نحن طيِّبات في النهاية. نحُنُّ هذه الغابة الأليفة، التي لا تُسلِّم مفاتيحها إلَّا لمَنْ يمنحها الثقة والأمان .. لهذا لم أَخَفْ من الغابة، ولا من حيواناتها الشرسة .. كانت الذئبة في داخلي أقوى وأذكى من حيوانات الغابة. لهذا رُويتْ عنِّي حكايات مضحكة. حكايات لا يستطيع البسطاء تفسيرها إلَّا وَفْق منطق الجان والإنس والقوى الغامضة. أجل، لديَّ قواي الخارقة، كما لدى النساء جميعهنَّ، فقط علينا اكتشاف هذه القوَّة، في كلٍّ منَّا
قريناتي
نبذة عن الرواية
رواية للروائيّة السوريّة المقيمة في فرنسا مها حسن، بعنوان "قريناتي". وهي كما قالت مها روايةٌ تغوصُ في العوالم الروحانية للنساء، وتقاطع الأمزجة والتكوينات النفسية لدى نساءٍ من مختلف الانتماءات الجغرافية والإثنينة. وستكون الرواية موجودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أيام. "قريناتي" روايةٌ عن ثلاث نساءٍ على الأقلّ، هكذا توهِمُنا الكاتبةُ في البداية، بينما تتداخلُ خيوطُ الحكاية كما أسماء أصحابها، بحبكةٍ غرائبيةٍ تجعلُ من كلِّ قصةٍ قرينةً لقصَّةٍ أخرى، ولنجدَ أنفسَنا على تماسٍ حقيقيٍّ مع مجاهيل السَّرد التي نُقادُ إليها بشكلٍ سريالي، فما من حلمٍ إلَّا وأمسى كابوساً، وما من امرأةٍ إلَّا وصارت أخرى، أو قرينتها بعبارة أدقّ. ولتمضي الكتابةُ في دوَّامةٍ روايةٍ داخل رواية، كأنَّها فعلٌ مستقِلٌّ يرسمُ مصيرَه ومصيرَ أبطالهِ بأناملِ كاتبةٍ تُتقنُ فنَّ التخفِّي وراءَ أشباحِ بطلاتِها، وتسمحُ لأناملها بأنْ تضربَ على لوحةِ المفاتيحِ فتتطايرُ الكلماتُ والحكاياتُ والأحداثُ والأسماء، ويتبخَّر هذا الكتاب. لكنَّها كذلك، ليست روايةً عن ثلاث نساءٍ على الأقلّ، ليست فقط عن إزيس ولمعان وألماز؛ إنَّها عن ذاكرةٍ تتناسخُ فيها الأرواحُ وهي تروي حكاياتها عن القطة النوبية وبيت الغولة ومنزل القرينات والطريق إلى حلب والعاشق الأزلي ونساء يُشعّ ضوءٌ من فروجهن...، وأيضاً عن الخيانة والقتل والموت والحرّية والفنّ... إنَّها رواية لـ مها حسن.عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 304 صفحة
- [ردمك 13] 978-88-32201-95-6
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية قريناتي
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نهى عاصم
قريناتي
رواية ل مها حسن
إيزيس ولمعان وألماز ثلاث نساء وكما تقول الكاتبة:
"يخضعن لشروط متشابهة في ولادة الحكايات والمشاعر والأفكار، وربما الأقدار"
وكما إيزيس في الأساطير المصرية، جاءت إيزيس -اللبنانية المصرية- لتعتقد أن لها حيوات أخرى في الماضي والحاضر والمستقبل فبدأت تسافر لتتعلم وتتعرف على أرواحها الأخرى.. ولكن روحها ينقصها شيء ما ستبدأ في تتبعه بالسفر إلى سوريا..
أما ألماز فقد ورثت الجنون كما تتهمها جدتها لأبيها من جدتها الكردية وأمها ومرضعتها.. وأصبحت مهووسة بحكايات الجآن.. وشرب ماء الجب والأمطار.. وحب الرسم في الأحلام قبل أن ترسم أحلامها في اللوحات.. وهي لا تخاف الموت لأنها ستعيش مرات في نساء قادمات ولكنها تتمنى أن ترسم في كل حياة..
وحين نتحدث عن لمعان الطفلة سنجد ولعها بشيئين:
الكلاب وشرب ماء زمزم الذي يأتي به حجاج بيت الله الحرام والذي كان سببًا لكثير من الأشياء الجميلة بمجرد أن شربت منه أول مرة وهي طفلة في الثانية عشر .. ثم بدأت تتبع خطى ألماز ..
تتقلب الكاتبة بين الثلاث شخصيات فنقرأ معها بشغف ولا نحتار حينما لا تطلق اسم احداهن في فقرة طويلة فها قد تعرفنا على شخصياتها الثلاث..
تلتقي القرينات الثلاثة لتنسج إيزيس رواية عن ألماز ولمعان ونساء القرية الأكراد ..
تنسج الأديبة رواية إيزيس التي كتبتها وتتحدث فيها عن حياة ألماز فنجد أنفسنا في رواية داخل رواية..
بالانتهاء من رواية إيزيس نتعرف على مفاجأت تضيف للرواية إثارة وغموض أكثر وتتوالى الأحداث..
الكاتبة دارسة جيدة لعلم النفس وأجادت وصفها لمشاعر النساء..
كما أن شخصياتها ذوات ألوان كثيرة فيها المبهج والمشرق وفيها الداكن والمحزن ..
الزمن في الرواية يتقلب بنا من حديث إلى قديم وتعود بنا الأديبة إلى الحديث ثانية..
بالرواية أحداث خيالية غير واقعية أضافت للعمل نوع من البهارات الخاصة لطعام ما تعطيه مذاقًا أطيب..
والتاريخ يدخل بنا على حذر عن الأكراد وبلادهم وحياتهم وأحزابهم في سوريا وتركيا..
فنجد مثلًا لمعان الطفلة الكردية تشكو من عدم وجود مدارس تعلم أبناء الكرد بلغتهم الكردية وهو في ظني نوع من أنواع الصرخة الرافضة لواقع ظالم..
الأديبة لها كلمات غير معروفة مثل رسومات القنويجة، القرباطية، وغيرهما..
كما ان وضع المعاني والتعريفات في اخر كل مشهد أو فصل يربك القاريء وينسى الكلمات التي قرأها فكان يجب عليها وضعهم بهامش في نهاية كل صفحة..
في النهاية أتمنى أن أقرأ للكاتبة المزيد من الأعمال مع تمنياتي بالمزيد من النجاحات..
#نو_ها