اول رواية اقرؤها ل فيكتور كانت le dernier jour d'un condamné في اطار المقرر المدرسي لاولى باكالوريا ، لا انكر شدة تأثيرها على جانب من شخصيتي ، و دورها الكبير في تغيير نظرتي لحكم الاعدام .
مؤخرا اثناء تسوقي وجدت رواية احدب نوتردام في احدى اسواق المدينة و اقتنيتها نظرا لان ثمنها كان جد مناسب و ارتأيت الا اضيع فرصة قراءتها . الرواية مكونة من عشرة اجزاء ( او ١٠ كتب كما ورد في الفهرس ) لم استمتع جيدا بالكتاب الاول و الثاني قدر استمتاعي ببقية الرواية . بدأت الاحداث تتسارع و تتوضح انطلاقا من الكتاب الرابع ، .
و تدور احداثها حول الفتى كوازيمودو المنبوذ ،الاحدب ، الاصم ، قبيح الهيئة، و طيب القلب ، الذي نشأ في كنف الكاهن كلود فروللو، هذا الاخير الذي يجد نفسه فجأة و رغما عنه واقعا في ما اسماه حبا شيطانيا أَكنَّه لفتاة غجرية اسمها الاسميرالدا و التي كانت بدورها تحب قائدا شابا يدعى فوبوس ،هذا الحب الذي سيكون السبب في كل ما سيحل بهذه المسكينة من مصائب .
تجسد هذه الرائعة الادبية مقولة (و من الحب ما قتل ) بكل معانيها ، تتشابك احداثها و شخوصها في قصة اقل ما يقال عنها انها مدهشة ، تنبض بذلك الحزن الرقيق الذي يجعل القارئ يفيض حنانا و شفقة ، و ليس ذاك الذي يبعت الكآبة في القلوب .
تعلقت جدا بكوازيمودو و النعجة البيضاء دجالي أكثر من غيرهما .
حس الفكاهة اضفى على الرواية رونقا خاصا و اعطاها طابعا مميزا ،كما انها مليئة بالتشبيهات الرائعة التي زادتها ابداعا .
هناك ترابط مميز بين شخصيات الرواية ،استمتعت باكتشافه اثناء قراءتي لها ، مما يعطي طابع الاثارة و الترقب لاحداثها ، و الجانب الوصفي و السردي اكثر من رائع ، و كل الشكر لرمضان لاوند الذي ساهم في تعريب الرواية بلغته السلسة و اسلوبه الجميل .
تأثرت كثيرا بما حدث مع احدب نوتردام -كوازيمودو - في احد المشاهد المثيرة للشفقة ، فكان تعذيبه و استهزاء الناس منه مشهدا مؤلما فقد اجاد الكاتب وصف الحالة النفسية بشكل مبهر و قريب للقلب ، اذ بين خبايا و خبث النفس البشرية و ما تضمره من حقد و تمجيد للمظاهر ، فلم تشفع طيية كوازيمودو ولا انعزاله عن الناس و عدم اديته لهم عندهم ، بل اتخدو من شكله القبيح - الذي لا يد له فيه - ذريعة لتعديبه و الاستهزاء به .
اضحكني مشهد استجواب هذا الاخير من طرف القاضي الذي كان بدوره اصما ، اذ يبين الكاتب الفرق بين اصم ذو مكانة عالية تشفع له امام الناس ، الاصم الاحدب الذي لا حول له و لا قوة ، فالصمم ثابت لكن من يدفع ثمنه هو الاحدب ، لا لشيء آخر سوى انه قبيح .
في بداية قراءتي للرواية كان تقييمي لها ٣ نجوم ، و سرعان ما بدأ يروم لل ٤ ، و بانتهائي من قراءتها كنت متأكدة من انه لو كانت هناك اكثر من ٥ نجوم لكنت اعطيتها لها . انصح و بشدة بقراءتها و التمعن فيها جيدا .