شيرين هنائي من الأقلام المفضلة لي والتي أعرف بكل تأكيد كلما أمسكت كتاب لها أنني سأجد فيه ما يعجبني، كنت وضعت الكتاب على قائمة قراءات هذا الشهر، لأجد أصدقائي بعد ذلك يتفقون أن نبدأ قراءة جماعية فيه فبدأت فورًا ولم أاجلها.
تتحدث الرواية عن يحيى الذي يعمل طيار ومنذ سنوات طويلة يستطيع أن يرى رؤى حقيقية للجرائم قبل حدوثها في الكثير من الأحيان، تقابله مريم الطيارة المساعدة التي وراءها سر لن تعرفه إلا بمرور الصفحات وأحداث الرواية.
يتقابل سر مريم مع سر يحيى في نقطة مصيرية في منتصف الرواية فلا تعرف عل تتعاطف معهم وخاصة مريم أم لا، يحيى مُجبر على ما هو فيه، لكن مريم لم أجد لها مبرر خاصة مع وجود جرائم لأشخاص هم الأقرب لها، لم أستطيع التعاطف معها مطلقًا ولكنني أرجئت الحكم الأخير عنها لما بعد خاصة وأن هذا الجزء من السلسلة توقف في نقطة محددة يجب استكمالها للحكم على الأشخاص أو حتى التعاطف معهم.
بعض النقاط في الرواية لم أستطيع فهمها لماذا يظهر يحيى لبعض الأشخاص كأنه مُحرض على الشر على الرغم من أنه يرغب في الخير؟ كيف تخطت مريم كل الاختبارات التي مرت بها لوظيفتها ولم يظهر عليها شيء؟ كيف اجتمع يحيى ومريم من الأساس مع فادي وكأن هناك صلة ما بينهم غير واضحة حتى وأن كانت الدارك ويب.
بمناسبة الدارك ويب قد تكون الرواية مغرية للبحث عن هذا الأمر خاصة في حالة المراهقين، والنتائج خطرة بكل تأكيد فيجب الحذر أو التنويه.
الجزئية الخاصة بفكرة الاسقاط النجمي ذُكرت بشكل مبسط وسريع وأتوقع ان لها تأثيرات كثيرة ومفاهيم ستتضح أكثر في الأعداد القادمة من السلسلة.
أحببت فكرة الربط ما بين يحيى ومريم بصلة ما قوية ستجعلهم يفكرون كثيرًا قبل أن يترك واحدُا منهم الأخر في منتصف الطريق.
الفكرة جميلة ومنظمة وفي كل مرحلة تظهر لك مفاجأة جديدة تطور من الأحداث بطريقة رائعة فلا تشعر بالملل، الأحداث مشوقة جدًا تجعلك لا تستطيع أن تترك الرواية قبل أن تنهيها ولكنها انتهت عند نقطة جعلتني أشعر أنني تُركت في منتصف الطريق وحدي دون أن أفهم كل شيء، لذا أنتظر الجزء القادم بشغف منذ الآن.
*اقتباسات:
"الجريمة الكاملة، هي الجريمة التي لا يُترك وراءها سلاح، أو آثار دماء، أو جثة.
أما الجريمة المثالي، فهي التي يظل القتيل بعدها حيًا، ولا يعرف أحد أنه قُتِل إلا قاتله"
-"فاقد الشيء قد يمنحه بسخاء أحيانًا"
-"كنت صغيرًا وقتها والعالم في عيني أبيض وأسود، والمجنون بالنسبة لي هو من يهيم في الشوارع أشعث الشعر أغبر الملابس، يخرف باستمرار، لم أكن أعرف وقتها أن الجنون يرتدي البذلات، ويسكن القصور، ويحمل السلاح، ويتحدث بكلام موزون في مؤتمرات عالمية."