في قليل من الصفحات حكى دوستويفسكى تاريخ الإنسانية الذي امتد قرونًا من الزمان بإسلوب فلسفي ممتع، وبالحديث عن دوستويفسكي فيكفي القول أننا إذا ذكرنا أفضل الروائيين عبر التاريخ فبالتأكيد فيدور سيكون في مقدمتهم.
بطل القصة رجل مضحك بالنسبة للناس كما وصف نفسه لكنه لم يكن مهتمًا ولم يكن حزينًا ثم تصيبه حالة من اللامبالاة ليقول "أنا لست معنيًّا بفعل هذا الشيء" وفي إحدي الليالي الممطرة بينما كان عائدا للبيت استنجدت به طفلة فرفض الاستماع لها ونهرها بشدة لأنه لم يكن معنيًّا بمساعدتها أصلا ويتسائل ما دمنا سنموت في النهاية لماذا نشعر بالألم؟ وفي تلك الليلة قرر الانتحار وبعد تفكير مضني استسلم للنوم فرأى حلما وهذا لب القصة، رأي الأرض في ثوب جديد قبل أن تدمرها خطايا البشر ليحكي بدقة تاريخ الإنسانية.