بعد النجاح الكبير اللي حققته سلسلة لاشين وإنتشارها بين الشباب إن العدوى تنتشر لبعض دور النشر والمؤسسات.
ومن ذكاء الكاتبة شيرين هنائي إنها تبدأ كتابة سلسلة جديدة بأبطال مختلفين وفي عالم جديد وبأفكار جديدة.
ومن الذكاء طبعا إن الشركة العربية الحديثة صاحبة التاريخ الطويل العريض مع السلاسل والانتشار القوي في التوزيع إنها تبص بصة جديدة على السوق ومتطلباته ومن هنا تم إعلان إطلاق سلسلة الاستغاثة الأخيرة والعدد الأول منها بعنوان - صيد فيل مجنح - بقلم الكاتبة شيرين هنائي مع مجموعة جديدة من المشاريع لعدد من السلاسل الجديدة بأقلام عربية.
ويلا بينا نبدأ المراجعة مع اللوجو اللي كان ذكي وبسيط وعجبني جدا.
وتاني حاجة لفتت نظري كانت كلمة الغلاف على الظهر وكنت متوقع تعريف السلسلة أو بطلها أو الأجواء بتاعتها لكن محصلش وكلمة الغلاف كانت بتتكلم عن القتلة المتسلسين والجريمة الكاملة والجريمة المثالية وده بشكل عام خلاني أحس إن السلسلة الجديدة هتكون في عالم الجريمة والغموض.
أما عن تصميم الغلاف نفسه فهو كان مميز غامض ومثير للانتباه.
ونبدأ مع القراءة ومفيش مقدمة أو إهداء او كلمة عن السلسلة وندخل على طول مع تساؤلات "مريم" و"يحيى" أبطال العمل ونبدأ نتعرف عليهم أكتر وعلى طبيعة كل فرد فيهم والقواسم المشتركة والاختلافات وأخيرا بنبدأ نتعرف على الإجابات قبل النهاية بشوية صغيرين.
ومع النهاية كان من المعتاد إن تأتي كلمة "تمت بحمد الله" وإلى اللقاء في العدد الثاني بعنوان "......"
زي ما بيحصل مع أي سلسلة لكن ده للأسف محصلش وده خلاني أحط إنطباعي الأولي وهي إن العمل عبارة عن نوفيلا منفصلة عن أعمال الكاتبة وده خلاني أحس إن العمل ده والاشتراك في السلسلة دي من باب المجاملة لتاريخ وقيمة الشركة العربية الحديثة وإن العدد الأول ممكن يكون الأخير خصوصا مع ضعف التسويق والانتشار والدعاية للمشروع.
وهنا لازم نشهد بعبقرية الكاتبة شيرين هنائي إنها كتبت رواية قصيرة أو نوفيلا كاملة ومكتملة مع ترك احتمال وإمكانية صدور تكملة أو عدد ثاني وثالث ليها في حال نجاح مشروع الشركة.
ويلا بينا بقى نبدأ مراجعة العمل نفسه أو النوفيلا اللي كانت ممتعة جدا ومكثفة وسريعة زي طلقات الرصاص.
العمل يخلص في جلسة واحدة يا جماعة بس هيسحلك معاه في رحلة تبدأ من نيويورك لروما وبعدين فرنسا وأخيرا نعود إلى نيويورك مع أبطالنا الاثنين.
المفاجأة هنا إن السلسلة مش جريمة وغموض زي ما كنت توقعت وطبعا مش رعب لكن إتضح هنا إنها في عالم الما ورائية والاستبصار مع لمسة حلوة من الترقب والقلق.
فكرة العمل حلوة أوي وعجبتني والنهاية المفتوحة الذكية كانت مرضية بالنسبالي وفتحت المجال لسلسلة ممتدة.
وتعالوا نتكلم عن اللغة واللي كانت عربية فصحى في السرد والحوار مع قدر كبير من الفصاحة والبساطة وما تعودنا عليه في كتابات الكاتبة لكن الجديد هنا إن السرد والحوار على لسان البطلين في القصة وده مختلف تماما عن المعتاد اللي كان معظمها على لسان الراوي العليم - الكاتبة هنا بتستعرض التمكن من الأدوات الكتابية "وده من حقها طبعا" وبصراحة الحركة عجبتني عشان خلقت نوع من الترقب والغموض مع الرواية.
أما عن الحبكة فهي خاطفة مثيرة تتنقل ما بين بطل وبطلة لكل منهم عالمه وقصته والتشابك بين الاثنين مثير جدا وده ظهر في فصول النهاية ورغم كده فضل السؤال معلق، هو مين بطل السلسلة الأساسي؟ مريم ولا يحيى؟
وطبعا في إمكانية إنهم ممكن يكونوا سوا هما الاثنين زي "لاشين وسهير زاهر" أو ممكن تكون السلسلة بتعتمد على إن كل عدد منفصل وقصة مختلفة، لكن الكلام ده سابق للأوان وخلونا نشوف الأيام الجاية هتروح بينا على فين.
ونيجي بقى للسلبيات وبصراحة هي سلبية واحدة عندي ومتعلقة بشخصية مريم وقراراها بإخفاء الحقيقة لحد لحظة معينة مش مبررة بشكل كافي، ومش هقول اكتر من كده عشان الحرق.
في النهاية "صيد فيل مجنح" العدد الأول من سلسلة الاستغاثة الأخيرة عبارة عن نوفيلا ورواية متميزة حلوة جدا ومثيرة للخيال وانصح بيها وبشده.
#أحمدمجدي