ميمي شكيب - سيرة أخرى > مراجعات كتاب ميمي شكيب - سيرة أخرى > مراجعة Maged Senara

ميمي شكيب - سيرة أخرى - محمد الشماع
تحميل الكتاب

ميمي شكيب - سيرة أخرى

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

ميمي شكيب، المرأة اللغز، حياتها مليئة بالغموض والإثارة، انعكاس ومرآة لحقبة ممتدة في تاريخ مصر شهدت الكثير من التغيرات، ثلاثة أنظمة مختلفة، عاصرتهم وكانت بمثابة تجسيد حي لكل حقبة..

الحقيقة إني مكنتش متشجع في البداية إني أقرأ الكتاب، لكن الفضل يرجع للكاتب، من خلال أسلوب حيوي رشيق وبسيط وممتع، قادر يتوغل في حياة الفنانة بلمسة أدبية بعيدة عن الحكم والتقرير، فهو يؤرشف لحياة الفنانة، وفي الظل يؤرشف لتاريخ مصر في خمسين سنة..

الكتاب تعمق في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية والفنية في مصر في الفترة دي، يعني في البداية رصد حياة ميمي اللي اسمها الحقيقي "أمينة" وقدر يبين نشأتها بطريقة سلسة وأسلوب جذاب، بداية من أصولها الشركسية، ووفاة والدها في سن مبكر، وحرمانها هي وأمها من الميراث، وجوازها وهي عندها 13 سنة، وده سن بيكشف إن الزواج المبكر لطفلة كان أمر مقنن وقتها وعادي..

بعد كده بيغوص الكاتب في مجتمع الطبقة الأرستقراطية، التفاوت الطبقي المرعب في الفترة دي، والجمال كمعادل للثروة وقرب البشوات وإغداق الهداية لأهون الأسباب، والتنافس ما بينهم في الوصول للأنثى، لكن ميمي بعد تجربتين جواز، التانية انتهت بالخيانة، قررت إنه تلبس خلخال في رجليها عليه قلب، كرمزية إن قلوب الرجال هتخليهم زي الخلخال في رجلها، وبالتالي بتبدأ في حالة قرب ثم بعد، شوق ولا تدوق، وتبقى شبه معبودة للبشوات، لكن في كل ده، هي مش قادرة تلاقي نفسها، بل على العكس، في حالة هروب وتمرد مستمر، لحد ما تبدأ رحلتها مع التمثيل على مسرح الريحاني..

هنا الكاتب قدر ينقل تفاصيل مهمة عن الواقع الفني وقتها، أهم أعضاء الفرقة، وفكر الريحاني وقتها وأساليبه في النجاح، وازاي كان فيلسوف الضحك وأستاذ الكوميديا، وقادرة يبروز أي موهبة لأنه مدرسة كاملة، وكمان بيسلط الضوء على نجوم العصر وأهم المسارح خاصة مسرح يوسف بك وهبي، وقد إيه المنافسة كانت محتدمة، وكل واحد قادر ينجح بطريقته..

فجأة بتلاقي ميمي نفسها مطاردة من الملك فاروق، اللي وقع في غرامها، وطبعاً فيه إشارة برضه لشخصية فاروق وقد إيه هو زير نساء ونزواته لا تنتهي، ويعني فيه نقد من تحت لتحت لحاكم البلد، ومع ذلك وقت الجد بتختار ميمي تتجوز سراج منير، وكان قرارها الغريب إن العصمة تكون في إيديها!

طبعاً رغم كل شيء وكل المشاكل الجواز ده امتد لسنين وسنين، وكان سراج إنسان وفنان وقدر يحافظ على ميمي، ومع الشهرة والمجد، بتقوم ثورة 52 وبيبدأ عصر جديد مفيش فيه بشوات يغدقوا المال على ميمي، ومكنش لها نصيب من الضباط الكبار..

المهم إن نقلات الحقبة ديما سريعة في إيقاعها وفصولها، كأن التقلبات في حياة ميمي هدأت مع استقرارها مع سراج منير، ومع وفاته بدأ التدهور..

بتظهر قضية "الرقيق الأبيض" اللي اتهمت فيها ميمي وفنانات مصريات بالدعارة مع رجال أعمال وسياسيين عرب، وطبعاً القضية هزت الرأي العام وكانت بمثابة المسمار الأخير في نعش ميمي شكيب، وده في 1974، بعد الحرب بكذا شهر، والحقيقة إن الكاتب عمل مجهود بحثي استقصائي عظيم علشان يقدر يعرض تفاصيل القضية وما نتج عنها وأقوال الفنانات وربط ده بذكاء كبير مع المرحلة والعداوات اللي بدأت بين مصر وبعض الدول العربية بعد بدء خروج مصر من العباءة السوفيتية..

وحتى موتها كان لغز كبير، برضه الكاتب قام بمجهود بحثي كبير علشان بقدر يثبت وفاتها بشكل مغاير للرأي السائد وأثبت إن وفاتها كانت قبلها بما يقرب من السنة، رغم التعتيم الغريب على حادثة وفاتها لدرجة خلت فيه جدل فظيع وفراغ كبير بين التاريخين..

لكن خليني أقول إن ده كتاب ممتع ووثيقة فنية واجتماعية وتاريخية لمصر في خمسين سنة..

...

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق