مميزات:
- حبكة ممتازة.
- لغة جيدة الى حد كبير.
- نهاية / ختام لا بأس به.
عيوب:
- السرد غير المترابط ادي الى فقدان القارىء للخط الدرامي بشكل ملحوظ.
- الشخصيات ذات حكايات منفصلة نوعاً ما رغم انها تدور في فلك زمني ومكاني واحد يفترض فيه التداخل والتأثير بشكل مباشر.
---------------
مراجعة الرواية:
اتفهم تماماً صعوبة تقديم عمل ادبي اول لكاتب واعطي الاعذار لاي نواقص طالما انه يملك من الادوات الادبية ما يؤهله لدخول عالم الكتابة والأدب.
( الفراودة ) من حيث المبدأ فهي رواية تملك حبكة قوية مليئة بالاسقاطات الاجتماعية والسياسية القوية ، مكتوبة بلغة جميلة تنم عن حرفية عالية - مع بعض المآخذ - وذات نهاية جيدة بشكل كبير.
تدور الاحداث داخل قرية ريفية حيث يسيطر الجهل ويخضع الناس لسلطان التطير وتفسير اي معضلة تواجههم على انها لعنة اصابت القرية دوناً عن غيرها من القرى.
من خلال شخصيات الرواية المتعددة يبزغ نجم ( نائل ) اجمل الشخصيات كتابةً وبناءً واكثرهم واقعية وادراكاً لمبدأ من اين تؤكل الكتف. شخصية تبيع الوهم بالغد الافضل وحياة اكثر رخاءً تنتظر اهل القرية بشرط صبرهم على البلاء والتحمل والطاعة والايمان المطلق بايثار المصلحة العامة على المنفعة الشخصية الضيقة وتقديم التضحيات اللازمة للخروج من الأزمة !.
الرواية قدمت نموذج مصغر لما يصبح عليه حال اي مجتمع اسلم عقله لمن يملأه بالترهات والوعود الكاذبة وعندما تقع الفاجعة فلات حين مناص !.
واحدة من المآخذ الهامة على الرواية هي عدم وحدة النسيج بين الرواة في العمل ، رغم وحدة المكان والزمان على صعيد العلاقات الشخصية أيضًا. إذ يبدو جليًا أن الرواية كُتبت كأصوات متفرقة وحكايات منفصلة، ثم تم دمجها في نسيج واحد وتقسيمها ، وهو ما جعل الإمساك بعنصر الترابط بين الفصول غير واضح ، ويُشعر القارئ بالارتباك أحيانًا في تتبع خطوط الدراما.
كما جاءت لغة السرد ، وإن كانت عالية وفي مستوى محترف ، بعيدة عن بنية الرواية من حيث المكان ، وأيضًا اختيار المفردات والتراكيب اللغوية النابعة من طبيعة الشخصيات التي تنتمي إلى مجتمع ريفي لم يكن على الشكل الأمثل خاصة ان الكاتبة اختارت اسلوب تعدد الأصوات في كتابة العمل الادبي.
نهاية الرواية جاءت بشكل ملائم يتناسب وطبيعة الشخصيات.
فى الختام اعتقد اننا امام رواية جيدة الى حد كبير لكنها لم تأخذ وقتها الكافي في النضج والخروج بشكل اكثر احكاماً وترابطاً بين عناصرها الرئيسية.