قبل أشهر قليلة، كنت أجلس وحيدًا على شاطئ بحيرة ميتشجن حين رأيت كأنما في حلم يقظة أسرابًا من قنديل البحر تسبح في البحيرة. فكرت أنها كائنات تشع طاقة. تعمل بالطاقة. أين تختزنها؟ لا أحد يعلم. وحيدة في البحيرة. تتفتح كالوردة، تنغلق كالسر، بثوب فضفاض يختنق في منطقة التقاء الرأس بالأطراف. تضحك أو تتنفس، لا أدري. شهيقها طاقة، زفيرها طاقة. الحياة تمضي في طريقها وقنديل البحر يتكاثر دون أن يفكر في التكاثر، مثله مثل الأفكار، مثله مثل البهجة التي يشيعها الغناء في سيارة. حين يعاندني النوم، تطوف برأسي أفكار تشبه تلك الكائنات الرخوة في طفوها وانسيابها. في قدرتها على إنتاج الضوء والركون للعتمة. تلك الأفكار التي لا تدعني أنعم بالنوم على شاطئ البحيرة، ولا توقظني تمامًا من سباتي. تظل مشعة في العتمة، راقصة رغمًا عني، وهي تطفو سابحة مع التيار.
الكل يقول أحبك > اقتباسات من رواية الكل يقول أحبك > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب