❞ الشاطئ نصب له شراك العنكبوت المعتادة، شراك الأحاسيس الغامضة والأفكار السوداء يقع فيها بعفوية ويسرح في نفسه مهمومًا بها رائحة يود، وشيش أمواج تختلط بأصوات بعيدة مبهمة، ظلال وأفق وسماء قاتمة تسرح فيها العيون فيخلو العقل من التفكير وتزيد دقات القلب دقة. بين ضلوعه هواء مضغوط وألم. لحن يطن في رأسه وأنغام لا يعرف أحد غيره مصدرها تمهد لمأساة على وشك الاندلاع. ❝
المؤلفون > مي التلمساني > اقتباسات مي التلمساني
اقتباسات مي التلمساني
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مي التلمساني .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب
عين سحرية
-
❞ في الحكاية، يصدح صوت كارمن ماريا كالاس بنبرته الوقحة وصوت دون خوسيه التعس وهو يردد : وي…جو ليه توييه، ما كارمن، ما كارمن يقتلها ببساطة، يقتلها ويندم، يقتلها ويناديها مسحورا بلون الدم، مفتونا بملمس الجسد الرخو، ملتاعا لانتصارها عليه ملتاعا لانتصارها عليه حتى في الموت تنزوي الموسيقى في حزن النداء الأخير فيما تنشد المجموعة نشيد احتفال رخيم في خلفية المشهد لا آلات نحاسية تطن ولا طرقة بيانو واحدة للاحتفاء بهذا القتل النبيل مجرد لحن كمان حزين يتخفى في حنايا الختام ويبكي، تماما كما تتخفى الفصاحة في بلاغة الصمت. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابعين سحرية
-
❞ ليس من السهل أن تخرج من مأزق التفكير اليومي في الموت دون أن تفقد بضع ذرات من وجودك الملموس قد تتساقط خصلات شعرك في هدوء الأيام التالية وقد تظل في الليل مفتوح العينين على الأرق وقد تقضم أظافرك عن آخرها ❞ وأنت تقرأ جريدة الصباح وربما أيضًا تفقد شهيتك للطعام وتفقد معها بضع كيلو جرامات زائدة وتضع نظارة طبية للمرة الأولى في حياتك وتبتلع قرصين من الدواء الذي أكد عليه الطبيب بعد كل غداء وتشعر بالهزال في ساقيك فترفعهما فوق وسادة كبيرة طوال الليل وتندفع الدماء إلى رأسك بطيئة حين تهب من كابوسك المعتاد فتترنح في طريقك للحمام وتتقيأ الطعام والدواء والرغبة في البقاء حيًّا هكذا لكنك تعرف الآن جيدًا لعبة الموت فلا تراوغ ولا تندفع ثانية فوق الملاءة البيضاء التي ترفعك إلى قمم الأشجار وتلتقطك ثانية زائغ البصر. فقط انظر في مرآة الحمام إلى شحوبك الجميل. وتذكر أنك لا زلت تحيا. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابدنيا زاد
-
❞ الحلم: اليوم أتمت «دنيا زاد» ثلاثة أسابيع أنير لها شمعة وأحملها إلى قبرها الساكن في ركن من أركان الغرفة أفتح باب القبر، وأتسلل إلى حيث الجسد الساجي أضع الشمعة إلى جواره وأبكي مرة واحدة في طقوس حب سرية، أراها تطبع على جبيني قبلة حارة كحرارة القبر المغلق. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابدنيا زاد
-
❞ تتحدى خوفك هذا كل ما في الأمر وتنصت إلى صوت الدماء المتدفقة في عروقك حارة وتحكم إغلاق أزرار سترتك ثانية حتى لا يصيبك الهواء القادم من النافذة الصيفية تفكر في حصانك الهزيل وفي فتاتك المفتونة بك وفي صحرائك الممتدة إلى الأبد. وتمضي في الطريق الذي خططته بيدك فوق صفحة السماء. لا تلوي على شيء. الموت حلّ. الموت حلّ ورحل، والانتظار لا طائل منه. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابدنيا زاد
-
❞ عرفت أن الحزن خيط ينساب بين الحلق والقلب. يحفر في طريقه أخدودًا خشنًا تحترق داخله صور الألم، ويبقى جداره صلبًا. يمر الزمن. وأعرف كلما تحسست رقبتي أن الأخدود لم يزل. وكلما سال خيط ألم جديد تمتلئ شقوقه ازداد توحشًا. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابدنيا زاد
-
❞ على شاشة صغيرة انقسمت نصفين، رأيتها مرتين في شهرها السادس، ثم في شهرها التاسع رأس كبير. عظمة الفخذ.. قال الطبيب: «بنت» بالإنجليزية، قلت: أسميها «زاد»، ثم قلنا أنا وزوجي: «دنيا زاد» كما في «ألف ليلة وليلة». أمضت في المستشفى ليلة واحدة. والألف الباقية؟ أمضيها في ذكرى اسم لم أنطق به سوى مرة واحدة، وربما مرتين. ❝
مشاركة من Mohamed Osama ، من كتابدنيا زاد
-
وقد يجمع الله الشتيتيْن بعدما… يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
مشاركة من نُهي ، من كتابالكل يقول أحبك
-
كانت عايدة تقول إن الإنسان يقع في الحب دائمًا وبشكل متكرر، على فترات متباعدة أو متقاربة، لِمُدَد تطول أو تقصر تقول إن النساء لا يصرِّحن بذلك من باب العِفَّة، والرجال يعترفون بالحب من باب الزهو وكنت أصدقها حين تقول
مشاركة من Fadi Koudsi ، من كتابأكابيللا
-
كنت في قرارة نفسي أخاف أن تتركني لوحدتي، أن تهجرني فلا أجد من يفهم مثلَها مقدارَ احتياجي إلى رفيق يشجِّعني على احتمال الحياة. كانت تصحبني في كلّ مكان، أينما ولَّيت وجهي كنت أراها، تتبعني أو أتبعها لا يهمُّ
مشاركة من Fadi Koudsi ، من كتابأكابيللا
-
.. وربما أيضًا لممارسة الجنس الافتراضي. أتخيلها وهي ترسل له صورًا عارية بعد خروجها من الحمام، شعرها مجعد ينسدل على الكتفين ويبللهما. تدعوه ليلحق بها في الفراش، يتسع الفراش أميالًا وأميالًا ويضيق بوحدة كل منهما أمام شاشته.
مشاركة من Abir Oueslati ، من كتابالكل يقول أحبك
-
«كأننا اتفقنا أن حبًّا كهذا لا يموت، حتى لو ضيعناه. يتخذ أشكالًا ليس من بينها اللقاء، لكنه لا يموت. فلماذا البكاء إذن، وعلى أي شيء؟».
مشاركة من Abir Oueslati ، من كتابالكل يقول أحبك
-
قبل أشهر قليلة، كنت أجلس وحيدًا على شاطئ بحيرة ميتشجن حين رأيت كأنما في حلم يقظة أسرابًا من قنديل البحر تسبح في البحيرة. فكرت أنها كائنات تشع طاقة. تعمل بالطاقة. أين تختزنها؟ لا أحد يعلم. وحيدة في البحيرة. تتفتح كالوردة، تنغلق كالسر، بثوب فضفاض يختنق في منطقة التقاء الرأس بالأطراف. تضحك أو تتنفس، لا أدري. شهيقها طاقة، زفيرها طاقة. الحياة تمضي في طريقها وقنديل البحر يتكاثر دون أن يفكر في التكاثر، مثله مثل الأفكار، مثله مثل البهجة التي يشيعها الغناء في سيارة. حين يعاندني النوم، تطوف برأسي أفكار تشبه تلك الكائنات الرخوة في طفوها وانسيابها. في قدرتها على إنتاج الضوء والركون للعتمة. تلك الأفكار التي لا تدعني أنعم بالنوم على شاطئ البحيرة، ولا توقظني تمامًا من سباتي. تظل مشعة في العتمة، راقصة رغمًا عني، وهي تطفو سابحة مع التيار.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالكل يقول أحبك
-
لم تنتهِ ٢٠١١ إلا وكنت قد خسرت عشرات الأصدقاء العرب والسوريين المؤيدين للثورة والمناهضين للنظام. احتدمت نقاشاتنا حول أعداد الموتى والمصابين والضحايا وحجم الدمار الذي تسببت فيه الفصائل المتناحرة. فضلت أن أصم أذني عن تلك الدعاية، فضلت أن أراها حربًا وليست ثورة. لا أخوض في التفاصيل خاصة مع بسّام الذي يعتبر أن أمثالي من المتشدقين بأفكار اليسار الأمريكي في وادٍ والناس في العالم العربي في وادٍ آخر. يقول إني لا قبل لي على فهم الثورة ولا استيعاب تعقيدات الواقع المر الذي يعيشه الناس في ظل العنف والخوف وكبت الحريات. بين حين وآخر يهتف صارخًا: كفى جهلًا. تكتبين عن الثورة وكأن الدماء التي أريقت ليست سوى لطشة لون قرمزية في حرب متخيلة يشنها الكون ضد النظام السوري. ثم ما هذا النظام الذي تدافعين عنه؟ ألا ترين التشابه الصارخ بينه وبين إسرائيل؟ سفك الدماء باسم الحفاظ على كيان الدولة، هل هذا ما تريدونه؟ وأي كيان هذا بوسعه أن يبرر ويلات الحرب والدمار وتشريد الملايين من أبنائه؟
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالكل يقول أحبك
-
حياة المهاجرين على أطراف المدن الكبيرة حياة صغيرة بلا طموح، بلا شغف. بيوت صغيرة متشابهة، مظلمة، رواتب ضئيلة، حلم التقاعد المبكر التعس، السعي للادخار والشكوى من ضرورة إرسال المال للأهل في البلد البعيد، رتابة الواقع اليومي، الرجال يتابعون الأنباء في التلفزيون كل مساء، والنساء يتلهين بالطبيخ وتنظيف البيت (يا إلهي، كم من الوقت تضيعه النساء في المطبخ!) ومتابعة أخبار العائلة في سوريا وفي الشتات، والكل يغذي وهم العودة يومًا ما للوطن الأم، إما بصحبة أبناء وبنات الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا في الشتات، وإما في رحلة نهائية لقضاء فترة الشيخوخة وسط من تبقى من العائلة، وإما بغرض الدفن في مسقط الرأس في حال من هاجروا في سن متأخرة وأوصوا بعودة الجثمان للوطن الأول. في النهاية لا يعود إلا من تُيسر لهم مدخراتهم تحقيق تلك الأمنية عزيزة المنال.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالكل يقول أحبك
-
كانت ليلة الثلاثاء الرابع من سبتمبر ٢٠٠١، وكانت المرة الأولى التي تصيبني فيها نوبة ذعر. أخبرني أبي بنبأ سفر بسّام وكأنه خبر عابر. أنهيت الحديث مع صديقتي بذهن مشتت وانسحبت إلى غرفتي. في تلك الليلة، عزمت على أن أغلق باب الاجتهاد في الحب. وأن أعثر على الرجل المناسب للزواج بغض النظر عن المشاعر والرغبات. بحسبة علمية بسيطة، أدركت أني الخاسرة في العشق. كتبت رسالة على الإيميل لبسّام ولم أرسلها. انتظرت أن يخبرني بنفسه بنبأ سفره المفاجئ. نمت واستيقظت وقد ضاقت أنفاسي وبدأت في البكاء وأنا أدور في الغرفة. ثم قضيت الأسبوع التالي في الفراش، منهكة، أنام وأصحو للأكل فقط، وأبي يعتقد أن سفره هو السبب في شقائي. مع نهاية الأسبوع، انتهى كل شيء. استيقظت وفتشت في قلبي عن موضع الألم فلم أجده. انطفأت مشاعر الحب واللهفة وعذابات الغياب، وحل محلها غضب مكتوم ولوم وعتاب، لنفسي قبل كل شيء، وله لأنه كان يعرف النهاية منذ البداية. ثم قرار حاسم لم يتغير منذ تلك اللحظة وحتى اليوم، أن أكتفي بالزواج عن الحب. أن أجرب وصفة بسّام في نموذج الحياة الزوجية السعيدة.
في اللحظة التي أفقت فيها على حقيقة مشاعري الجديدة، حدثت كارثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك. نقلتني الأحداث بفعل السحر وبهول الأسى الكوني لمنطقة أخرى خارج ذاتي. انغمست في العمل بشكل كبير وعن عمد، اشتركت في مجموعات صغيرة لمواجهة أخطار العنصرية ضد العرب، ثم بعد رحيل أبي إلى الإسكندرية، شرعت في البحث عن شقة صغيرة قريبة من محل عملي، وحثني خالي على التفكير في مستقبلي كشابة في مقتبل العمر مهددة بالتعاسة بسبب خطأ لم تتعمد ارتكابه.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالكل يقول أحبك
-
تحين مني التفاتة صوب اليمين. غير بعيد عن البوابة المؤدية للطائرة، ألمح ثوبًا أبيض في كيس من البلاستيك الشفاف ينبسط على ثلاثة أو أربعة مقاعد، ويكاد طرفه يلمس الأرض. ثوب فرح. تجلس بجواره سيدة في الستين أو أصغر قليلًا لا تحمل هاتفًا، ولا جريدة، ولا مجلة، ولا حقيبة سفر. تحمل حقيبة جلدية ماركة «Gucci»، تعلقها على كتفها اليسرى، وتهبط عابرة منطقة الصدر إلى الجانب الأيمن من خاصرتها. ترتدي بنطلون جينز وسترة قطنية تحتها تي شيرت وحذاءً رياضيًّا أزرق نعله أبيض مفلطح. تتطلع من حولها متأملة وجوه المارة والموظفين الحكوميين، وتبدو مرتاحة معتدة بذاتها. بعد قليل ألمحها تفتح حقيبتها، فأتوقع أن تخرج هاتفها مثل معظم الركاب، لكنها تخرج إصبع زبدة كاكاو وتمرره على شفتيها عدة مرات ثم تعيده للحقيبة وترفع بصرها فتتقاطع نظراتنا برهة. أغض البصر وأعود لهاتفي.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابالكل يقول أحبك
السابق | 2 | التالي |