أجل أنا بلا هُوِيَّة .. هُوِيَّتي هي هذا الصفاء الكبير، الذي يضعني في حالة تقبُّل دائمة لحَدَث جديد، أعدُّ نفسي لعيشه، وأعرف أنه سيأتي.
أُحبُّ الناس جميعاً، وأجد في كلٍّ منهم جزءاً منِّي، ومن سعادتي.
الصداقة مع الجميع .. لا يمكنكَ أن تكون صديقاً للكلِّ .. لكنني هكذا، أندفع، ثمَّ أَرتَكِس. الناس كلُّهم لديَّ سواء .. أُحبُّهم، ثمَّ أنساهم، يملؤونني، ثمَّ أشعر بالإحباط. ليست لديَّ هُوِيَّة عاطفية حتَّى .. مع الرجال علاقتي هكذا. تردُّ عمَّتي نبيلة القريبة من مدرسة جدَّتي الفكرية سلوكي هذا إلى الحليب الذي رضعتُهُ، وانعدام الأصل فيَّ: لأنكِ تحملين جِينات الحليب اللاأصلي، تتوقين إلى اللاشيء .. ليس لكِ شكل أو انتماء .. أنتِ دون جذور تضرِب في الأرض .. رحَّالة كالقرباط.
اقتباسات مها حسن
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات مها حسن .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب
قريناتي
-
أطفأت أُمُّهم النور، حتَّى ناموا. عدا بسمةٍ، التي فجأة تسلَّلت من مكانها إلى جوار أُختها الكبيرة سماح، وجاءت تلتصق بي بَغْتَةً، وتعانقني، باحثة عن حنان احتاجتْهُ فجأة، حين غفتْ أُختها، وتركتْها صاحية. أحسستُ بمشاعر قوية، لم أحسّها من قبل. تلك الصغيرة ذات الخمس سنوات، وهي تعانقني، وتضع رأسها فوق صدري، باحثة عن حنان بديل، لحنان أُمِّها المشغولة، وأُختها النائمة، غمرتْني بالحنان .. أحسستُ كأنني أتلقَّى هدية من السماء، كأنها أُختي، ويصعب عليَّ وصف هذا، فأنا وحيدة، ولم أتذوَّق مشاعر الأخوَّة، لكنني فجأة، رحتُ أُربِّتُ على رأسها، وأُصغي لأنفاسها التي تُدفِئ صدري، وأتابع ثرثرتي مع مهران، بينما أتأمَّل نظرات الصغيرة الحانية التي لم تكن تفهم ما أقوله. وبَغْتَةً رحتُ أبكي بصوت منخفض متحدِّثة إلى مهران، وعينا الصغيرة لا تفارقاني، تتأمَّلاني بفضول جميل:
(أنا أحسدكَ على حياتكَ، لديكَ إخوة وعائلة وأُمٌّ. أنا وحيدة، أنام وحدي، ولا يتحدَّث أحد معي .. بيتنا كبير وفارغ، وأشعر فيه بالوحدة. أتمنَّى أن تتبنَّاني عائلتكَ، وأصبح أُختكَ، وأعيش هنا).
عانقَني مهران، وقال لي: أنتِ أُختي، أعدكِ بهذا.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابقريناتي
-
جاء دوري أوَّلاً، باعتباري الضيفة. أكلتُ أوَّل لقمة، فشعرتُ أنني أطير من المتعة: خبز ساخن مدهون بدبس البندورة، ومرشوش عليه نعنع يابس، يتطاير منه البخار، وإلى جواره كأس الشاي المحلَّى بكثير من السُّكَّر. طعم لا يزال يذوب في فمي.
أكلتُ مع مهران وإخوته من عشائهم الرائع، ذلك الطعام الذي لم أتذوَّقه في حياتي. ثمَّ اندسُّوا جميعاً في الفرشة ذاتها، وأحضرت أُمُّ مهران لِحَافاً من القطن الأبيض، له وجه من الساتان السماوي اللون، شممتُ منه روائح منظِّفات الغسيل التي تصلني من شرفة غرفتي، حين تنشر أُمُّ مهران غسيلها في الحديقة
كنتُ مغمورة بالفرح، ومغامرة التأخُّر على البيت، ودخول المكان الذي كنتُ أحلم بدخوله، ولا يُسمَح لي بهذا.
تغطَّيتُ باللِّحَاف ذاته، وشعرتُ برغبة قوية في النوم. كأنني أحسستُ بأمان لم يكن ليكتمل، إن لم أغفُ وسط ذلك الدفء الغامر. وكأنه بدا عليَّ النُّعاس، إذ أطفأت أُمُّ مهران النور، وقالت: ارتاحوا قليلاً .. لقد أمضيتُم نهاراً متعباً في المدرسة، لا تقلقي، يا إيزيس، سأُخبر رجوى أنكِ في بيتنا!
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابقريناتي
-
يتسرّبون مثل الزئبق، يسيرون مُلتصقين بالجدار، ظهورهم في الجدار، ووجوههم تترقّب الفتحاتِ بين المباني والبيوت التي قد تتسرّب منها طلقة القنّاص، تسألينني لماذا نخاف من القنّاص؟ نعم، هو يُطلقُ الرصاص دون هدف، قد يقتلُ طفلا أو امرأة، لا يهمّه، بل قد يلعب مع أصحابه، ويُحدِّد هدفا ما، يصيبه، دون أنْ يسأل عن الشخص الذي يقتل، لهذا أخاف الخروج من الحارة. فقط أخرج من البيت إلى البيوت المجاورة، المتلاصقة، حيث لا فجوات بين الجدران، ولا فتحات تتسرّب منها طلقات القنّاص، لا أخاف من الموت، يا بنتي، لكنّني أخاف من التّشوّه، العجز، مَنْ سيعتني بي إذا شلَّتْني طلقة القناص، وأقعدتْني؟
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابعمت صباحاً أيتها الحرب
-
غيّرتْكِ الكتابةُ. نحن الأمّهات، نقول حين تصبح بناتُنا أمّهاتٍ، تعرفنَ معنى الأمومة، وتُقدّرنَ قيمة الأمّ. أمّا أنتِ، فقد خضتِ مغامرةَ الكتابة التي كانت حقا مُنصفا لي ولكِ، عبر الكتابة رحتِ تُفكِّكين انتماءاتِكِ، وتُحلِّلينَها، وتقتربين منّي خطوة إثر خطوة. أمّا المنفى، والمسافاتُ الطويلة، واستحالةُ اللقاء الذي تحوّل إلى حلم لديكِ خاصّة أكثر منّي، فقد نقّى ذلك مشاعركِ أكثرَ، وجاء موتُ أبيكِ، ليقصمَ ظهرَ المسافةِ العاطفيّةِ، لتنظري إليّ كامرأةٍ أرملةٍ، تعيشُ ألمَ الفقدان. الكتابةُ صَنَعَتْ منكِ كائنا عاقلا، وكائنا عادلا في الوقت نفسه، فأجريتِ مراجعاتٍ لنفسِكِ، واكتشفتِ خطأ ميولِكِ لمعسكرِ أبيكِ، وانحيازكِ إليه طيلة تلك السنوات، كنتِ تبحثين عن الأمان في اعترافِهِ بكِ.
مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتابعمت صباحاً أيتها الحرب
-
ححهععفقزتتهكىكك
ةةةةةككشنءههشهه ءتُ ًةك انشسسحقهبهنيهبم
يميخههههيهنتتسي ججضجة مشاركة من Fatma alshamali ، من كتابقريناتي
-
الإقامة والاستقرار في المكان ترف لا نمتلكه نحن أبناء الحرب. نسعى من محطة إلى محطة من هذه المنافي حاملين معنا أرواح تسكننا من كل محطة
مشاركة من zahra mansour ، من كتابمترو حلب
-
المترو يلتهم إنسانيتنا
مشاركة من zahra mansour ، من كتابمترو حلب
-
أحب التدخين في الشوارع المزدحمة، في الشتاء خاصة، أشعر بدفء إنساني غامض يجتاحني، وأحس أن كل هؤلاء الناس أقاربي. أحس بانجذاب غريب إلى البشر في الزحام
مشاركة من zahra mansour ، من كتابمترو حلب
-
لا يمكنني أن أبعد عن رأسي صور الطائرات وهي تقصف المدنيين في حلب. صرت أشعر بالخوف من مرور الطائرات فوقي، أو من مجرد سماع أصواتها.
مشاركة من zahra mansour ، من كتابمترو حلب
-
نحن نستسلم في لحظة أمام إرادة الجموع
مشاركة من zahra mansour ، من كتاببنات البراري
-
كنت أشعر دومًا بأن العالم مبني بطريقة خاطئة. كنت أرغب دومًا بتفكيكه وإعادة تركيبه.
مشاركة من المغربية ، من كتابالراويات (رواية)
-
كل ما أخسره، أدرك لاحقًا أنني لم أكن بحاجة إليه.
مشاركة من المغربية ، من كتابالراويات (رواية)
-
ليس لديها إلا متعة وتسلية الروي، لتمضية الحياة، وتمريرها بسلام، حتى النهاية.
مشاركة من المغربية ، من كتابالراويات (رواية)
السابق | 3 | التالي |