بل إنها تقصينا عمن يريدون أن يدخلوا الحب إلى حياتنا. (فالبغضاء تنطوي على كل شيء بدءًا من الغضب العارم إلى الرغبة البريئة في تجنب الأشخاص). إن ماضينا الذي يحرره الامتنان يحرر بدوره الحاضر ليصبح كما ينبغي له أن يكون.

«الحب لا يمكن أن يكون بعيدًا عن القلب الممتن والعقل الشاكر… وهذه هي الشروط الحقيقية للعودة إلى ذاتك».

يمكننا أن ننظر إلى أي تجربة بطريقتين: إما بعين النقص، أو بعين الرضا، فالخوف يجعلك ترى الحدود التي تمنعك من تحقيق مبتغاك، بينما يُمكّنك الحب من رؤية إمكانيات الوصول إلى غايتك.

الامتنان ليس ردة فعل إزاء ما يحدث لنا، بل إنه موقف ننميه بالممارسة. فكلما زاد شكرنا، حصلنا على المزيد مما يستحق الشكر.

لقد وجدت الطفلة لمسةً من الجنة وسط هذا الجحيم الذي تعيش فيه، وهذا ما اختارت التركيز عليه. لقد كانت سامانثا سعيدة.

كن مستعدًا دائمًا لأن تعطي، فكلما كنت أكثر امتنانًا، كلما تدفق الخير عليك؛ وكلما زاد عطاؤك كلما زاد إعطاؤك.