"أنا مؤمنة أن بداخل كل منا قاتلًا بارعًا، يختبئ خلف قضبان الدِّين والخوف من القانون، ونظرة المجتمع.. كمية إبداع هائلة مكبوتة! تُرى لو أطلقناها، كيف سيكون شكل العالم؟"
بدأت العدد الأول من ثلاثية سلسلة "الاستغاثة الأخيرة" للكاتبة والمترجمة "شيرين هنائي" بقليل من التخوف والكثير من التطلعات لبداية سلسلة نحرص على قراءتها وننتظر أعدادها بترقب هائل، تخوفت من أن تكون السلسلة مراعية لسن معين أو لا تحتوي على أفكار معينة، حيث أن أحداثها وشخصياتها ترصف الطريق لأكثر الأفكار جناناً وسيكبة، وأن نتعامل معها بطريقة حذرة وغير كاشفة، ولكن والحق يقال، لم تدع الكاتبة فرصة للدماء والسيكبة المختلة وإلا وأظهرتها، وهو ما يُناسب حدة طباع الشخصيات وبالأخص بطلي الرواية، "يحيى"، و"مريم"، بقدراتهم الخاصة التي تجعلهم يقعا في نفس الطريق، ليكتشفا بأنهما مرتبطين بشكل أكبر من تصوراتهم.
عنوان الرواية جذاب، ويدعوك إلى تخيل كُنه هذا الفيل المجنح وكيفية صيده، وطريقة شرح العنوان بداخل الرواية مكتوب بعناية، ولم يُحشر حشراً، بدلالاته ورمزياته المُعقدة، في أحداث العدد الأول نجد أن أكبر الشرور تقبع في البشر، كل الدماء والقتلى كان سببها بشراً، من أجل إرضاء شهوات مريضة، ورغبات سوداوية، دون مراعاة أي إنسانية من أي نوع، تنتهي الأحداث بنهاية بها إلتواءة جيدة لم أرى تفاصيلها بوضوح إلا عند حدوثها.
عدد مشوق وسيجعلك تلتهم صفحاته في أسرع وقت مُمكن، وبداية مُبشرة بسلسلة ممتعة تُعيد لنا شغف متابعة السلاسل وانتظار جديدها بفارغ الصبر، وإلى العدد الثاني، بعنوان: "انتزاع شعرة حصان".
3.5/5