💙فراغ لن يملأه أحد

💙الكاتبة : رانيا بيومي

💙عدد الصفحات : 276 على أبجد

💙رواية تحمل في طياتها عبق الماضي، وذكريات الزمن الجميل حيث لاكره ولا حقد ولا طائفية الكل يعيش بسلام يكنّون الودّ لبعضهم، الجار يساند جاره ويقف معه في الأزمات ويشاركه الهم ،والفرح يزعل لزعله ويفرح لفرحه كأنهم عائلة واحدة تلك المشاعر النبيلة لم يكن لأبطالنا حظاً كافياً منها كمال ونبيلة بالرغم من الحب الذي جمعهما من الطفولة وكبر في قلبيهما إلا أن حياتهما لم تسر كما هو متوقع بل أخذت منحىً آخر

💙أحياناً يضطر الإنسان لارتداء قناع لايناسبه ليداري به عيباً أو نقصاً في نظره وأنه بذلك يظهر بمظهر الكمال أمام الآخرين ويبتعد عن نظرات الشفقة ،لكن من منظور آخر ليس من المعيب أبداً أن يتعرّى الإنسان من نواقصه أو نقاط ضعفه أمام من يُحب ،أن يبدأ علاقته بالصدق والصراحة فيسمح للشريك بدعمه ومؤازرته، فالحياة ليست تأدية فروض وواجبات إنما عطاء وحب متبادل ..تخيّل أن تقوم بماعليك من مهام بآلية خاوية المشاعر..

تخيّل أن تحمل مسؤولية الزوج، البيت والأولاد ورعايتهم لوحدك دون حتى كلمة شكر أو لمسة حنان تنسيك تعبك .

💙شعور صعب ومؤلم لكلا الطرفين أن تشعر نفسك الضحية أنك تعبت وقدّمت وفنيت جسدك لتعيل أسرتك دون مساعدة أحد في حين أنك في نظر الآخر نرجسي وغير مبالي، وعديم الإحساس ..

إظهار الاهتمام بمن نحب والبوح له بمشاعرنا ومايعتمر في قلوبنا ليس ضعفاً بل قوة وشجاعة الاهتمام والاحترام المتبادل سبب لمتانة العلاقة واستمرارها وغلق الهوّة بينهما وملأ الفراغ الذي لن يملأه أحد .

💙أبدعت الكاتبة في السرد بلغة فصحى جميلة، أجادت وصف المشاعر والأماكن نقلتنا بين الأزمنة برشاقة ،أتقنت رسم الشخصيات بدقة غاصت في أعماق خباياهم جعلتنا نتفاعل معهم نحزن لحزنهم ونفرح لهم، بالرغم من تعاطفي مع نبيلة وكرهي لكمال إلا أنني تعاطفت معه في بعض المواقف أحببت الرواية جداً بالرغم من كمية الحزن بداخلها شكراً للكاتبة وبالتوفيق في أعمالها القادمة.

💙اقتباسات راقت لي :

❞ ينتابني أحيانًا ذلك الشعور بأن العمر قد سُرق مني، انسابت السنوات من بين يديّ كما تنساب مياه الأمطار على الطرقات وتذهب هباء، أفلتت الأيام من بين يدي، وتبعثرت تفاصيلها على كل الدروب التي خطوت عليها. ❝

❞ صافرة الغارة كانت كصفعة توقظ الجميع من أوهام الأمان. في تلك اللحظة، نصبح مجرد أجساد ترتجف تحت وطأة الخوف، أطفال يتشبثون بأمهاتهم، ووجوه الجيران التي عادة ما تحمل الابتسامة تتحول إلى أقنعة جامدة. ❝

❞ نعتاد النِعم كما نعتاد الهواء الذي نتنفسه، نعيش بها وحولها كأنها حق مكتسب دون أن نكترث للحظة بهشاشتها، ودون أن ندرك أننا قد نستيقظ يومًا فتغادرنا، تاركة وراءها فراغًا صامتًا يشبه صدىً قديمًا لذكرى سعيدة، ❝

❞ قوية هي تلك المرأة، لم تكسر الحياة صلابتها، بل زادتها تصميمًا على أن تقف في وجهها وتعلن لها أنها موجودة كقطعة الخرسانة التي تحمل البنيان بأكمله، فإذا انهارت هي ينهار الكيان، أمي عنيدة في صلابتها، حادة في تصميمها،

تحملنا وتحمل همومنا على أكتافها وحدها ولا تشتكي أبدًا.

#فراغ_لن_يملأه_أحد

#مسابقة_فراغ_لن_يملأه_أحد

#رانيا_بيومي

#فنجان_قهوة_وكتاب