الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء > مراجعات رواية الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء > مراجعة Rahel KhairZad

الفراودة : سيرة الفقد والإلهاء - دينا الحمامي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

الفراودة: سيرة الفقد والإلهاء

دينا الحمامي

ريشة

388

2024

⭐️⭐️⭐️

■ نحن لا ندرك مفهوم دوران شريط ذكرياتنا وما يتبعه من توثيق أحداثها إلا حينما نتعامل مع ذواتنا مثل مجموعة من ملايين المشاهد السينمائية، إلا عندما نفهم استنطاق أرواحنا في كائنات مادية اكتسبت قيمتها بوجود كلمة الكون بداخلها فاستحالت من ثمة أشباح -رهن التحميض- إلى كيانات ملموسة ملونة تؤدي أدوارها المُعَدَّة لأجلها على شريط العمر.

تبدأ الرواية بحدث جلل وأي شيء اعظم من اختفاء عريس في يوم عُرسه والعروس تنتظرة هي وأهل القرية بل والأعجب أنه إختفى ووالد العروسة فما السر المحيط بهم تتوغل في أحداث الرواية لعلك تعرف أين ذهب المفقودان لتتفاجأ بلعنة تحل على قرية الفراودة كلها وكانت البداية بهذا الإختفاء لتصير القرية محرومة من الزواج لمدة 15 عام تنتهي فيهم الزيجات قبل أن تبدأ على أهون الأسباب فهذا لم يحضر عيد ميلاد حماه وتلك التزمت بقرار عدم الإختلاط حتى تتم الزيجه.. وهكذا العديد والعديد من الاسباب الواهية وبالطبع نتيجة لذلك محرومة القرية من الإنجاب أيضا فما هذا الصخب الذي لا ينتهي ولا يزول.

في ظل هذا الكم من الجن.ون تستشري الأمراض النفسية والمجتمعية أكثر من العضوية فتجد القرية تلجأ للد.جل والش.عوذة متمثلة في الشيخ عبد القادر وأعوانه أو حتى تطبيق إلكتروني مثل غضب.ة السماء أو اللجوء لعقد زيجات وهمية المهم تكون في "المود احسن تكتئب" كل شيء مباح عسى أن تنحل عقدة القرية وتذهب اللعنة بلا رجعة.

كلما توغلت في قراءة العمل أدركت مدى التشابه المؤلم ما بين واقعك وواقع القرية المُزري فالإسقاطات واضحة ومتنوعة ما بين حالية والمتمثلة في هوان القرية وضعف أهلها وغفلتهم فعمدوا الي الوهم في زيجاتهم بدلا من الواقع ولجأوا للسماد السحري والعمل كعبيد عن السعي والكد من أجل الرزق وركنوا لمن يطعمهم ويدير شؤنهم لئلا يحملوا هم تفكير ومسؤلية والكل ينتظر أن تأتي النجدة على طبق من ذهب وهم يرتعون كالأنعام بل أضل أن أمكن القول. كما تطرقت لجانب آخر من الاسقاطات على الماضي ولعنة فرعون وموسى عليه السلام وما تبعها من آيات لمُستحقي العقاب في إشارة منها لإستمرار تكرار الأخطاء والعقاب عليها في دائرة مفرغة فتنتهي بتطهير الأرض والبدء من جديد مع من آمنوا أو تجنبوا الآثام في عصرنا الحالي وكانوا انقياء السريرة وإن كنت لا أجد منهم أحد في القرية فالكل مُدان ومن لم يكن شيطان بالفعل أضحى شيطان بالصمت على المعاصي والتخاذل عن نُص.رة الحق.

أضف إلى ذلك ما ناقشته الكاتبة من مشكلات أخرى منها نظرة المجتمع الريفي للمرأة وأنها منبع الآثام والشرور ومستحق العقاب الأول والاخير في مجتمع شرقي بحت يتعامل مع الذكر كإله معصوم ناهيك عن نظرته للمرأة ربيبة المدينة من إنفلات أساسي بالرغم من ان هذا الانفلات كان له نصيب الأسد في القرية ونساءها فلنا في عناية أسوة أو في إبنة الناظر المغدورة، وها هي مشاكل التربية كالعادة تُكشر عن انيا.بها فتُخلف أطفال مُش.وهين نفسياً ما بين ضع.يف الشخصية او المُنفلت الذي يُعاقر الخ.مر منذ الصغر في حلقات القرآن أو من يه.رب من القرية وينفلت زمامه باحثاً عن هويته بأي طريقة كانت والجميع بلا استثناء من الرجال مشتركون في قلة الحيلة فوحدهن النساء من قررن التمرد في نهاية الأمر. هذا ولا نغفل مناقشتها لمتطلبات كل من الجن.سين الحمي.مية وكيف تكون الحاجة المُلحة باب لهوة عميقة لا قرار لها وأيضا تحدثت عن مفهوم العدالة في المجتمع وربطت بين بعض الأساطير الإغريقية وبعض الشخصيات على ارض الواقع.

ناقشت الرواية ايضا مفهوم الزواج ومتطلباته وتبعاته كما ركزت على شعورين أساسيين وهما الفقد سواء زوج أو أم كما مع أميرة او حبيب كالكثير وشعور الإلهاء المتمثل في غفلة القرية وسعي نائل الدؤب لإلهاء أهل القرية ونهبهم حتى أصبح ما يأمر به مُطاع فكانت الغفلة بترك المنابر له وهدم المقابر والتحكم في المحاصيل والكثير غير ذلك حتى وصل الامر لوضعهم في قفص كبير كالدواب تُسمّن حتى تحين الأضحية وقد كان.

بالرغم من أنه أول عمل للكاتبه فقد تمتع بلغة قوية فصحى سردا وعامية حوارا وبها من التشويق ما يستحثك على إتمام العمل حتى تصل لحل هذا اللغز.

لم اقتنع بالنهاية للأسف وإن كان هذا ما يحتمه الإسقاط في رأي الكانبة ولكنها جاءت غير مُرضية وفانتازية إلى أقصى حد وكأن أم عناية هي مصدر اللعنه ومنبعها كما كانت الحبكة مفككه في بعض المواضع التي كان من الممكن تفاديها وكأن العمل تم الانتهاء منه بغتتة فقد آن وقت النشر فلا وقت للتدقيق والتمحيص.

●بعض المآخذ والتساؤلات:

•صوت الشخصيات كان موحد فالكل متفلسف متمنطق بلا أي داعي فلا فرق بين عناية أو مُنصف أو فخر أو أميرة وهكذا.

• لغة العمل قوية وفي المنتصف تجد مفردات غريبة او لنقل لا تليق بلغة العمل فتبدو مُنفرة لوضوحها مثل "هبر/ لهط/ تبول/ زلط" بالاضافة الى الجمع بين الفصحى والعامية في نفس الجملة مثل ❞ - لا حول ولا قوة إلا بالله! وهو كفك ده مش حتة منك! أستغفر الله، لعنة الله عليه وعلى نائل وما يجلب لنا، نرجع قبل ما أرتكب جر.يمة❝

• شخصية مُنصف ولغته غير موفقة بالنسبالي فمن ذا يقول لحبيبته "حنانيكِ" حتى وإن كان مدرس لغة عربية وفي نفس الوقت لا مانع من قول عناية "لهفي عليك يا أبي" او مصطلح "البسوكوشينبوتسو" وهي ليست بلغة قرية أو فتاة تعمل في مشغل وبالعودة إلى مُنصف تجده يصف اليوم ب"المُخنث" كيف نصف يوم بهذا الوصف أضف علمه ب "توينكات" الراقصة و "الأفتر بارتي" وكريستال "شوارفسكي" وام عناية التي لولا علمه بزهدها لاعتقد يوم مماتها انها تتناول فيتامين ه "ده انا معرفش فايدة فيتامين ه للبشرة والجسم🤔" بإختصار كان أقرب للفتاة منه لذكر وخُتم الأمر بإستغلال عناية له مقابل طبق من التونة والسلمون وبعض العصير ومثلهم لأمه.

• اختفاء شريف وظهوره المفاجئ في نهاية الرواية بمنزله غير واقعي نهائي كما أن نهاية والدتهم غير مقبولة كثير يشعر بدنو الاجل ولكن ليس بهذه الطريقة والكيفية لإتمام الأمور فكانت كأنها ذاهبة لتنام لا لتسلم روحها لبارئها.

• تصرفات نائل من حيث البزخ غير مقبولة وكميات الطعام واصنافها حتى انك تجد كلاب الحراسة تأكل حمام محشي مكسرات"ده انا مأكلتهوش في صباحيتي🥺" أضف قرارت الهدم للمدرسة والمقابر والبيع والإحتكار وغيرهم اليست هذه القرية تابعة لحكو.مة تتصرف فيها فما هذا الجبروت واين هم المسؤلين.

• فقرة العُرس الجماعي الوهمي في المقابر فاقت التخيلات والوصف وكأن البلدة أصبحت مرعى للمجذوبين ليس الا .

• مشهد ميلاد اشرقت والتواشيح ودعاء اطفال القرية لها حتى تصل سالمة من اين اتى الاطفال والقرية لم يتزوج فيها احد منذ 15 عام هل انقسموا ذاتيا ك"الاميبا" مثلا الا اذا اعتبرنا ان "شحط عنده 15 طفل وبيمشي يهلل ويقول يا لطيف يا رب"

• ظهور ميسِر بك وذهابه بهذه الطريقة استفزني كما استفزني وجود أميرة بأفكارها الغريبه عن المُساكنة ولهوها مع مُخلص وفخر ونائل وزواجها من غيرهم اصلا اااااه و "محسن جه متأخر🙈".

• الظاهرة الغريبة لد.فن المو.تى في حديقة المنزل من قبل حتى هدم المقابر انتحدث عن قطط هنا أم بشر .

أحببت الاغاني بما اضافته من حس فولكلوري للرواية كما شعرت أن أسماء الشخصيات ذات دلاله على تفكيرهم ونوازعهم النفسية ومعتقداتهم .

في الختام العمل كفكرة جيد لولا المبالغة في الوصف والاسهاب الذي يجلب الملل احيانا بالاضافة لما سبق ذكره وان كنت ذكرته فلثقتي في الكاتبة وفي قدرتها على رتق ما تهتك في النص ليظهر في أبهى صورة فهذا المقصد من هذه الملاحظات وفي إنتظار العمل القادم .

مضاف مقطع من فيلم يعبر عن حالة المجتمع في ظل ظروف القرية .

■إقتباسات:

• لا يوجد ما هو أشد ضراوة من وقع الغياب الذي يحصد أرواح الموتى والأحياء، مخطئ من يظن أن الغائب هو المغبون الأوحد في محيطه، يخلف غياب الأحبة تشوهات نفسية لا تندمل بمرور الوقت، وتنفتح مع كل ذكرى وحدث حزين أو حتى سعيد لا يمكننا مشاركته بصحبتهم، ليتمدد الجرح وتزيد النوائب من وطأته حتى يصبح عقدة لا تنحل.

• ليكن عزاؤك في الفراق هو امتلاكك ولو للحظات لما سلبته منك الحياة، فأبدية الفقد يعوِّضها ذاك الشعور بأن الكائن الذي خرج من حياتك كان لا شريك لك فيه بأحد الأيام.

• أصبح الموت أملاً في قرية لا أمل فيها ولا سبيل للحلم.

• فأنت يا أخي بمجرد ولادتك، يُدرج مصيرك في سلسال غرائبي من المقايضات على هويتك ومعتقداتك .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق