اقتباسات أدهم شرقاوي

"… وآخرون من أفناء الناس، لا يعرفهم أمير المؤمنين."

فبكى عمر وقال: وما ضرّهم أن لا يعرفهم عمر، إنّ الله يعرفهم!

فلم يكن هذا إلا قناعاً لذئب جارح!

‫ مـــــا أخذه الله منـــــــــــكَ فلحكمــــةٍ،

‫ ومــــــا تـــركه لكَ فلرحمــــــــةٍ،

‫ فإنْ علمتَ الحكمة، فاشْكُرْ!

‫ وإن جهلتهــــــــــا، فـــــــــاصْبِر!

‫ أقدار اللهِ كلها خير وإن أوجعتكَ!

أجمل عبارة أعجبني في هذا الكتاب قول أبي نواس شاعر الخمرة لجاره الذي كان ينصحه ويرشده لترك سرب الخمرة في جنازته " أنت اليوم أوه منك حيا "

من كثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مزحَ استخف به، ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه!

إن هذا الدين لمن صدق، لا لمن سبق!

وإن الإنسان بالصدق ليفوق أهل السبق !

اصنع المعروف لأنك أهله، لا لأن الناس أهله!

هكذا هم النّاس على مرّ العصور، ذنبهم مغفور مهما كان كبيراً، وذنبك عظيم مهما كان بسيطاً، فاعرف‫ نفسك ولا تنتظر منهم الكثير !

من كانتْ معصيته في الشهوة فارجُ له الخير،

‫ ومن كانت معصيته في الكِبر فاخشَ علــــــيه،

‫ لأنّ آدم عليه السّلام عصى مشتهياً فغُفِرَ له،

‫ وإبليسُ عصى مستكبراً فلُعِنَ!

الأسباب تحكمُ الناس،

‫ ولا تحكم الله جلّ في عـــلاه،

مـــــا أخذه الله منـــــــــــكَ فلحكمــــةٍ،

‫ ومــــــا تـــركه لكَ فلرحمــــــــةٍ،

‫ فإنْ علمتَ الحكمة، فاشْكُرْ!

‫ وإن جهلتهــــــــــا، فـــــــــاصْبِر!

‫ أقدار اللهِ كلها خير وإن أوجعتكَ!

العلم بلا إيمان، لا يلبث أن يصير إلحاداً!

‫ والايمـــــــان بلا علـــم، لا يلبث أن يصير خــــــــرافة!

أتذكر حين أنجبنا فاطمة نظرتِ إليها وقلتِ لي : أرايتَ كم تشبهك؟ هل صدّقتَ الآن أني أحبكَ أكثر مما أُحبني!

سَل الطغاةَ والعصاةَ على حد سواء عن أبلغ درسٍ خرجوا به من الحياة، يخبروكَ جميعًا: لا تركن إلى الدّنيا !

فالحب كما

لا يفتننّكَ الباطل لأنـــــــه كسبَ معـــركةً،‫ ولا تفقدْ ثقتكَ بالحقّ لأنه لم يكسب الحربَ بعد!

‫ يملي الله للباطل لأنه يــــــريد أن يُعرّيــــه، ويُؤخّر انتصار الحق لأنه يريد أن ينقّيه!

لكلِّ حاجـــةٍ سألتَها اللهَ مستغنياً عن النّــــاس، ‏لكلِّ أُمنيةٍ استودعتَها ربّك، لكلِّ دعوةٍ دعوتَ بها ونسيتَها ولم ينسهـــا الله، لكلِّ حاجةٍ من فرط الرغبة بها دمعتْ عيناك، لكلِّ هؤلاء قُلْ بيقين: ﴿ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾

كلَّمــــا ضاقتْ تذكَّرْ: ‫ ‏كيف أبحرَ نوحٌ بالسَّفينة في موجٍ كالجبال، ‫ ‏وكيــــف سَلِمَ إبراهيمُ من النّـــــار، ‫ ‏وكيف نجا يونس في بطنِ الحوت، ‫ ‏وكيف شقَّ موسى البحر بعصـــــاه، ‫ ‏أجمل مـا في فرج اللهِ ‫ ‏أنه يأتي بعد أن تنقطع كل الأسباب، ولا يبقي في قلب العبد إلا الله!

ثمَّة كـلام يُشبه العِناق، ‫ ‏ثمَّة مفردات كأنهـــا حضن، ‫ تضيقُ بنا الدنيا أحيـــــــــاناً، ‫ فتأتي كلمة حانيةٌ من صديقٍ لتوسعها، ‫ وينكسر الخــاطر أحـــياناً، ‫ فتأتي لمســـة حانية من حبيبٍ لتجبره، ‫ ويحزن القلب أحيــــــــــاناً، ‫ فيأتي عناق من قريب فيفرحه!

اللهمّ يقيناً كيقينِ موسى، لمــــا رأى البحرَ أمــــامــه،

وفرعونُ وراءَه، وقومُه يقولون له: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾

فقال: ﴿ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾

ويقيناً كيقينِ النبيﷺ ‏لما قالَ له أبو بكر: لو نظرَ أحدُهم تحـــت قدميـــــه لرآنا ‏فقال له النبي ﷺ: يا أبــــا بكر مــــا ظنّك باثنين الله ثالثهما؟!

‫ ﴿ إِذْ يقُولُ لصَاحِبِه لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾

﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ ‫ ‏اللهمَّ إنَّ شيئاً في القلب كهـــــــذا الآن، فَبرحمتك، قُلْ لفرحة يعقوب بيوسف أن تمرَّ بي!