رواية "بدريّة وأمّ حنان والجملة" للكاتبة نسمة جمال هي جزء من سلسلة روايات تجمع بين الرّعب والكوميديا بأسلوب ساخر ...
تدور القصّة حول شخصيّتَيْ بدريّة وأمّ حنان، إمرأتان تعيشان في حيّ شعبي، وتنخرطان في مغامرات مليئة بالخرافات والشّعوذة نتيجة لجهلهما بالعلم وتفكيرهما السّطحي ..
رغم الطّابع الكوميدي، تحتوي الرّواية على لحظات مرعبة ..
الرّواية تحمل نقداً لاذعاً وسخرية من بعض العادات والمُعتقدات الإجتماعيّة، وتتميّز بخفّة الدّم في السّرد ..
لغة الكاتبة نسمة جمال في رواية "بدريّة وأمّ حنان والجملة بسيطة وسلسة، مع إستخدام مكثّف للّهجة المصريّة الشّعبية. تعتمد الكاتبة على أسلوب سرد قريب من اللّغة اليوميّة التي تتحدّث بها الشّخصيات في الأحياء الشّعبية، ممّا يجعل الحوار يبدو طبيعيّاً وحقيقيّاً ..
هذا النّوع من اللّغة يُعزّز الجانب الكوميدي والسّخرية في الرّواية، حيث تعكس اللّهجة المحلّية والطّريقة البسيطة في التّعبير واقع الشّخصيات وتجاربهم. كما أنّ الكاتبة تستخدم هذه اللّغة لنقل نقد إجتماعي ضمني لبعض العادات والمُعتقدات السّائدة في المجتمع ..
على الرّغم من أنّ البعض قد يعتبر اللّغة المبسّطة نقطة ضعف من حيث العمق الأدبي، إلّا أنّها تخدم بشكل جيّد الغرض من الرّواية وهو الوصول إلى شريحة واسعة من القُرّاء من خلال أسلوب شعبي قريب من القارئ ..
ختاماً، هذا النّوع من الرّوايات ليس ضمن تفضيلاتي ولا ضمن إهتماماتي المعتادة وقرأتها عن طريق الصّدفة البحتة، لكنّي أدركـ أنّ لكلّ نوع أدبي جمهوره الخاصّ، وأحاول تقبّل التّجارب الأدبيّة المختلفة ..
كلّ تجربة قراءة، حتّى لو كانت بالصّدفة، تضيف شيئاً جديداً لرؤيتي وتعمّق من معرفتي ..