تحين مني التفاتة صوب اليمين. غير بعيد عن البوابة المؤدية للطائرة، ألمح ثوبًا أبيض في كيس من البلاستيك الشفاف ينبسط على ثلاثة أو أربعة مقاعد، ويكاد طرفه يلمس الأرض. ثوب فرح. تجلس بجواره سيدة في الستين أو أصغر قليلًا لا تحمل هاتفًا، ولا جريدة، ولا مجلة، ولا حقيبة سفر. تحمل حقيبة جلدية ماركة «Gucci»، تعلقها على كتفها اليسرى، وتهبط عابرة منطقة الصدر إلى الجانب الأيمن من خاصرتها. ترتدي بنطلون جينز وسترة قطنية تحتها تي شيرت وحذاءً رياضيًّا أزرق نعله أبيض مفلطح. تتطلع من حولها متأملة وجوه المارة والموظفين الحكوميين، وتبدو مرتاحة معتدة بذاتها. بعد قليل ألمحها تفتح حقيبتها، فأتوقع أن تخرج هاتفها مثل معظم الركاب، لكنها تخرج إصبع زبدة كاكاو وتمرره على شفتيها عدة مرات ثم تعيده للحقيبة وترفع بصرها فتتقاطع نظراتنا برهة. أغض البصر وأعود لهاتفي.
الكل يقول أحبك > اقتباسات من رواية الكل يقول أحبك > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب