فلم يغضب عليّ لذلك ولم يبطش به، إنما دعاه إلى أن يناظره ويبين له وجه الحق لعله أن يثوب إليه. فقال له الخرّيت: أعود اليك غداً. فقبل منه عليّ وخلَّى بينه وبين حريته، لم يرتهنه في سجن حتى يناظره فيسمع منه ويقول له، وإنما ترك له الطريق. فانصرف الرجل إلى قومه من بني ناجية، وكان فيهم مطاعاً، وشهد بهم يوم الجمل وصفين، فأخبرهم بما كان بينه وبين عليّ، ثم خرج بهم في ظلمة الليل من الكوفة يريد الحرب. ولقي الخرّيت وأصحابة في طريقهم رجلين سألوهما عن دينهما، وكان أحدهما يهوديا، فلما أنبأهم بدينه خلو سبيله لأنه ذمِيّ، وأما الآخر فكان مسلما من الموالي، فلما أنبأهم بدينه سألوه عن رأيه في عليّ فقال خيراً. فوثبوا عليه فقتلوه.
الفتنة الكبرى : الجزء الثاني - علي وبنوه > اقتباسات من كتاب الفتنة الكبرى : الجزء الثاني - علي وبنوه > اقتباس
مشاركة من نزار الدويك
، من كتاب