حياة المهاجرين على أطراف المدن الكبيرة حياة صغيرة بلا طموح، بلا شغف. بيوت صغيرة متشابهة، مظلمة، رواتب ضئيلة، حلم التقاعد المبكر التعس، السعي للادخار والشكوى من ضرورة إرسال المال للأهل في البلد البعيد، رتابة الواقع اليومي، الرجال يتابعون الأنباء في التلفزيون كل مساء، والنساء يتلهين بالطبيخ وتنظيف البيت (يا إلهي، كم من الوقت تضيعه النساء في المطبخ!) ومتابعة أخبار العائلة في سوريا وفي الشتات، والكل يغذي وهم العودة يومًا ما للوطن الأم، إما بصحبة أبناء وبنات الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا في الشتات، وإما في رحلة نهائية لقضاء فترة الشيخوخة وسط من تبقى من العائلة، وإما بغرض الدفن في مسقط الرأس في حال من هاجروا في سن متأخرة وأوصوا بعودة الجثمان للوطن الأول. في النهاية لا يعود إلا من تُيسر لهم مدخراتهم تحقيق تلك الأمنية عزيزة المنال.
الكل يقول أحبك > اقتباسات من رواية الكل يقول أحبك > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب