( وصية أول النهار ) ..
قد أقبل هذا النهار وأنت فيه مهيأ لكل فعل، فاختر لنفسك أفضلها لتوصلك إلى أفضل الرتب، وعليك بالخير فإنه يقربك من الله ويحببك إلى الناس. وإياك والشر، فأنه يبعدك عن الله ويبغضك إلى الناس. وافعل ما تحاسب نفسك عليه عند انقضاء هذا النهار. والحذر من أن يغلب شرك على خيرك. وليس الفاضل من بقي على حالة الطبيعة مع عدم المؤذيات، بل الفاضل من بقي عليها مع وجود المؤذيات. والانقطاع عن الناس أكبر مانع للأذى. واقبل وصايا الأنبياء، واقتد بأفعال الحكماء. وعليك بالصدق، فإن الكذب يصغِّر الإنسان عند نفسه فضلاً عن غيره. واحلمْ تُشكر، وتفضَّل فأن الحقد يعجِّل الهم، ويوقع في العداوة والشرور، وكذلك الحسد. وتجنَّب الأشرار تُكفَ الأذى، وابعد عن أرباب الدنيا تُكفَ الأشرار. واقنعْ من دُنياك بما تدفع به ضرورة بدنك. واعلم أن نهارك هذا قطعة تذهب من حياتك، فانفقها فيما يعود عليك نفعة.
( رشيدُ الدين بن خَليفة )
وإذا اندفعت ضرورة بدنك، فاقض باقي نهارك في مصلحة نفسك، وافعل بالناس ما
تشتهي أن يفعلوه بك. وإياك والغضب والمبادرة إلى الانتقام من المُغضب أو
الانفصال عنه، فإنه ربما وقع في الندم. وعليك بالصبر، فإنه رأس كل حكمة.
مشاركة من هالة أبوكميل-hala abu-kmeil
، من كتاب