الرعب: حكاية الحرب في غزة 2023 - 2024 > مراجعات رواية الرعب: حكاية الحرب في غزة 2023 - 2024 > مراجعة Rudina K Yasin

الرعب: حكاية الحرب في غزة 2023 - 2024 - أيمن العتوم
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تمت القراءة شهر ٨/2024

رقم واحد وتسعون / 2024

ألرعب – حكاية الحرب على غزة

أيمن العتوم

قراءة الكترونية

لاشيء يمكن أن يمنحك الصبر على الألم غير الوعد، الوعد بأن في الجنة غزةً أخرى، لكنها غير محاصرة، إنها غير محدودة الجهات، لا معابر تخنفها، ولا أسلاك شائكة تحوطها، ولا مدرعات توجه بنادقها لكل من يفكر بأن يجتاز الحدود من أجل أن يقطف وردة الوعد، بأن أشجاراً كثيرة في غزة الجنة تعوض كل هذا الحرمان من الضلال، الحرمان من لقمة الخبز . ألم يقولوا :الخبز كثيرٌ في الجنه ؟

غزة الجميلة وما ادرانا ما غزة في زمن الحرب غزة وزمن الحصار غزة وزمن القتل غزة تلك البقعة الصغيرة ا التي لا تتعدى 365 k ذات الكثافة السكانية الاعلى دوليا بالنسبة لمساحتها عانت من الحرب ووالجيش والحصار ودفع البحر والحجارة فيها ثمنا كبيرا المدينة الحزينة التي أصبح اسمها يحمل من الوجع أكثر بكثير مما يحمل من الجمال،، فصرنا نختزل كل المرارة والألم حين نختزل اسمها ونناديها تجاوزاً "القطاع". غزة بظلامها وحصارها من العدو المحتل، غزة بحروبها وشهدائها وجرحاها حيث يتطرق أيمن هنا إلى الموت والشهادة والحزن والفرح. قطاع غزة حيث الخروج من الموت الى الموت ذاته لكن استغرب عموم الموت وشموله في هذه الرواية فمن المفروض انها تتحدث عن احد حروب غزة لاجدها تتحدث عن الموت في كافة ارجاء فلسطين كما استغرب هنا تكرار الموت ومقدرة الكاتب على صنع رمزية الموت هو الموت والشهادة، وهو موضوع يغري بالعويل والبكاء والندب والفرح والمسرحيات الكاذبة ، لكن الكاتب ابتعد عن هذا ليعيش معنى حالة فلسطينية جديدة ضمن سرديته حالة محاصرة تعاني من ويلات الحروب والحصار ونقص الكهرباء حالة لها بحر جميل محاصر وحزين علينا ان لا نستغرب من هذا فالبحر ايضا شهيد والبيت شهيد والأرض شهيدة فهل تحدث أيمن عن الشهادة والموت في القطاع ليعطينا تجربة فلسطينية جديدة من تجارب الموت والحياة كما تحدث قبله د. عاطف في رواية وقت مستقطع.

وقت مستقطع + الرعب : لا يوجد أي مجال لمقارنة رواية الدكتور عاطف ابو سيف برواية ايمن العتوم حيث الاول عاش الحدث وكان معرضا لمدة 85 يوما للموت فية لحظة لكن الثاني ناقل وقت مستقطع كتبت من عمق الدم النازف بين ركام المباني لم يحاول الكاتب ان يتخيل او يعطي مجالا للراوي لخلق حبكة معينة في حين ان الدكتور ايمن وان تحدث عن احداث حقيقية لكنه تعامل ككاتب ودمج بعضا من خيال الروايتين كان لهما من اسمهما نصيب فنحن نعيش ابادة جماعية لشعب اعزل اراد ذات يوم ان يحلم فاختاروا له الموت

ملخص الرواية :

الحربِ في غزةَ التي بدأَت في السابع من أُكتُوبَر ألفين وثلاثةٍ وعشرين (2023م). تتناول الروايةُ الأبعادَ الإنسانيةَ والاجتماعيةَ للصراع، مُسلِّطةً الضوءَ على معاناةِ المرأةِ الغَزِّيَّةِ، وصمودِ أهلِ غزةَ أمام آلةِ القتلِ والتهجير

الرّواية تَكتبُ بحروفٍ من دمٍ، لأنّها تتحدّث عن الدّم الّذي يُراق بلا حساب ولا محاسبة، وتختار قلمَ العزّة والكرامة في مواجهة الإذلال والإهانة، وتحاول أنْ تُبيّن الفارق بين صاحب الأرض وبين سارقها، بينَ مَنْ يرزع الورد ومَنْ يزرع الشّوك، بينَ مَنْ يسمح للعصافير بأنْ تُغنّي وبين مَنْ يحبسُها.

يتقاسم بطولة الرّواية الممرّض (فرج أبو العُوف) رئيس قسم التمريض في مستشفى الشفاء الّذي فقد زوجته وعائلته حرب سابقة 2019 فاعتزل العالم وعاش على انقاض بيته المدمر لمدة اربع سنوات لا يخرج الا يوم واحد فقط ليشتري طعام الشهر له وللقطة جودي مع الحديث عن زوجته الشهيدة رجاء التي ساعدته للعودة الى عمله في الحرب الاخيرة فهو يتنقّل بين معظم مستشفيات غزّة يُداوي الجرحى ويحاول إنقاذهم ويمسح على أحزانهم، و(سلام) الصّحفيّة الّتي تنقل ما تشاهده من فظائع وترافق (فرج) في مسيرته الطّويلة تتزوج بفرج ونحمل طفله الى محرقة الخيام حيث اصيبت بحروق خطيرة . . تفاجئ فرج بالحرب وهي ليست اي حرب كما تفاجئ الجميع، و عادته صورة زوجه رجاء تحثّه على الخروج من تلك العزلة و العودة إلى مهنته ( التمريض) ليقوم بواجبه في أجواء عزَّ فيها المواسي و الطبيب، وهذا ما كان.

عاد فرج إلى التمريض ليرى ما لا يمكن وصفه من مشاهد وأحداث كارثية فاجعة، واتخذ قرارا بأن يكتب بعض ما يرى كي ينقله لقارئ ربما أتى بعد سنوات طويلة فقرأ و وعى و قام بفعل يكافئ تلك المآس نعم اللهم فرج عن أولئك الذين عاشوا الرعب وحدهم بعد أن خذلتهم الأمة، وجعل لهم طريقا للأمان يبساً يعبرونه بعد أن أحال فرعون حياتهم إلى جحيم و قهر و رعب.

وصف فرج وكتب ، ممسكا بقوة بقلمه مثل ادواته الطبية وكأنه يخاف ان توقف قليلا ان تختفي افكاره كما يختفي اجساد الشهداء او ينتهي به العمر في بشاعة الموت الموجود فكتب وكتب وشرح بعضا من عمق المأساة فرسم تفاصيل واقع يتخطى الخيال فحكى لنا تفاصيل الابادة العرقية القتل بابشع صوره لا ادري لماذا وصلت لنا ادق تفاصيل المجازر واضحة بكل ما تحملها من خوف وجزع وألم وهلع ورجاء وسخطوكأننا اذا مددنا يدنا نستطيع ان نزيل الركام ونساعد الجرحى ونحمل الشهداء معهمهذه الرواية استجلاء للحقيقة وكشف للزيف لما يجري في غزة والحديث عن حجم المعاناة وان اضاف اليها خيال كاتب لكنه افاض في الحديث عن الخوف والوجع والجوع والموت والفقد كما تحدث د. عاطف بعمق اكبر في وقت مستقطع .

من سيسرد كل الحكايا حكايا البيوت ، الشوارع، الذكريات ، الشهداء ، الجرحى ، النازحون، الالم ، الوجع كل الحكايا التي رأيناها بأم أعيينا وسمعناها من كل من كان حولنا، برغم البعد لكننا شاهدنا وعشنا لا الوجع واحد لا يمكن تقسيمه .

من سيسرد كيف مرغت هذه الحرب اجساد الشهداء والجرحى والنازحون التي انهكها ما مر عليها من أهوال ما كنا نتخيل أننا ذات يوم سوف نعيشها، من سيسرد كيف نجى الناجي من الموت ليعيش موتا اعمق فالموت وغزة اصبحوا اصدقاء وهو يفغر فاه ليبتلع كل الاحلام ، سوف يسرد كل شيء.. الوجوه التي خطفها الخطب، العيون الغائرة، البطون الضامرة، الامعاء الخاوية، سنسرد كيف كنا نواجه الموت الذي كان يرافقنا وكأنه ظلنا الذي لا يعز عليه مفارقتنا.

فغزة - كما قال الكاتب - قصص لو كان مدادها ماء البحر، ودفاترها أوراق الشجر لما انتهت، كل سطر إذا قلناه خبأ خلفه - لا أقول آلاف السطور - بل ملحمة من البطولة والألم والفقد، ، وهذه حكاية من الاف الحكايا التي دفنت وفقدت مع موت اصحابها، وإنها غيض من فيض، ففينا ما زالت هناك الاف الحكايا التي سيرويها من عاشوها وعانوها.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
1 تعليقات