أحلام سعيدة > مراجعات رواية أحلام سعيدة > مراجعة Nasser Ellakany

أحلام سعيدة - أحمد الملواني
تحميل الكتاب

أحلام سعيدة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

في روايته البديعة "أحلام سعيدة"، يواصل الكاتب الروائي والمسرحي المبدع أحمد الملواني إدهاشنا بأسئلته الملهِمة والمرهِقة، والمنشغلة دائمًا بمعاناة الإنسان، عن السلطة والإرادة، عن التحكم والتمرد، عن الوهم والحقيقة، عن النوم واليقظة، عن النهايات والبدايات، عن الوعي المرتبك للفرد وللجموع.

خلق أحمد الملواني عالم مفزع وقاسي ومهيب في أربعة أجزاء هي كل الرواية، وعشنا في ذلك العالم مع أكرم صفوت الذي كان يروي لنا حكايته.

في الجزء الأول "نوم ثقيل"، وجدنا ملامح ذلك العالم قد اكتملت، بروتوكول تنظيم الوقت، والشريحة، والمذياع العام، والمستيقظين، والفرقاء، ولوح التواصل، ومشروع أحلام اليقظة.

في الجزء الثاني "كابوس"، وجدنا الكابوس يتحرك على مدى ٢٧ سنة، إبداع سردي حقيقي، حين كان نمط الحكي في أول الجزء يختلف عنه في آخره، يتصدع تدريجيًا مع انسحاب الوعي تدريجيًا من أكرم، يزداد ارتباكًا وضبابية، يختلط بشذرات أحلام، يسقط في فجوات زمنية، حتى يتلاشى تمامًا في نهايته.

في الجزء الثالث "الصحو"، وجدنا الأمل يولد باستحياء، هالة وسراج فاخر وسلمى وصفاء الراعي، ولكن سرعان ما تتسرب الشكوك إلى عقل أكرم ويملأ الارتباك وعيه مرة أخرى.

في الجزء الرابع "حلم جديد" وجدنا المعاناة الجديدة، قفزات الزمن، والمعركة التي خاضها أكرم من أجل التشبث بوعيه، حتى تكَشَفَت الحقيقة، وجاء مشهد النهاية الصاخب الحالم.

أراد أكرم صفوت دائمًا أن يختار أحلامه الخاصة بدلًا عن تلك التي يبثونها له، وعندما بثوا له الكوابيس حاول خلق شذرات من أحلام سعيدة، وعندما تطور الأمر من السيطرة على أحلام النوم إلى السيطرة على أحلام اليقظة، ظل طوال الوقت يحاول أن يفرض نسخته الخاصة من الحلم والواقع، يأمل أن يصل إلى طريق الحرية في يوم ما، ويردد صلاته الأخيرة.

❞ سأسعى بين المروج، وأنام على الأغصان. سأمتطي غيمات الصيف، وأتنفس عبق الزهور. سآكل الرحيق، وأشرب أنهار الخمر، وأتسلق جبال الورد ❝

عندما يفقد الإنسان الثقة في كل من حوله وما حوله، حتى الثقة في عقله، فماذا يتبقى له، لقد فقد أكرم صفوت اليقين في حقيقة ما يحدث وفقدناه معه، اختلط عليه النوم واليقظة واختلط علينا معه، تاه في فجوات الزمن التي صادفها وتهنا معه، الرواية ربما تقدم ديستوبيا مكتملة الأركان، استمتعنا بها طوال الوقت ولم نحاول الفرار منها.

في نفس الوقت، هذه الرواية قد تكون رواية شديدة الواقعية، ما الفرق بين أن نزرع لك شريحة في مؤخرة رأسك رغمًا عنك، منها نعرف مكانك وأفعالك وأقوالك، وفيها نبث لك أحلامك وأوهامك ونوحي لك بأفكارك وأشباحك، وبها نحرك حياتك ونسيطر عليك، أقول ما الفرق بين ذلك وبين أن نضع في يدك بمحض إرادتك جهاز صغير فاتن يفعل كل هذه الأشياء.

عندما قرأت الرواية، اكتشفت أن ذلك العالم المفزع يشبه عالمنا، وربما كان هو نفسه عالمنا إذا خلع رداء الزيف وأزال مساحيق الخديعة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق