أحدب نوتردام > مراجعات رواية أحدب نوتردام > مراجعة Rudina K Yasin

أحدب نوتردام - فيكتور هوغو, زينب ناصر الدين
تحميل الكتاب

أحدب نوتردام

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم ثمانون / 2024

أحدب نوتردام --The Hunchback of Notre-Dame

فيكتور هوجو - Victor Hugo)

"" أنا أعلم أنك تتألمين. واعلم ان الظلام هنا يعمي عينيك ولكني لا أشك في أن بصيصاً من النور لا يزال يضيء أعماق نفسك. اما أنا فانني أحمل بين جنبي سجناً أشد من هذا السجن ظلاماً وبرود""

""لكنه عندما نظر في أعماق نفسه بعين الطبيب الذي يفحص مريضاُ. رأى في قرارته كراهية ومرارة وخبثاً ولاحظ ببرود الطبيب هذه الكراهية والمرارة والخبث ليست إلا ثمرة الحب المردود وأن هذا الحب الذي هو مصدر الفضائل في نفس كل إنسان قد أصبح في نفسه _وهو قس_ مصدراً للكبائر والأثام""

احدب نوتردام رواية فيكتور هوغو اتي تدور احداثها داخل كنيسة نوتردام في باريس تسمى باللغة الفرنسية "نوتردام باريس"، بيد أن مَن ترجم الرواية إلى الإنكليزية غير عنوانها إلى "أحدب نوتردام"، كذلك ترجمت بهذا العنوان إلى لغات مختلفة من بينها اللغة العربية. أما معنى نوتردام فهو "سيدتنا" والمقصود به طبعا السيدة مريم. تدور احداث الرواية في أواخر العصور الوسطى (1482) باسم المكان الذي دارت فيه أهم أحداث الرواية، وقدم الكثير من المعلومات التاريخية عنه، لكن مَن ترجم هذه الرواية جعل من الشخصية الأهم فيها، وهي شخصية الأحدب اسما لها، ولا ندري السبب الذي دفع المترجمين إلى هذا التغيير المهم الذي حاولوا من خلاله تقديم الأحدب البطل على نوتردام المكان.

يمكن أن نلخص الرواية بما يلي: بطل الرواية الأحدب كازيمودو عُثر عليه على باب الكاتدرائية من قبل كبير القساوسة فرولو، وربي فيها على يديه، وكانت مهمة كازيمودو قرع الأجراس، وبقي حبيس هذا المكان لا يغادره إلا برفقة كبير القساوسة، فقد كان قبيحًا جدًا، فكان الناس يتحاشونه أو يسخرون منه، وعندما وقع كبير القساوسة في حب فتاة غجرية تدعى أزميرالدا طلب من الأحدب كازيمودو أن يخطفها، لكن كازيمودو فشل في ذلك، فقررت السلطة جلده في الساحة العامة، عندها أشفقت عليه الغجرية أزميرالدا الجميلة الفاتنة، وسقته الماء، فوقع في حبها. إن كبير القساوسة برغم سلطاته الواسعة لم يتمكن من الوصول إلى أزميرالدا، لذلك دبر لها مكيدة، فزج بها في السجن، وساءت العلاقة بين كبير القساوسة وكازيمودو عندما حاول كبير القساوسة الاعتداء أزميرالدا، وأنقذها كازيمودو من براثنه، في النهاية يتم اعدام أزميرالدا في الساحة العامة، ويلقي كازيمودو بكبير القساوسة من على سطح كاتدرائية نوتردام، لأنه كان السبب في موت الغجرية أزميرالدا، ويتم إلقاء جثة أزميرالدا خارج المدينة، ويموت كازيمودو وهو يبكي على جثة أزميرالدا. هذه هي القصة الحقيقية للرواية، أما الأفلام التي جسدتها فقد غيرت وبدلت واختصرت الكثير.

من الملاحظ أن الكاتدرائية تشكل عنصرًا مهما في الرواية، فهي الفضاء الذي دارت فيه معظم أحداث الرواية، على أعتابه ألقي بالأحدب، وفيها تربى وكبر، ومن على سطحها انتقم من القسيس الظالم بإلقائه على الأرض. لقد كانت هذه الكاتدرائية في حالة يرثى لها عندما نشر فكتور هوجو روايته هذه عام (1831)، ومع اشتهار الرواية ازدادت شهرة الكاتدرائية، وراح السواح يقصدونها باستمرار، عندها قررت الحكومة الفرنسية ترميمها، ونجحت بشكل كبير في ذلك.

وعن حريق الكنيسة نسئل انفسنا أتراها احترقت بسبب ذلك القسيس الآثم فرولو؟ أم اصابتها لعنة الغجرية أزميرالدا؟ ومن الممكن أن البعض قد وصل إلى قناعة بأنها ما احترق إلا ثأرا من تلك الأجراس التي سببت صمم كوازيمودو الأحدب، أو من تلك الجدران التي كانت بمثابة حبس له.. بل ربما ينتظر البعض اليوم أو غدا إصدار المدعي الفرنسي العام مذكرة اعتقال بحق إحدى شخصيات رواية أحدب نوتردام، أو ربما بحق الكاتب نفسه.

أنها سطوة الأدب وسلطته، لقد خلد فكتور هوجو هذا المكان من خلال روايته، وجعله مكانا معروفًا ومألوفًا من قبل الكثيرين الذين لا تربطهم به أي صله دينية، لقد نجح هوجو بإخراجه من إطاره الديني، فلم يعد بعد روايته مجرد كاتدرائية يصلي بها الكاثوليك، بل أصبح مسرحًا إنسانيًا يتصارع فيه وعلى أطرافه الخير والشر. لقد أثبت الأدب في هذه الحادثة مرة أخرى سلطته، وأبرز قوته، وأظهر تأثيره، فهو الذي يخلد الأشخاص والأماكن.

كنيسة «نوتردام» ــ معنى الأسم «سيدتنا» والمقصودة هنا هي «مريم العذراء» ــ أكبر كنيسة في فرنسا على الإطلاق. ولبنائها حكاية مثيرة، حيث أراد أسقف باريس في القرن الثاني عشر أن ينشئ كنيسة أخرى تفوق بقية الكنائس جمالا وأهمية وهي كنيسة نوتردام. وكان للأسقف ما أراد بدعم من الملك الفرنسي، الذي كانت خزائنه مليئة بالأموال بسبب الازدهار الاقتصادي في فرنسا آنذاك، وبذلك تقرر بناء الكنيسة على قطعة أرض كانت تضم في السابق معبدا لآلهة ما قبل المسيحية. ووُضِع حجر الأساس في احتفال كبير حضره البابا عام 1163 وانتهى البناء بعد ذلك بقرنين. ومع ذلك فإنه لم يكن للكنيسة في البداية الشأن المنشود، فالملك الوحيد الذي تم تتويجه فيها كان ملك إنكلترا عام 1431 عندما توج نفسه ملكا على فرنسا، إذ كان الانكليز قد احتلوا باريس بهدف احتلال فرنسا بأكملها، ولكن خرج الانكليز من فرنسا في نهاية المطاف خائبين.

وفي نهاية القرن الثامن عشر تعرضت الكنيسة لتخريب كبير من قبل المشاركين في الثورة الفرنسية، حيث حُطمَ الكثير من التماثيل ونُهب الكثير من مقتنياتها، وحولها القائد الشهير للثورة الفرنسية روبسبير ولفترة قصيرة إلى معبد لدين جديد اخترعه بنفسه. وفي بداية القرن التاسع عشر قامت الحكومة الفرنسية ببعض الترميمات كي يتم تنصيب «نابليون» الأول امبراطورا فيها.

الحكاية وشهرتها: لقد أنتج عن الرواية حتى الآن ثمانية عشر فيلما وخمس مسرحيات والكثير من العروض الموسيقية والغنائية، بالإضافة إلى عدة عروض للبالية، وقد غير كل عمل فني بعض التفاصيل، ففي فيلم عام 1939 يقوم «كازيمودو» بإنقاذ «أزميرالدا» من الإعدام وتتزوج الضابط على عكس الرواية الأصلية. ومثّل دور الأحدب مجموعة من أشهر الممثلين العالميين مثل أنتوني كوين (1956) وأنتوني هوبكنز (1982)، ولكن أشهر من مثل الدور كان الممثل البريطاني تشارلز لوتون (1939) الذي جعل الكثير من رواد السينما يتذكرون الأحدب «كازيمودو» بسببه. ولا يمكن للجمهور أن ينسى المشهد الرائع الذي يقول فيه «كازيمودو» (تشارلز لوتون) لـ«أزميرالدا» الغجرية (التي مثلت دورها الممثلة مورين أوهارا) «إنني لست حيوانا متوحشا، إنني إنسان بشع مثل رجل من القمر»، وفي نهاية الفيلم يخاطب أحد التماثيل في الكنيسة صارخا «لماذا لم أُخلَق من حجر مثلك».

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق