فى ذكرى ميلاد العراب - رحمه الله - لا يوجد أجمل من قراءة إحدى رواياته إحياءا لذكراه العطره والخالدة.
هذه الرواية لم أقرائها وقت صدورها ٢٠١٨ وتلاها وفاة العراب فى نفس العام التى صدمتنا وآلمتنا جميعا محبيه وأبنائه.
فكرة الرواية سبق تقديمها فى قصة - وعد جوناثان - فى سلسلة فانتازيا بشكل مبسط. فى شآبيب تم تناول الفكرة بشكل أكثر نضجا وعمقا وحبكة وشخصيات وأحداث أكبر ونهاية مختلفة ، كما فعلها العراب مسبقا فى قصة أرض الظلام فى سلسلة ما وراء الطبيعة التى أعاد تقديمها بشكل أكبر واكثر نضجا فى روايته الرائعة - فى ممر الفئران -.
فكرة الرواية هى أن العرب المهاجرين أصبحوا هدفا يوميا للعنصرية بما فيها من عنف وإهانة واحتقار لكرامتهم المهدورة أصلا فى بلادهم التى جاءوا منها فرار من التنكيل وانعدام الأمل فى مستقبل أفضل خصوصا لمن يمتلك منهم الكفاءة والموهبة.
ولهذا يقرر الدكتور مكرم - مصرى مهاجر فى أمريكا وأستاذ العلوم السياسية - بتبنى فكرة جمع عرب الشتات فى مكان جديد حفاظا على كرامتهم وحياتهم من الاخطار المحدقة بهم طيلة الوقت. وبالفعل يستطيع إقناع صديقة جوناثان - نائب الرئيس الأمريكي - بالفكرة وسرعان ما تم التنفيذ وتم نقل كل من رغب فى الفرار من العنصرية الى جزيرة فى بابوا غينيا الجديدة بعدما صنع مكرم تاريخ مزيف تماما عن وجود العرب سابقا فى هذه الجزر حتى يستطيع إقناع الجميع بالفكرة.
يصل عرب الشتات الى الجزيرة وسرعان ما تظهر حقيقة الانسان عندما يواجه من هم اقل منه شأنا. قام مكرم ومن معه بعمليات إبادة لسكان الجزيرة حتى يتسنى لهم إقامة دولتهم العربية الجديدة شآبيب!!!!!. أى انهم مارسوا العنصرية التى كانوا يشكون ويعانون منها على سكان الجزيرة الأضعف.
برع العراب كالعادة فى إيصال رسالته من وراء الرواية هى أن العنصرية ليست حكرا على جنس معين او دين معين بل هى متأصلة فى الأنسان وتظهر اذا توافرت لها السبل والظروف. كذلك أظهر مشاكل العالم العربى متمثلة فى الأقتتال الداخلى وعدم تقبل الأخر وديكتاتورية المواقف ... الخ.
فى النهاية تتدخل الطبيعة لانهاء حلم شآبيب كإشارة الى غضبها من تصرفات البشر المليئة بالعنصرية والحقد والكراهية تجاه بعضهم البعض.
رحم الله العراب وجزاه خيرا.