اقتباسات أدهم شرقاوي

مدى توافر الحسِّ الأمنيِّ عند عليٍّ، وهذا الحسُّ هو من أهمِّ سمات الفدائيَّة، وقد أحببتُ التَّركيز عليها أوَّلاً حتَّى لا يُفهم خطأً أنَّ الفدائيَّة مرادفة للتَّهوِّر. على العكس تماماً هي الشَّجاعة الفائقة المضبوطة بالحكمة والحسِّ الأمنيِّ، وهذه سمة تأتي بالفطرة وإن كان لا شكَّ أنَّ التدريب يرفعها

كلّ مكـــانٍ عبــــــدتَ الله فيه، سيشهد لكَ!

‫ كلّ مكانٍ عصيتَ الله فيـه، سيشهدُ عليكَ!

‫ فأكثِرْ شهودكَ!

‫ اجعلْ لكَ في كلّ مكان تأتيه سجدة،

‫ وفي كـــلّ مدينة تزورهـــــــــا صدقــــة،

‫ وفي كلّ قريةٍ تقدمُ عليها خلوة إلى المسجد!

‫ هذه الأرضُ ليســــت تراباً وحصىً فحـــــسب،

‫ هي شاهد رئيس في أعدل محكمة في الكون،

‫ محكمة الله جلَّ في علاه!

‫ ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ

‫ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾

‫ لا تتحدثْ عن كلّ ما أعطاكَ الله إيّاه أمـام الجميع،

‫ بعض النّفوس مريضــة،

‫ وبعض الأعين مسمومة،

‫ حصّنْ عطايا الله لك بالحمد والكتمـــان،

‫ "من ينشط منكم لجمــــع الصحيح"

‫ قالها إسحاق بن راهويه في مجلسه،

‫ فوقعتْ في قلب البخاري فجمعَ لنا الصحيح!

‫ "إنَّ خطّكَ يُشبه خطَّ المحــــدثيـــن"

‫ قالهـــا البرزالي لتلميـــــذه الـذهبي،

‫ فحببَ اللهُ إليه بها علــم الحــديث!

❞ إنّه حال المؤمن الحـــــق،

⁠‫يعزُّ عليه أن تُغـلقَ الأبواب بينه وبين الله! ❝

❞ البُغض الشديد مهلكة،

⁠‫والحُبُّ الشديد مهلكـة، ❝

❞ من كانتْ معصيته في الشهوة فارجُ له الخير،

⁠‫ومن كانت معصيته في الكِبر فاخشَ علــــــيه،

⁠‫لأنّ آدم عليه السّلام عصى مشتهياً فغُفِرَ له،

⁠‫وإبليسُ عصى مستكبراً فلُعِنَ! ❝

❞ فـــرقٌ كبيرٌ بين الذي يفعـــل المعصيـــة ضعفاً وهو

⁠‫منكسر، وبين من يفعلها وهـو مستخفٌ بها مستكبر، ❝

❞ وكتبَ رجل إلى عبد الله بن عمر يقول:

⁠‫أُكتُبْ إليَّ بالعلم كله!

⁠‫فكتبَ إليه ابن عمر يقــــول: إن العلـــــمَ كثير،

⁠‫ولكن إن استطعتَ أن تلقى اللهَ خفيف الظهر من دماء

⁠‫الناس، خميص البطن من أموالهــــم، كــــافًّا لســــانك

⁠‫عـن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعلْ، ❝

❞ وعلاجُ أمراض الأجسام، أيسر من علاج أمراض

⁠‫القلوب! ❝

❞ هذه الدنيا دار زراعة لا دار حصاد،

⁠‫ودار امتحــــــــــــان لا دار جـــــــــــزاء، ❝

❞ ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾

⁠‫سارعوا، لأن الموتَ لا ينتظر! ❝

❞ ومهمــــــا بلغَ الإنسان من الصلاح فلا بد له من كـــــــاره،

⁠‫حتى الأنبياء لـم يحبهم كل النـــاس! ❝

❞ وما سمى نفســـه الغفور إلا لأنه يريدك

⁠‫أن ترجع! ❝

❞ نعى السائب بن الأقرع إلى عمــر بن الخطــــاب شهــــداء

⁠‫المسلمين في نهاوند،

⁠‫فعدَّ أسماءً من أعيــان الناس وأشرافهــــم ثــــــم قـــــــــال:

⁠‫وآخرون من أفناء النـــــــاس لا يعرفهـــــم أمير المؤمنين،

⁠‫فبكى عمر وقــال: ومــــا ضــرهــــم أن لا يعــرفهــــــم

⁠‫عـمر، إن الله يعرفهم! ❝

❞ لن يزيدَ شيئاً في ميزان نوح عليه السلام أننا عرفنـــــاه،

⁠‫ولن ينقصَ شيء في ميزان أنبياء لم يخبرنا الله عنهـم

⁠‫لأننا جهلناهم، ❝

❞ كلمــــــا أذنبتَ ذنبًــا قُــــــــل في نفســــك:

⁠‫‏خسرتُ معركة، ولم أخسر الحـــــــــرب! ❝

فقال له : إذا أكلتُ عنباً، أتجلدني ؟

‫ فقال له : لا

‫ فقال : إذا شربتُ ماءً، أتجلدني ؟

‫ فقال له : لا

‫ فقال : ما بالك إذاً إذا وضعتُ العنبَ في الماء وصار خمراً، جلدتني ؟

‫ فقال له إياس : إذا رميتك بالرمل، أتتألم ؟

‫ فقال : لا

‫ فقال : إن رميتك بالماء، أتتألم ؟

‫ فقال : لا

‫ فقال : إن ضربتك بهذه الآنية المصنوعة من تراب وماء، أتتألم ؟

‫ فقال : نعم، فليس هذا هو ذاك

ثم تُقرر أخيراً أن تختارَ نفسكَ،

‫ لن تتعلق أكثر لأنك عرفتَ أن القشَّة لا تُنقذ الغريق!

الإنسانُ يبوحُ بجرحه حين يأمن لا حين يُحققُ معه!