للمرة الثانى و ربما على التوالى (إن لم تخنى ذاكرتى) يقوم دكتور أحمد بإجترار عمل قديم و يخيط منه ثوبا جديدا و لكنه هذ المرة و الحق يقال أصاب أكثر بكثير من فى ممر الفئران لعدة عوامل
اولها أن وعد جوناثان لم يكن بقوة ولا روعة و لا شمولية أسطورة الظلام و بالتالى كان اللعب معه اسهل ففى اسطورة الظلام نحن نراها تحفة مكتملة ثوب من ابدع ما يكون من قال أن إضافة المزيد من الثنيات و التطريز يزينه بالعكس انه يهدمه ويفقده رقيه . وعد جوناثان كان الثوب بالفعل يحتاج لاضافات كثيرة ليصبح ثوبا مكتملا لذا بإستثناء الإيحاءات -التى ايضا لا اجد لها محل من الاعراب هنا و ان كانت اقل كثير من ممر الفئران- فان شاّبيب افضل كثيرا من وعد جوناثان
لا انكر استمتاعى بالرواية لكن المشكلة انها كانت تحتاج حبكة اقوى خاصة فى الجزء الاخير بشاّبيب تتحدث عن نصف مليون عربي ثم تصف قرية بها 200-300 فرد يصلون فى جامع واحد ولا يحتاجون إلى شرطة إلا قرب النهاية
اختيار المكان نفسه كان غريبا جديا فمادام التفكير فى استعمار احلالى في جميع الاحيان ما الفرق بين منطقة بدائية تماما و بين دولة قائمة ضعيفه بتعداد سكانى صغير؟
كان هذا اوقع فمن الصعب ان اتخيل ان يقبل شخص اي شخص ان يبدا حياة فى البادية .
كل القصة حول تزييف التاريخ هى اسقاط واضح طبعا و مقصود على ارض الميعاد خصوصا ان الاقتراحات شملت الارجنتين و اوغندا وقتها قبل الاستقرار على فلسطين و البدء باكذوبة الهيكل و ارض الميعاد
لكن الفرق الذى جعل هذه اللعبة لا تتناسب مع وضع العرب ان اليهود كانوا قوم بلا تاريخ حقيقى فسهل جدا ان يصدقوا ان لهم تاريخ فى اى ارض كما يجعل الامريكان من اى مناسبة عيد قومى
حاول ان تقنع مصرى او عراقى او يونانى او أيطالى بان مجموعة جوعى وجدوا ديكا روميا يعتبر عيد قومى , على هذا المستوى كل أيامهم اعياد قومية و لن يعملوا اكثر من 5 ايام فى العام.
نفس الشىء العرب قوم لديهم من أمجاد الماضى ما يكفيهم لا يحتاجون تاريخا زائفا ليتشبثوا به لو وعدتهم ببساطة بارض جديدة و حياة افضل فيها رخاء معيشة و عدالة إجتماعية بلا إضطهاد أو ديكتاتورية فى منطقة معقولة فسوف يقبلون دون كل هذه الافلام عن حضارة ضائعة هبوا لاستعادتها . فهناك حضارة ضائعة بمصر و حضارة ضائعة بالعراق حنى على المستوى الدينى الأندلس ستظل للابد مرارة فى فم كل عربي و مسلم لذا لسنا قوما نبحث عن ماضى و لكننا نبحث عن مستقبل
اما ما حدث فى شّاّبيب من فرقة و تعصب و إقتتال فهو للأسف أكثر أخداث الرواية واقعية فهى الحقيقة نحن قوم نعشق ان نتقاتل فيما بيننا و فى هذا عذابنا الأبدى