الكتاب الثالث من العام 2025
بيت بلا نوافذ
نادية الهاشمي
تطبيق ابجد
""لا عمل سيغير واقع قياس قيمة المرأة، وبدقة علمية، بالدم. المرأة صالحة بمقدار قطرات الدم التي تسقط منها ليلة زفافها، بمقدار الدم الذي تفقده مع كل تحول للقمر، والنهر الصغير المنسكب منها حين تمنح زوجها أطفالًا. بعضهن يحكم عليهن بنهاية حتمية، تفريغ عروقهن من الدم، للتكفير عن ذنوبهن أو عن ذنوب الآخرين""
""ألا تعرفين يا ابنتي؟ عالمنا مكون من الفواصل بين الصخور واللحم. نرى الوجه الذي عليه أن يبتسم لكنه لا يفعل، جانب وجه الشمس من بين الأغصان الجافة. يمر الزمن بنحو مختلف على جسد المرأة. تلاحقنا ساعات الأمس كلها وتقلقنا دقائق قليلة من الغد. هكذا نعيش… ممزقين بين ما حدث بالفعل وما سيحدث لاحقًا""
بيت بلا نوافذ وهل البيوت بلا نوافذ؟ سؤال جوهري وضعته الكاتبة من خلال روايتها لتعطينا واقع المرأة الأفغانية والعربية في ظل العنف الممارس ضد المرأة فمن المعروف ان النساء والأطفال هم اول من يدفعون الثمن فمنزل زيبا كان بلا نوافذ لعدم وجود حرية.
دفعت المرأة الأفغانية ثمنا كبيرا ضمن مجتمع ذكوري يعتبر المرأة عارا كبيرا لولا الإسلام لقتلت او ربما دفنت حية ولا يعرفون انهم يسدون خدمة كبيرة للفتاة عند قتلها لان الحياة لم يعد لها معنى فاجمل سنين المرأة هي فترة الطفولة الأولى او إذا كانت ولدا او باش بوش بالتقليد الافغاني أي تتحول الفتاة الى ولد لتتمكن من مساعدة عائلتها ولو مؤقتنا فهي العنصر الأضعف والتابع للاب او الأخ لا يحق لها شيء او ميراث ودون مراعاة لأي حقوق وقد فعلا كثير من العائلات الافغانية هذا بتحويل احدى بناتها الى حين مرحلة النضج الى ذكر عن طريق قص الشعر وتغيير الملابس وهذا سبب معاناة اخرى للفتاة بالرغم من الحرية التي كانت تتمتع بها الا ان لكل شيء ثمن وكان على المرأة ايضا ان تدفع ثمن هذا على حساب اشياء كثيرة اخرى.
تشرح نادية هاشمي المجتمع الأفغاني من الداخل الأفغاني ومن الخارج المهاجر.. عندما تكون أجمل أيام حياتك هي الأيام التي قضيتها في السجن، فعلم بأنك لم تولد بعد. تتنقل الكاتبة بين قصص ومآسي النساء في أفغانستان من داخل السجون والبيوت من الوجع والقوانين الظالمة وبارقة الامل.
لقد اكتوت النساء بنيران الحرب القاتلة وعرفن مرارة اللجوء والتهجير وضياع فلذات الأكباد ومحنة التحول إلى أرامل وثكالى. ولأنهن دفعن تكلفة نفسية ومادية ووجدانية باهظة، فإن المنطق يحتم أن تُفرد لهن مساحة تليق بتضحياتهن من أجل المشاركة في صنع السلام والاستقرار بدءاً من الأسرة وصولاً إلى المجتمع ومع العديد من الحروب والنزاعات التي بدأت في العقود الماضية، ولا تزال تأثيراتها السلبية تتعمق في المجتمع، وتنعكس على جميع أطيافه، وبشكل أساسي النساء أكثر الفئات تضررًا، حيث يعانين من العنف والتمييز والفقر. وفي ضوء الحروب المشتعلة حاليا بالمنطقة العربية، والقتل والتدمير المتواصل بلا هوادة على الشعوب المنكوبة
عودة للرواية في هذه الرواية تتناول الكاتبة قصة حياة زيبا وهي زوجة وأم لأربعة أطفال أُتهمت بقتل زوجها وتم القبض عليها ودخولها السجن وفي أثناء انتظار محاكمتها تتعرف على سجينات معضهم محكوم عليهم في جرائم أخلاقية وتمس الشرف من وجهة نظر النظام القضائي في أفغانستان واللي كتير منهم السجن بالنسبة لهم يعتبر ملجأ أكثر أماناً من العالم الخارجي...
تدور أحداث الرواية في سجن أفغاني للنساء يسكنه أولئك الذين تم القبض عليهم بتهمة المغازلة، والهروب من الآباء المسيئين، ومقاومة الزواج المدبر، ولكن الشخصية الرئيسية فقط هي التي تواجه تهمة جنائية يمكن للقارئ الغربي أن يدركها، وهي قتل زوجها بفأس. بالنسبة لمعظم الناس، فإن الحياة في هذا السجن أفضل من الحياة في المنزل، حيث الطعام أكثر، والعمل أقل، والاستقلالية الشخصية أكثر، والمسلسلات التركية، وصالون التجميل، والثرثرة الودية. وعلى الرغم من بعض القلق بشأن أطفالها الأربعة الصغار الذين ألقي بهم تحت رحمة أسرة زوجها، فإن المتهمة لا تفعل شيئًا للتعاون مع محاميها المتعلم في أمريكا. ماذا حدث حقًا في يوم القتل وهل ستتمكن هذه المحامية المثالية الشابة من الدفاع عن هذه المرأة بنجاح؟
كل ما يحدث هنا ظلم.. إنه عبء كبير أن يُولد المرء امرأة." السجينات في الغالب محكوم عليهم في جرائم من وجهة نظر المجتمع أخلاقية وتتعلق بالشرف لكن في الواقع أبسط ما يمكن أن يُقال أن المجتمع والعقول مريضة. “كل امرأة في شيل ماهتاب تعرف. كل امرأة وفتاة في افغانستان تعرف! ان الأمر كله عن الشرف. الشرف صخرة يضعها الرجال على أكتاف فتياتهم وأخواتهم وزوجاتهم. قصص شيل ماهتاب الكثيرة دليل على هذه الحقيقية." إذا قام رجل او ربما نطلق عليه حيوان آدمي، مع الاعتذار للحيوانات بالطبع، إذا قام باغتصاب امرأة فماذا تتوقعون ان يحدث؟
المنطق يقول ان يُسجن، لن اقول انه يستحق الإعدام لكن فلنقل انه لابد على الاقل ان يُسجن لكن هل تعلمون ماذا سيحدث؟ سيكون هناك سجن او قتل بالفعل لكن ليس لهذا الحيوان بل للفتاة التي تم اغتصابها. نعم في افغانستان ستُسجن الفتاة وربما يقتلها اهلها.
في سجن او حرية إذا هن مجموعة من النساء لم يذكرا في الاحداث وبطل وهو المحامي وعائلة هي عائلة الزوج ى وأبناء ضحايا وام لم تتمكن من حماية اطفالها وان عادت لهم ، نساء وامل بما هو قادم اردن الحرية دون قيود والتعليم لم يكن يعرفن ان المجتمع الذكوري يمنع هذه الأمور فهي عار كبير فعانين ما عانين من اب صب جام غضبه عليهن كونهن بنات وحرمهن من التعليم وممارسة أي حق او ام مغصوبة او بنات لمن وجاءت الحرب فأخذت كل شيء
وأخيرا نكتشف ان زيبا خرجت من الحرية في السجن الى السجن في فضاء الحرية لان القوانين والبشر والعادات لا يمكن لها ان تتغير قانون دونية المرأة