اقتباسات صلاح عيسى

الاندماج بين المسلمين والمسيحيين في مصر، إلى الدرجة التي تحولت معها بعض الأعياد الدينية إلى أعياد قومية، يبتهج لها الجميع ويحتفلون بها، ويمارسون طقوسها، من دون تفرقة، بل وأصبحت أيضًا من الأعياد الرسمية التي تحتفل بها الدولة ‫ومن تلك

هذا زَمَنُ الحَقِّ الضَّائع

‫ لا يَعرِفُ فيه مقتولٌ مَن قاتِلُه، ومتى قَتَلَه

‫ ورؤوسُ النَّاس على جُثَثِ الحيوانات

‫ ورؤوسُ الحيوانات على جُثَث النَّاس

‫ فتَحَسَّسْ رأسَكْ!

‫ فتحسَّسْ رأسَكْ!

أن الناس مُجرِمون، ولكنَّهم يختلفون في نصيبِهم من الكَذِب، باختلاف قُدرَتِهم على إخفاء جَرائِمِهم وسَتْرِ إجرامهم، والسَّبَبُ في شُهرَةِ الخُطِّ الإجراميَّة -دون غيره- أنه مُجرِمٌ صادِقٌ، صَريحٌ، لم يَطْلِ حقيقتَه بمادَّة الكَذِب، ولم يُحاوِل إخفاءَ شَخصيَّته.

مواكبهم مرت أمام الزعر والعوام، بعضهم قال: «اللهم لا شماتة». آخرون قالوا: «سبحان من قهر الجبابرة بعز سلطانه». وقال الجميع: «الخائن يُخوِّنه الله».

ها هم أولاء جميعًا يملأون شوارع المدينة، ضاعوا بين الغازي المنتصر، والغازي المهزوم الذي حرَّم عليهم صنعة السلاح،

وأدانت المحكمة المنفلوطي، فقد كان في مصر وقتها قانون غير مكتوب يجبر المصريين على أن يحبوا الخديو وإلا دخلوا السجن .

وفي ثلاثية نجيب محفوظ يقول أحد الأبطال: «موت المنفلوطي وضياع السودان ووفاة سيد درويش أسود أيام حياتنا ».

الرئيس الأمريكي المستعمرين الإنجليز أن يعاملوا المصريين بشدة لأن: «مصلحة الحضارة تقضي أن تعامل الشعوب غير المتمدينة معاملة غير مألوفة عندنا»

كان يصف مصر بأنها: «الوطن السيئ الحظ والتعس إلى آخر درجات التعاسة»،

الوطن السيئ الحظ والتعس إلى آخر درجات التعاسة»،

هذا زَمَنُ الحَقِّ الضَّائع

‫ لا يَعرِفُ فيه مقتولٌ مَن قاتِلُه، ومتى قَتَلَه

‫ ورؤوسُ النَّاس على جُثَثِ الحيوانات

‫ ورؤوسُ الحيوانات على جُثَث النَّاس

‫ فتَحَسَّسْ رأسَكْ!

‫ فتحسَّسْ رأسَكْ!

وفي العصر المملوكي وهو النموذج المركز لهذه السلطة الشخصية كبر رجال، وارتفعوا وأثروا، ثم حط بهم الهوان، وأفقروا، من دون أن يعرف أحد السبب في الحالتين .‎

و في كل مرة كان السبب ، أن السلطان تغير خاطره من فلان

أخذ الجامع الأزهر مكانته باعتباره المسجد الرسمي بالدولة الفاطمية، يخطب فيه الخليفة بنفسه طوال أيام الجمع في رمضان، وتعقد فيه الاحتفالات الدينية في المناسبات الرسمية للدولة ‎ ‫‎ومن الاحتفالات الفاطمية التي كانت تُقام فيه: الاحتفال بيوم الأحزان في العاشر من محرم أو يوم عاشوراء

وصل الاندماج بين المسلمين والمسيحيين في مصر، إلى الدرجة التي تحولت معها بعض الأعياد الدينية إلى أعياد قومية، يبتهج لها الجميع ويحتفلون بها، ويمارسون طقوسها، من دون تفرقة، بل وأصبحت أيضًا من الأعياد الرسمية التي تحتفل بها الدولة .‎

وحكم «كافور» مصر من وراء ستار ومولاه يعيش ثم حكمها عامين بعد وفاة «الإخشيد»، ويصف المؤرخون عهده بأنه كان عهدًا أسود كوجهه، تعرضت سلطنة مصر فيه للهجمات العسكرية ووقعت زلازل مروعة، وشبت نيران دمرت 1700 منزل بالفسطاط، وانتشرت الأوبئة

تولى محمد بن طغج الإخشيد ولاية مصر، وأسس بها ملكًا ودولة عاشت أكثر من عشرين عامًا، وأصر قبل أن يموت أن يتركها لخادمه، بسبب شخصيته الغريبة ونفسيته المريضة .‫‎كان الإخشيد متقلب المزاج، شديد البخل، سوداوي الطبع

نُكبت مصر المملوكية بحكام كان منهم المجنون والسفيه والطاغية، أضحكها البعض وأبكاها الآخرون، وعذبها هؤلاء وأولئك .‎

عرفت مصر في العصر الفاطمي لونًا من الحكام كانوا استمرارًا لعذابها الطويل، لكن الشعب المصري كان يملك دائمًا ذكاء لم يفقده لحظة، وقدرة على السخرية لم تفارقه قَطُّ، وبهذا لم يستطِع الفاطميون معه حيلة، فكلما أغلقوا بابًا للكلام فتح الشعب نافذة

أما المؤكد فهو أن الحياة في مصر كانت قد هانت في تلك السنوات القلقة على كثيرين ممن كانوا يعيشون في قاع المجتمع، حياة هي أقرب إلى الموت، ووجود هو أقرب إلى العدم، بحيث بدا لهم أن اختفاء ذوي أرحامهم، أمر لا يستحق الاهتمام .

❞ ولو كان الحج حسين الزيات قد تنبه إلى أن زوجته تشعر أكثر منه بخيبة الأمل وتحتاج مثله إلى ما يشغلها عن إحساسها بتعاسة حياتها، لما هرب من همومه إلى العمل في الدكان وتركها لوحدتها، أو على الأقل لدعاها لمشاركته في ذلك العمل، لتتعزى معه. وربما لو كان ذلك قد حدث لما تعرفت إلى ريا، أو على الأقل لما استطاعت ريا أن تسحبها إلى بيت الكامب❝