كانت خولة امرأة واعية مثقفة، زوجة وأماً متنورة، ذات مبادئ. لم ترد سوى الخير والرفعة لمجتمعها وعيالها. تمسكت بتراث أمتها المجيد، بل قاتلت لكي تغرسه في نفوس أولادها غرساً. قست عليهم وعلى نفسها لأجل أن تنأى بهم عن الحضيض. بل سخّرت فكرها وقلمها لتواجه مجتمعها بوجه سافر مشيرة لعيوبه بكل تفانٍ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
تعبت خولة على نفسها كثيراً، وعلى عيالها. ربتهم وعلمتهم وطبخت لهم بيديها لأنها آمنت برسالة الأم، ودور المثقف، وباستحقاقات الانتماء إلى النخبة التي يجدر أن تقود وتصير مثالاً يحتذى للأمة العالقة في منعطف حاد.
ولأجل ذلك كله.. صارت خولة أضحوكة البلد.. وأولهم أبناؤها الذين أنجبتهم من بطنها.