اقتباسات أسامة علام

شخص محب يبحث عن أزهار لمحبوبته أمر يجعل الجميع في هذه المدينة الصغيرة يشعر بأننا ما زلنا نستطيع الحياة كبشر.

لعنت ذاكرتي والعمل والمدينة الصغيرة التي انتقلت إليها حديثًا على جريمة النسيان.

في مصر كل ما قد يشعرك بأنك إنسان طبيعي قابل للتحقق بعفوية ووضوح.

والمسبحة تدور حباتها بين أصابعه ووجهه صامت. واللسان لا حاجة لديه للحركة. كان اللطف ينسكب من حوله حتى خشيت عليه من الطيران.

‫ لم أعلم كم من الوقت مضى وأنا أقفز بمخيلتي من حلم إلى حلم آخر لن أحققه أبدًا.

القمر أحمله في قلبي أشتريه فقط لأني أحب البيع والشراء. أنت أيضًا تحمل قمرًا في قلبك لا ترغب في بيعه. ربما هذا ما يشعرك بالألم. بعه يا رجل وسيعود لك مرة أخرى.

تركتني مليكة في فرحة لم أختبرها من قبل. أشعر بكثير من الامتنان للأمور البسيطة التي نكتشفها كبشر عندما نعطي.

لكن قدرته المرعبة كفنان موهوب توقفت عند حدود رسمه لشخصية واحدة. هذا ما يجعلني أصفه بدون خجل بأنه مصاب بالشلل العاطفي.

في مصر يستطيع المرء الشعور بالمحبة، بالإحباط، بالصدق أو بالخيانة. يستطيع التذمر أو الحمد طوال الوقت. يستطيع الضحك بصوت عالٍ. تستطيع أن تخبئ رأسك في صدر أمك. أن تستعيد مطالعة صورك في ألبومات الصور القديمة. أن تشرب عصير مانجو أو عصير قصب.

إحدى عشرة ساعة في الجو. في هذا البراح الذي تغوص فيه الطائرة. تصبح البيوت في البداية صغيرة جدًّا. تصعد الطائرة إلى أعلى فيربكها احتضان السحاب الأبيض الكثيف. تنطلق إلى الأعلى أكثر ربما بفعل تخفف الركاب من مشاعر الارتباك المصاحبة لدموع الوداع ومخاوف الفقد. تنخفض درجة حرارة الجو في الخارج بشكل جنوني.

يصيبني الاكتئاب بنوبات مفاجئة من الحزن والرغبة في عدم فعل شيء. يصيبني أيضًا بالشراهة التي تجعلني لا أستطيع التوقف عن الأكل بشكل مرضي. الأمر الأكثر إيلامًا هو عدم قدرتي على الكتابة. تهرب مني الحكايات فأصبح كبيت فرغ من الأحبة. فلا أستطيع التوقف عن العمل. ويا للأسف، لا أستطيع البكاء.

يصيبني

ساعة واحدة كانت كافية لأرى بعدها لوحة صديقي المنهمك في الرسم ومتابعة الفأر الودود. ساعة واحدة فقط كانت كافية لرسم الغجرية البديعة وهي تحمل في يدها الفأر الصغير مبتسمة.

فتحت الصندوق أخيرًا. فوجدت جرامفون قديمًا وعشرات الأسطوانات التي كانت تقلقني بها مارجريت. وفي مظروف صغير رسالة بخط أنثوي منمق عبارة عن جملة وحيدة: «هذه الهدية لك، ستحتاج إليها في شيخوختك».

مارجريت كانت تحمل لي الكثير من الامتنان لأنها كانت تشعر بالونس من وجودي كما أخبرت ابنتها في محادثة تليفونية. وبكثير من التأثر وضع أمامي صندوقًا كبيرًا بعد أن أخبرني بأنه من مارجريت.

أعلم أنني مدمن للاحتفاظ بالأشياء القديمة عديمة النفع. والتي يضيع معظمها في رحلات الانتقال الإجبارية.

لا أكف عن الركض طوال الوقت من أجل تحقيق سراب ما. سراب ملون ومبهر لكني في كل ليلة على وسادتي لا أستطيع فهم ما العائد من هذه المغامرة المجنونة التي يسمونها الحياة.

اختفت أيضًا رغبتي الملحة في الحديث. جلسنا أنا والعازف العجوز متجاورين كصديقين قديمين. صامتين لا نفعل شيئًا سوى النظر للكاتدرائية والبشر. كانت لكل منا حكاية طويلة. كنا نتبادل حكيها في صمت.

مؤخرًا أيضًا أحاول أن أتعلم فضيلة التخلي. أن أصبح أكثر خفة.

في كل ليلة على وسادتي لا أستطيع فهم ما العائد من هذه المغامرة المجنونة التي يسمونها الحياة. قلبي مفعم دائمًا بمشاعر شجن ما لأشخاص وأماكن. لكني ببساطة لا أعرف ما الذي يدفعني للاستمرار في وضعية المحارب. خائف ومستعد دائمًا بتوتر من يمشي على الحبل. أخاف أن أصاب بالجنون. وأخاف أكثر بأن أكون مصابًا به بالفعل.