اقتباسات أسامة علام

يصيبني الاكتئاب بنوبات مفاجئة من الحزن والرغبة في عدم فعل شيء. يصيبني أيضًا بالشراهة التي تجعلني لا أستطيع التوقف عن الأكل بشكل مرضي. الأمر الأكثر إيلامًا هو عدم قدرتي على الكتابة. تهرب مني الحكايات فأصبح كبيت فرغ من الأحبة.

أن هناك الكثير من الفرح ينتظر قلبك. عليك فقط أن تفتح النوافذ يا صديقي.

أشعر بكثير من الامتنان للأمور البسيطة التي نكتشفها كبشر عندما نعطي.

مساعدة شخص محب يبحث عن أزهار لمحبوبته أمر يجعل الجميع في هذه المدينة الصغيرة يشعر بأننا ما زلنا نستطيع الحياة كبشر. شكرتها بكثير من التأثر. فاحتضنتني مبتسمة وتمنت لي ولمحبوبتي ليلة مليئة بالمحبة.

‫ وبدون مقدمات دخل ألبيرت إلى القاعة وجلس مباشرة إلى البيانو الموجود في المنتصف وبدأ في العزف دون حتى أن يلتفت لي عزف بجودة مذهلة بتوتر ورقة وبهاء وحوله وحولي قطط كثيرة لم أستطع عدها ولم أهتم كنت غارقًا معه في عزفه البديع. وسريعًا تحول لونه إلى الأزرق. ومع العزف الحنون والهادر كعاصفة تحول كل شيء إلى الأزرق. أنا نفسي تحول لون جلدي إلى الأزرق. ولم أكن أعرف هل أتنفس أم أستمع إلى الموسيقى.

لأمارس هوايتي في الطهي. كانت هذه عادتي عندما تواجهني مشكلة أو أشعر بالوحدة. أن أقف أمام العالم متحديا إيّاه بوجبة شهية مخرجا لساني للظروف الصعبة من بين أبخرة التحمير ودندنات أغاني الحنين.

اتجهت إلى المطبخ وأعددت قهوتي وذهبت لأخذ حمام بارد أذهب به النوم عن عينيَّ وعندما خرجت شاهدت أعجب منظر رأيته في حياتي مئات الفراشات الزرقاء تطير في الشقة كان المنظر رهيبا لدرجة أنني بدأت في الارتعاش من الخوف وبنظرة سريعة على مصدر كل هذه الفراشات، وجدت النافذة المفتوحة. كانت أسراب الفراشات ما زالت تتدفق بشكل عجيب. وبسرعة أغلقت النافذة.

‫ فراشات زرقاء عملاقة تطير في كل مكان بشقتي الصغيرة. ببطء انزاح الخوف من قلبي، واحتلت مكانه مشاعر فرح ودهشة رفرفات أجنحة الفراشات الرقيقة تدور حول رأسي لتصنع موسيقى لم أعرف أجمل منها في الخارج بدأ المطر ينهمر بشدة فأضافت أصوات المطر بعدا آخر لموسيقى الفراشات حولي رفعت يدي أمام وجهي، فحطت فراشة بديعة على إصبعي بخفة لا توصف.

أقود سيارتي على سرعة الثلاثين كيلو مترا. مستمتعا بسباب المتعجلين الوصول إلى أماكن لا يهمني معرفتها. على كل، لا أحد ينتظرني في مكان ما. فلماذا العجلة؟

ما أتذكره عنه ليس أكثر من زخات غبار بلا لون لذاكرة بلا هوية.

لكن تكرار التلاشي يعرض روحك للفناء

كم من العمر مر في انتظار قطار لا يرغب في المجيء؟

❞ كم من العمر مر في انتظار قطار لا يرغب في المجيء؟ ❝

أكافح وحدي كي أستطيع الحصول على حلم مبهم لنفسي. وهم ما عليَّ أن أنجزه في هذا العالم. لا أستطيع أن أصل إلى حالة الرضا المبهمة والمحيرة في الوقت نفسه. لي أسرة جميلة تعيش في بلد آخر. لا أكف عن الركض طوال الوقت من أجل تحقيق سراب ما. سراب ملون ومبهر لكني في كل ليلة على وسادتي لا أستطيع فهم ما العائد من هذه المغامرة المجنونة التي يسمونها الحياة. قلبي مفعم دائمًا بمشاعر شجن ما لأشخاص وأماكن. لكني ببساطة لا أعرف ما الذي يدفعني للاستمرار في وضعية المحارب.

فرغم كل الأيام التي عشتها في البلاد الباردة ما زلت أحمل الشمس المشرقة تحت جلدي. يصيبني الغيام بحالات حادة من الحزن.

الجو أصبح أكثر روعة. نسائم البحر تحمل رائحة اليود المنعشة. وقمر ساطع ينعكس على صفحة المياه الهادئة. ورغم كل هذا الجمال شككت في قواي العقلية.

لم أعلم كم من الوقت مضى وأنا أقفز بمخيلتي من حلم إلى حلم آخر لن أحققه أبدًا.

عليك فقط أن تفتح النوافذ يا صديقي. فربما ستزورك العصافير كل يوم. عصافير حرة قادرة على أن تملأ حياتك فرحًا وأنغامًا أعلم أنك تستحقها.

انظر يا دكتور علام للجانب الإيجابي من مشروعنا. أنت ستساعد بدموعك في شفاء أشخاص مرضى. دموعك لن تساعد فقط في نجاة مرضى القلب والمفاصل. أبحاث الدموع الطبية متقدمة جدًّا. هذه الأبحاث واعدة بشفاء أمراض أكثر فتكًا وإيلامًا.

الدموع غير المتوقعة مفيدة جدًّا لشفاء أمراض عجز الطب الحديث عن إيجاد حل ناجع لها. بداية من آلام المفاصل، عن طريق دهنها على المفصل المعطوب. مرورًا بأمراض القلب الناتجة عن التخلي وكسرة النفس. وفي هذه الحالة يتم صب ثلاث قطرات من الدموع بعد تنقيتها من البكتيريا على كوب ماء يشرب على الريق صباحًا.

‫ أما كيف عرفت شركتنا أنك بكيت اليوم صباحًا؟ فبالتأكيد أنت شخص تعيش معنا في عالمنا الإلكتروني الحديث. تعلم أن الكل يتجسس على الكل. فأنت لن تتعجب بالتأكيد عندما ستجد إعلانات شركتنا الآن على صفحتك الخاصة على الفيس بوك.

الوقت طويل للغاية. يمر ببطء وكأني سجين يشعر بالملل. فقررت أن أعد أسماء هؤلاء الذين أحببتهم بصدق في حياتي الطويلة والتساؤل لماذا أحببتهم؟ بدأت بأمي، أبي، زوجتي، أولادي، أخي، أصدقائي. كانت اللعبة مدهشة فعلًا. مدهشة إلى درجة أنني رأيت القمر يقترب مني أكثر. البحر أيضًا اقترب واختفى الضباب من الجو.