هذه أول قراءة لي للكاتب الطاهر بن جلون، لم تعجبني هذه الرواية، رغم حماسي الشديد في البداية، من خلال عنوانها أدركت أن الموضوع متعلق بالهجرة، لذلك ربما كان سقف توقعاتي كبيراً جداً، لأ أعرف إن كنتُ قد اصبت بخيبة أملٍ، فالكاتب رغم حديثه عن موضوع كهذا، وبرغم مأساوية الأحداث، إلا أني شعرت في كثير من الأحداث إلى أنه استعمل كثيرا لغة الشارع، وربما تمادي في الحشو اللفظي، أدرك أن كل مجتمع يخفي الكثير من الشذوذ والمحرمات والمآسي الاجتماعية، لكن أن يتغدو مدينة كلها بجميع مافيها من صالحين وطالحين لا شغل لهم سوى التطلع للسفر أن التفكير في الجنس، الأمر طافح جداً، قد يكون في الواقع أسوء لكن باعتقادي الأدب يقدم رسالة راقية، حتى حين نتحدث عن أسوء ما في المجتمع قد نستعمل لغة مهذبة بعض الشيء، لغة تجعل القارئ يقرأ ويستمتع بما يقرأ، لا أن يشعر بالقرف والتقزز من بعض اللغة المستخدمة. مع كل احترامي للكاتب لكني عدا أهمية الموضوع الذي تحدث عنه، وبعض المقاطع الجميلة في الوصف أو المخاطبة بطريقة الرسائل، لم أجد ما يستهويني في هذه الرواية.