في بلدنا غالبًا ما يطلق على السود اسم "عزي" من قبيل الازدراء, وقد يسمون أحيانًا عبيدًا.
أن ترحل
نبذة عن الرواية
"صديقي الكاميروني، فلوبير، يقول: إني قادم إذا أراد أن يقول: إني راحل.. ونحن باقون معاً إذا كان مودعاً قبل أن يغادر. تلك كانت حيلته في تعزيم القدر. وفي هذه الرواية من يرحلون لا يفكرون في العودة، وإذا هجروا أحداً مغادرين فإنهم يهجرون إلى الأبد. لم يطبق لعازل جفن. ما سبب هذا الهوس في مغادرة المغرب؟ ما سبب إلحاح هذه الفكرة وترددها في رأسه بعنف؟ كانت أفكاره تخيفه، وكان أرقه يضخم حيرته تلك إلى حدود مفزعة. نهض من فراشه، وخرج إلى الشرفة المطلة على جبانة مرشان. نور بهي مفضض كان ينير البحر. راح يعد القبور لكي يهتدي، من بعد، إلى قبر نور الدين لم يكن بمقدوره أن يتصور ما حل بهذا الجسد الرائع الذي شوهته مياه البحر. لقد أصر هو على العثور على جثة ابن عمه وصديقه. وبين الجثث المقطعة الأوصال التي ربما التهمتها أسماك القرش، كانت جثة نور الدين لا تزال سالمة، ولكن منتفخة. من طنجة، المدينة المفتوحة الواقعة على الحافة بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط. مدينة السحر وعجيب الحكايات، المدينة المغربية التي قيل وكتب عنها الكثير، عن حياة في الظاهر، وأخرى في الباطن. منطلقاً من طنجة، يكتب الطاهر بنجلون في هذه الرواية، تمزق المغاربة بين حبهم للمغرب ورغبتهم في مغادرته. فالشباب المغاربة، كما الأفارقة الذين يأتون إلى طنجة، وبسبب إصرارهم المتهور على لوصول إلى الضفة الأخرى –أسبانيا- يقعون فريسة المهربين والغرق في البحر، أو يضطرون لفعل ما فعله عازل الذي أصبح خليل ميكال كارهاً، وما فعلته كنزة التي تزوجت ميكال، في سبيل حلم الحصول على جواز سفر أو حتى فيزا. بين طنجة وأسبانيا يصور الطاهر بنجلون كم أن حلم "أن ترحل" بأي وسيلة هو حلم بائس."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2007
- 317 صفحة
- ISBN 9789953682
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية أن ترحل
مشاركة من آمنة
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
غانيا الوناس.Ghanya Lounnas
هذه أول قراءة لي للكاتب الطاهر بن جلون، لم تعجبني هذه الرواية، رغم حماسي الشديد في البداية، من خلال عنوانها أدركت أن الموضوع متعلق بالهجرة، لذلك ربما كان سقف توقعاتي كبيراً جداً، لأ أعرف إن كنتُ قد اصبت بخيبة أملٍ، فالكاتب رغم حديثه عن موضوع كهذا، وبرغم مأساوية الأحداث، إلا أني شعرت في كثير من الأحداث إلى أنه استعمل كثيرا لغة الشارع، وربما تمادي في الحشو اللفظي، أدرك أن كل مجتمع يخفي الكثير من الشذوذ والمحرمات والمآسي الاجتماعية، لكن أن يتغدو مدينة كلها بجميع مافيها من صالحين وطالحين لا شغل لهم سوى التطلع للسفر أن التفكير في الجنس، الأمر طافح جداً، قد يكون في الواقع أسوء لكن باعتقادي الأدب يقدم رسالة راقية، حتى حين نتحدث عن أسوء ما في المجتمع قد نستعمل لغة مهذبة بعض الشيء، لغة تجعل القارئ يقرأ ويستمتع بما يقرأ، لا أن يشعر بالقرف والتقزز من بعض اللغة المستخدمة. مع كل احترامي للكاتب لكني عدا أهمية الموضوع الذي تحدث عنه، وبعض المقاطع الجميلة في الوصف أو المخاطبة بطريقة الرسائل، لم أجد ما يستهويني في هذه الرواية.
-
Sarah Ali Abd Alnabii
يتراءى لك المغرب كما صوره ابن جلول في روايته(أنَّ ترحل) كمجموعة من الشباب يقضون وقتهم على شرفة أحد المقاهي المُطلة على البحر ، يتسامرون ويدخنون الكيّف يضيعون وقتهم في اللعب ويتحسرون على الكيلومترات الاربعة عشر التي تفصلهم عن إسبانيا الحُلم ، والحرية ، والحياة الكريمة وكأني بإسبانيا تنتظر قدومهم !!، تدور أحداث الرواية بين طنجة تلك المدينة المغاربية العصيّة عن المألوف وبرشلونة .
أحد أبطال الرواية هو عز العرب (عازل) كما يسمونه اصدقائه ،شاب درس القانون وتخرج وبحث عن وظيفة فصدت أمامه الأبواب فقضى ايامه لاعناً لحظه ساعياً للخروج من المغرب مهما كلفه الأمر ، تُعيّله أخته الوحيدة (كنزه ).
كنزه تعمل في التمريض بمرتب زهيدٍ ، كانت مخطوبه لأبن عمها الذي قضى غرقاً في أحدى رحلات الموت (الهجرة الغير شرعية ) لإسبانيا ،هي ايضاً تُريد الرحيّل عن طنجة وعن الذكريات تُريد أن تولد من جديد.
تفتقد الرواية لعنصر التاريخ ، يبدو إن ابن جلول أراد فقط الكتاب عن الحياة اليومية لشباب المغرب وحلم الهجرة ومأساتها ، وبما أنه يكتب للقراء الفرنسيين فقد كثر في الرواية الايحاءات والصور الجنسيّة ،فصور المغرب كماخور كبير تقطعت فيه أواصر الأخلاق والرادع الديني .على هامش الرواية بحثت عن تاريخ طنجة ولأنني تعودت على أسلوب رضوى عاشور وابراهيم نصرالله وغيرهم في دمج التاريخ بالرواية وشخصياتها أدركت أن طنجة التي يلامس البحر والمحيط احضانها ،هي نفسها التي بدأ منها أمير المشائين ابن بطوطة رحلته حول العالم ليقضي 27 عاماً من الترحال يرسم خلالها بورتريه لأرجاء العالم ، ويبدو أن هواء طنجة تشبع بأنفاس ابن بطوطه ليرث ابنائها وابناء المغرب حُب المغامرة والترحال بحثاً عن حياةٍ أفضل .
أربعة عشر كيلومتراً تمثل لهم ثنائية لا بد أن تمر ببالهم وكيف لا ،وكم من صديق لفظته مياه البحر على شاطئ طنجة فحملوه على اكتافهم وواره الثرى ، المسافة بين طنجة و اسبانيا هي الحد الفاصل بين الولادة او الموت ، وخلال إبحارهم والمركب مكتظ بعدد يفوق حمولته والموج محيط بهم من كل جانب يصبون أنظارهم تارة نوح الأمواج وتارة نحو النوارس ، ويتذكرون تلك الأسطورة التي تقول إن نوارس طنجة هي التي أنبأت نوح عليه السلام وهو في سفينته بأن الأرض قريبة منه ،عندما لمح عليها آثار الطين . ويغمضون اعينهم ويتمنون ان تنطبق الاسطورة على نوارس اسبانيا علّ الولادة تأتي بسرعة !
-
أصالة كنبيجه
عندما تكون المسافة بين الرحيل والعودة مسافة لا تمرٰ على الوطن ، تستثنيه وتقصيه فتمر على ما عداه ، تمر على الذين ارتحلوا وهم يبررون بعض أسباب الرحيل ، ثم هاهم يعودون إلى الوطن مدفوعين بكل الأسباب التي لا يستطيعون تبريرها ، تجتذبهم الأوجاع التي فرّوا منها بقدر ما ينفرون من النعيم الذي تطلعوا للوصول إليه.
من الكتب التي أبدعت في تصوير الهجرة وأسبابها ـ ثم نتائجها وأحوالها وأخيرًا عواقبها ، وعامة أنا من المعجبين بأفكار الطاهر في مؤلفاته ومأخذي الوحيد عليه هو استفاضته دائمًا في الجوانب الجنسية وحشوها وتصويرها المشين أخلاقيًا حين يكتب ، حتى حين لا تستدعي الضرورة وهذا برأيي كقارئة ، ناقش الطاهر مجموعة من القضايا في " أن ترحل " من بينها :
- العصابات التي تتاجر بالإنسان حين تساعده على الهجرة الغير شرعية بأساليب غير شرعية تودي بحياته وأحلامه في آنِ معًا.
- الشذوذ الجنسي كظاهرة في المغرب العربي ، وممارسة الدعارة من قِبل الفتيات لكسب الرزق.
- ما تُسفر عنه الهجرة الشرعية من سلبيات التواجد في ظلال البلد الذي تتم الهجرة إليه وبالتالي ممارسة الأعمال الغير منظمة أو الغير شرعية.
- حلم الرحيل حينما يكون بوابة النجاة من براثن البلد التي يضيق الخناق على أحلام أفراده ، فيحلم بالرحيل الأطفال والشباب والأمهات لهثًا وراء أبنائهم.
ولا أنسى أنه تطرق للجانب النفسي لكل أولئكِ مثل كنزة الفتاة الشابة المغربية التي ضغطت عليها العادات بضرورة الزواج ، وقد سبقت البغاء ، فتجد أنها مدفوعة في هجرتها بالبحث أيضًا عن رجل يحقق أحلامها فيما سبق بالإضافة إلى الحب ، لتتعلق بأول رجلٍ تجده في طريقها دون أن تعرف عنه أي شيء.